خبر وتعليق لن يتم التخلص من فساد النخب المتنفذة في أوزبكستان إلا بإقامة الخلافة (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
ذكر موقع شبكة أوزبك الإخبارية في الثامن عشر من شباط/فبراير 2014 أن مقربين من جولنارا كريموفا ابنة كريموف رئيس أوزبكستان قد تم إلقاء القبض عليهم ويخضعون للتحقيق بتهم تتعلق بالفساد وجرائم مالية. وذكر مكتب المدعي العام اليوم أن رستم مادوماروف وجايان أفاكيان وايكاترينا كلايويفا قد تم احتجازهم بسبب انتهاك المادة 178 الجزء الثاني (إخفاء عملة أجنبية) والمادة 184.3 (التهرب من دفع الضرائب ودفعات حكومية أخرى).
التعليق:
هذه الاعتقالات في هذا الوقت ليست نابعة من إحساس صادق بالعدالة بالنيابة عن السلطات الأوزبكية لأن النخب وأبناءهم كانوا يستغلون مواقعهم من السلطة منذ عقود وبإذنٍ وبإشرافٍ من القيادة الأوزبكية. إنّ حقيقةَ أنّ الأصدقاء المقربين لابنة الرئيس الأوزبكي هم مجرمون، تعكس نمط حياتها المنحرف، فالشخص يُعرف من خلال أصحابه كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» [رواه أبو داوود]
وعلى الأرجح فإن هذه الاعتقالات جاءت نتيجة للصراعات الداخلية على المصالح، وهي صفة مشتركة في كل الأنظمة الاستبدادية الفاسدة حيث تعطى الحصانة من العِقاب لقلة اختارها المسؤولون في السلطة. وجولنارا نفسها قيد التحقيق في السويد بتهم تتعلق بالاحتيال وصفقات مالية غير مشروعة. يبدو أن التفاح الفاسد لا يسقط بعيدًا عن الشجرة السقيمة حيث إن كريموف نفسه يحكم أوزبكستان وكأنها شركته الخاصة، فيعين ويقيل المسؤولين ليس وفقًا لقيم الإسلام العظيم وليس انطلاقًا من المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، ولكن وفقًا لرغباته ومصالحه الشخصية. وهو مثل ابنته يحيط نفسه بـ"المقربين" ويختار "أصدقاءه" بناء على سكوتهم عن شبكته من الرذيلة والفساد. وقد عانى المسلمون في أوزبكستان من القيم السياسية العلمانية والتي هي في محاولة بائسة لمنع دعوة المسلمين لإقامة الخلافة. ومن خلال جهود حملة الدعوة المستمرة في المنطقة، وكثير منهم من النساء، فإن الله سبحانه وتعالى سينصر قريبًا القادة المخلصين الحقيقيين الذين يعملون على إعادة النظام السياسي القادر على مكافحة الفساد. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الراشي والمرتشي». [رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني].
لقد وضعت هذه القيم الرفيعة موضع التطبيق والتنفيذ عبر عصور الخلافة، وكمثال على ذلك فقد روي عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلاً مِنَ الأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ - قَالَ ابْنُ السَّرْحِ ابْنُ الأُتْبِيَّةِ - عَلَى الصَّدَقَةِ فَجَاءَ فَقَالَ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي. فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ «مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَجِيءُ فَيَقُولُ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي . أَلاَّ جَلَسَ فِي بَيْتِ أُمِّهِ أَوْ أَبِيهِ فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لاَ لاَ يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشَىْءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا فَلَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً فَلَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ». ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ» [رواه مسلم].
إن النخب الحاكمة تخشى من إقامة الخلافة من جديد، فهم يسجنون حملة الدعوة الصالحين من الرجال والنساء الأوزبك في محاولة منهم لتأخير عودتها الحتمية، والتي من شأنها القضاء على القيادة الحالية التي تتعامل بالمحاباة، ولن تسمح بجعل الأقارب والأصدقاء فوق القانون. إن الخليفة القادم سيتبع خطى أول حاكم للدولة الإسلامية، النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال «والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها». لكن في أوزبكستان، عندما يقوم المقربون من النخب الحاكمة بسرقة ما هو ليس لهم فإنهم في حقيقة الأمر يكافأون، وإن شاء الله فإن هذه الأيام المظلمة من الاستبداد وخيانة الأمانة قد قاربت على نهايتها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير