خبر وتعليق أهالي القرم يصوتون بأكثر من 90 بالمئة لصالح انفصالهم عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
عرض الاستفتاء على الناخبين في شبه جزيرة القرم خيار الانضمام إلى روسيا، أو البقاء مع أوكرانيا مع مزيد من الحكم الذاتي. وبعد فرز 50 بالمئة من صناديق الاقتراع قال ميخائيل ماليشاف رئيس لجنة الاستفتاء أن 95 بالمئة من الناخبين صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا. وقال النائب الروسي فلاديمير جيرينوفسكي إن عملية الضم يمكن أن تتم في غضون ثلاثة أيام، بحسب وكالة إنترفاكس. وبمجرد إغلاق مراكز الاقتراع ندد البيت الأبيض مرة أخرى بالتصويت، وقال في بيان "إن المجتمع الدولي لن يعترف بنتائج استطلاع يدار تحت التهديد بالعنف". (أسوشيتد برس 2014/3/16). وأدان جاي كارني السكرتير الصحفي لأوباما تصرفات روسيا واصفًا إياها "بالخطيرة والمزعزعة للاستقرار"، كما أدان الكرملين لتصعيده الأزمة من احتلال عسكري لشبه جزيرة القرم قبل أسبوعين إلى القيام بـ"مناورات عسكرية مقلقة على الحدود الشرقية الأوكرانية". وحذر من أن تصرفاتها ستؤدي إلى "أثمان باهظة". (الغارديان 2014/3/17). وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الاستفتاء جرى "باتفاق تام مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
التعليق:
مع تدافع القوى الكبرى الثلاث حول النسبة العالية من الذين يفضلون الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا، فإنهم يبحثون عن الأرضية القانونية التي تمت على أساسها الانتخابات. فالكثيرون من أهالي القرم ذوي الأصول الروسية معجبون بفكرة العودة إلى "الوطن الأم"، في حين أعلن رئيس الوزراء الأوكراني رفضه للانتخابات، وزعماء أمريكا وأوروبا ساخطون على تجاهل روسيا الكامل لتهديداتهم بفرض عقوبات أو بتدخل عسكري محتمل لوقف أي ضم إلى روسيا.
في حين عرضت روسيا حزمة مساعدات مالية مغرية على أهالي القرم كترغيب لهم، فإن على المرء أن يتأمل مستوى المعيشة في روسيا واقتصادها الفاشل، وهذا ما حرصت الولايات المتحدة على الإشارة به إلى بوتين. ومع تلك المخاطر المحدقة بهذه المهمة إلا أن بوتين قد أدرك تماما الميزة الكبيرة التي تقدمها شبه جزيرة القرم إلى روسيا من حيث موقعها الاستراتيجي الحيوي وخطوط نقل النفط والغاز، والأهم من ذلك خصوبة الأرض. وبالتالي فقد ضبط لهجة الانتخابات منذ البداية بحشد وجود عسكري كثيف في شبه جزيرة القرم وخاصة في المناطق الحساسة.
ولكن التركيز هو على روسيا وإدراكها لرؤيتها من أجل روسيا قوية ومحصنة بحماية عاصمتها، وموقعها الاستراتيجي وخطوط الأنابيب الحيوية من مخالب أوروبا وأمريكا. حيث ستعود الفائدة على الشعب ولكن مع أعلى مستويات المخاطر. وكان الجنود الروس مسلحين علنًا في شوارع شبه جزيرة القرم في عرض حي للقوة والسلطة التي تصور السياسة الخارجية اليوم لقوة كبرى. وها هو الشعب قد دخل في اللعبة السياسية باستعراض للقوة أقوى. على الرغم من صرخات الإدانة من كبار المسؤولين في العالم، إلا أن بوتين رفضها من خلال الفيتو في مجلس الأمن مدعيا أن لأهالي القرم الحق في التصويت. لقد فهم بوتين مواقف أوروبا وأمريكا الضعيفة، ويتعامل مع تهديداتهم على أنها مجرد دخان، لمعرفته أن هاتين القوتين الكبريين في وضع لا يسمح لهما بالتدخل عسكريًا ما قد يقحمهم في متاعب. لذلك بادرت روسيا بتحقيق أهدافها والاستفادة من الفترة الزمنية الحرجة خاصة مع الصراعات المختلفة في أنحاء العالم، وأكد بوتين أن الانتخابات كانت شرعية تمامًا وسيبدأ الضم في غضون ثلاثة أيام.
أخيرا فإن مطالبات أوروبا والولايات المتحدة بما يعتبر قانونيا وغير قانوني، هي مطالبات مروعة، فنحن شاهدون على جرائمهم التي لا تحصى ضد الإنسانية، وعلى دوسهم الكامل على سيادة الدول، في لائحة طويلة تشمل سوريا وأفريقيا الوسطى والسودان وباكستان وغيرها...
إنه لمن المحزن أننا نعيش في زمن يملي فيه علينا الكائن الأكثر وحشية ما هو القانوني والمقبول وما هو غير القانوني وغير المقبول وكله معتمد على ما هو على المحك.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم مهند