الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الإختفاء الغامض لطائرة البوينغ الماليزية ومحدودية قدرات العقل البشري

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


في الثامن من آذار/مارس 2014 أصدرت الخطوط الجوية الماليزية بياناً صحفياً أكدت فيه فقدان طائرة لها من طراز بوينغ 777-200 كانت متجهة من كوالالامبور إلى الصين. وبالتزامن مع هذا الإعلان، تناولت وسائل إعلام عديدة حول العالم هذا الخبر عن فقدان الطائرة التي كانت تقل 239 مسافراً من ضمنهم طاقم الطائرة. كما قدم خبراء من مختلف أنحاء العالم تصوراتهم وتحليلاتهم وساعدوا في التحريات الجارية بشأن فقدانها. وتواصلت في هذه الأثناء جهود البحث والإنقاذ للعثور عليها. كما قام العديد من البلدان بتعزيز عمليات البحث والتفتيش عن الطائرة المفقودة، ومن ضمن هذه البلدان فيتنام والصين وسنغافورة والولايات المتحدة وأستراليا. إلا أنه وعلى الرغم من دخول هذه العمليات يومها الرابع، لم تجد كل هذه الأطراف أية إشارة أو مؤشر على فقدان الطائرة، كما أثار هذا الحدث عدداً من التخمينات المختلفة بشأن اختفائها.

 

التعليق:


لقد أصاب فقدان طائرة الرحلة MH 370، التي كانت تحمل على متنها 227 مسافراً و 12 راكباً هم أفراد طاقمها، أصاب العالم كله بالصدمة والذهول. وإننا في القسم النسائي بحزب التحرير نعرب عن تعاطفنا مع أسر الضحايا ونشاطرهم أحزانهم لهذه الفاجعة. وندعو الله عزّ وجلّ أن يلهمهم الصبر، وأن يقوّي عزائم إخوتنا وأخواتنا الذين أصابتهم هذه المصيبة فيسلموا بأن هذا الحدث الأليم هو قضاء من الله سبحانه وتعالى، الذي يقول في القرآن الكريم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ‌ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِ‌ينَ﴾.


لكن طائرة الخطوط الجوية الماليزية وهي من طراز بوينغ 777-200 طائرة حديثة ومعقدة للغاية، ويقال بأنها تستطيع الطيران لمسافات طويلة بمحرك واحد فقط. إن فقدان هذه الطائرة استقطب مجموعة عريضة من الخبراء ذوي الخبرات المتنوعة للمشاركة في البحث عنها، سواءً في مجالات الهندسة أو البحث والتفتيش أو التحريات والتحقيقات. لكن لغز اختفائها لم يُحلّ بعد ولم تعثر التحقيقات حتى الآن على أي مفتاح بالرغم من دخولها يومها السادس. وهذا ما يثبت أن عقل الإنسان وتكنولوجيا الإنسان ليس في مقدورهما مغالبة أو مضاهاة قوة الله عز وجل. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ﴿سَنُرِ‌يهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَ‌بِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.


إن هذه الآية الكريمة هي تحذير من الله لنا بأن لا نغترّ بذكاء العقل الإنساني وتعقيد التكنولوجيا التي اخترعها الإنسان. فبدون مشيئة الله سبحانه وتعالى وعونه وتوفيقه لن يستطيع بشرٌ صنع أو إنتاج أي شيء. والحقيقة أن صنع الإنسان لن يستطيع أبداً مضاهاة خلق الله تبارك وتعالى. وها هو انعدام المعلومات والمؤشرات قد أدى إلى إبطاء وتباطؤ عمليات البحث عن الطائرة، ما يثبت بلا أدنى شك محدودية قدرات العقل البشري وعدم حصانة الحياة، بل وهشاشتها. الأمر يجب أن يذكّرنا باعتمادنا الكلي على الله عز وجل، وأن حياتنا كلها بيده وحده، وأنه هو وحده من يجب أن يضع الأحكام والقوانين التي يتوجب على البشر جميعاً العيش بموجبها، لأنه هو من يملك كل المعرفة بشأن الكون ويعلم تماماً كل شاردة ويحيط بكل واردة فيه. إنه هو وحده القادر والكافي لتقرير الكيفية التي يتعين علينا تنظيم حياتنا ومجتمعنا ودولتنا بها.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سمية عمار- عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع