خبر وتعليق لا تنظر إلى عينيه بل انظر إلى ما تفعله يداه
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نشرت الجزيرة نت على صفحتها يوم الجمعة الثامن والعشرين من شباط خبراً تحت عنوان "واشنطن تندد بجرائم النظام بسوريا والقمع بمصر" جاء فيه:
انتقدت الولايات المتحدة الأميركية الجرائم التي يرتبكها النظام السوري في حق شعبه وقمع المجتمع المدني في مصر، ونددت بالتجاوزات في مجال حقوق الإنسان التي تشهدها عدد من مناطق العالم.
واستنكرت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها حول وضع حقوق الإنسان في العالم في 2013 جرائم الرئيس السوري بشار الأسد في حق الشعب السوري خاصة استخدامه لغاز السارين في الهجوم الذي استهدف ريف دمشق في أغسطس/آب الماضي وأوقع أكثر من 1400 قتيل، بينهم 426 طفلا.
وقالت إن ذلك الهجوم واحد من عدد من المجازر في الحرب بسوريا سجلت فيها أعداد كبيرة من الجرائم ضد الإنسانية، وذكرت من بين تلك الجرائم تعذيب السجناء وقتلهم واستهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة وصواريخ سكود.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري عند تقديمه التقرير "لم يكن صدفة أن أول استخدام لسلاح دمار شامل خلال هذا الربع من القرن الحالي تم بأيدي الديكتاتورية في سوريا.. في محاولة منها للقضاء على انتفاضة شعبية، والقضاء على طموح الشباب وأحلامهم".
من جانب آخر انتقد التقرير مصر بشدة بعد "الإطاحة بحكومة مدنية منتخبة والاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن بما يشمل القتل والتعذيب".
وفي آسيا قال التقرير إن ميانمار رغم أنها حققت تقدما في بعض القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، ومن بينها إطلاق سجناء والسعي للتخلص من تبعات الحكم العسكري، فإن ذلك لا يعد كافيا بسبب تقاعس السلطات عن إيجاد حل لمشكلة أقلية الروهينجا المسلمين الذين تعرضوا لاعتداءات في الفترة الماضية.
الذكرى الـ65
ونشر هذا التقرير الذي يستعرض سنويا وضع حقوق الإنسان في العالم دولة بدولة بينما يحتفل العالم بالذكرى الـ65 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وعبرت الخارجية الأميركية عن قلقها، لأنه "بعد أكثر من ستين عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لا تزال الهوة تزداد بين الحقوق التي يمنحها القانون والواقع اليومي للكثيرين في العالم". وأوضحت أن ثلث شعوب العالم تعيش في ظل نظام سلطوي.
التعليق:
"يحكى أن صياداً كان يصطاد العصافير في يوم ريح، فجعلتِ الرياح تُدخل في عينيه الغبارَ، فتذرفان، فكلما صاد عصفوراً كسر جناحَه وألقاه في ناموسه. فقال عصفور لصاحبه: ما أرقّه علينا، ألا ترى إلى دموع عينيه؟ فقال له الآخر: لا تنظر إلى دموع عينيه، ولكن انظر إلى عمل يديه".
إن مثل كيري وهو يتباكى على حقوق الإنسان في سوريا ومصر وميانمار وأفريقيا وروسيا والصين وغيرها من بلاد العالم، كمثل ذلك الصياد يحسبه الغافل يبكي رحمة بالعصافير، بينما الحقيقة أن دموعه تذرف من أثر الغبار الذي يدخل عينيه حين تهب الريح... إذ كيف يصدق عاقل واع أن أمريكا التي تمد الطواغيت بالدعم المادي والمعنوي، مخلصة في تقاريرها التي تطالعنا بها نهاية كل عام عن حقوق الإنسان، أليست هي على رأس الدول التي تنتهك حقوق الإنسان؟ أليست هي أول من ينتهك حقوق مواطنيها فتفرق بين الرجل الأسود ذي الأصول الأفريقية أو المسلم ذي الأصول الشرق أوسطية وبين من هو من أصول أوروبية غربية؟ أليست هي من تتنصت على الناس مواطنين أو أجانب حتى خارج بلادها تستبيح ذلك في سبيل مصالحها دون حدود ولا قيود؟...
ويتباكى على الحقوق الإنسانية والمدنية للمصريين والسوريين والروهينجيا، وغيرهم من الشعوب المقهورة في العالم... ألستم أنتم القاضي والحكم في هذا العالم التعيس يا كيري المخادع اللعين؟ أليس العالم اليوم مسيرًا وفق مصالحكم وإرادتكم؟ أليست دُوَلُهُ بين عميل لكم أو سائر في فلككم أو منتفع يشارككم في استغلال الشعوب والتآمر عليها من أجل مصالحه الخاصة؟ أليست المؤسسات والمنظمات على اختلافها دولية أو إقليمية أو حتى محلية هي تابعة لكم موجهة بتوجيهاتكم نظراً لمصادر تمويلها والدعم الذي يتدفق عليها من خزائنكم المعطاءة؟...
فمن يملك كل هذه الصلاحيات في المؤسسات الدولية، ويملك الهيمنة على دول العالم ومقدراته، هل يقبل منه أن يبكي فقط على المظلومين، وأن يعد الضحايا، ويحصي أنواع الأسلحة المستخدمة في القتل والتدمير؟!
إنه والله الخلل الذي أصاب النظام الدولي منذ سقوط دولة الخلافة دولة الرعاية الحقة للإنسانية جمعاء، هو الذي جعلكم تسودون العالم، وليس برحمتكم ولا رأفتكم ولا حرصكم على الإنسانية، ولا بحكمتكم ولا قدرة نظامكم على حل مشاكل الإنسانية ورعايتها وتوفير الأمن والأمان لها، بل بخلو الساحة من الرعاة الحقيقيين المخلصين، الذين يرعون شؤون العالم بأحكام رب العالمين، بلا أطماع ولا مصالح آنية أنانية بل ليسعدوا البشرية في الدارين، فينالوا رضوان الله، ليثيبهم الخلود في جنات عرضها السماوات والأرض فنعم المستقر ونعم المصير.
إن المسلمين قد نهضوا من سباتهم وأفاقوا من غفلتهم، فما عادوا ينظرون إلى القشور، أو إلى جزء من المشهد ويتعامون عن أجزائه الأخرى... بل باتت عيونهم تجول في الأنحاء، وتخترق الحواجز والجدران، فترى الأمور على حقيقتها، ترى الأسود أسودًا والكلاب كلابا... لن يستأسد علينا كلاب بعد اليوم ولن تخدعنا الثعالب، ولن يوقف مسيرتنا سوى تحقق أهدافنا في إقامة النظام العالمي الإنساني، نظام الإسلام ممثلاً بدولته دولة الخلافة التي حين ترى الظلم لن تقف ساكنة تذرف الدموع، بل تهب لنصرة المظلومين، وتأخذ على يد الظالمين، فتطيح بالطغاة والمجرمين، وتعيد الحق لأصحابه، تنشر العدل والأمان، وتحفظ كرامة الإنسان.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم جعفر