السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الحلقة الثالثة جيوش تتحرك للفتح

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لم يمرْ على وجهِ الأرضِ جيشٌ أقوى مِن جيوشِ المسلمينَ وجيشٌ أشجعُ مِن جيوشِ المسلمين، فهو يقاتِلُ طالباً النصرَ أو الشهادة، فكيفَ لأيِّ أَحدٍ الوقوفُ في وجهِ هكذا جيش؟!


كانَ أولُ جيشٍ لِلمسلمينَ هو جيشُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، الذي خاضَ الغزواتِ والمعارك، وسطَّرَ البطولات، فهذهِ معركةُ بدر، وبني قُريظة، والمريسيع، وخيبر، والفتح، وحنين والطائف وغيرها.


ثم كانت جيوشُ الخلافةِ الراشدةِ الأولى، ففُتِحت بلادُ الشام، والعراق، وفارس، ومِصر، وكانَ من بين المدنِ التي حاصرتها الجيوشُ القدسَ، فاستمرَّ حِصارُها شهوراً طويلة، حتى قررتْ الاستسلامَ، فأرسل قائِدُها يطلبُ الأمان، شرطَ أن يُسلِّمَ المدينةَ لِلخليفةِ عُمر بِنفسه، فقرّرَ عُمر الذهابَ، فاستلمَ مفاتيحَ المدينةِ في عامِ 15 هـ، ودخلَ المسجِدَ الأقصى وأَمَّ المسلمينَ فيه. وبِهذهِ الفتوحات توسعت رقعةُ الدولةِ إلى خارجِ شِبهِ الجزيرةِ العربية.


ثمَّ كانت جيوشُ الخلافةِ الأمويةِ، فاتسعت فتوحاتُ الدولةِ الأمويةِ اتساعاً عظيماً، مُنذُ عهدِ معاويةِ الذي لم تكد تستقِرُ لَهُ الأوضاعُ حتى جهزَّ الجيوشَ وأنشأَ الأساطيلَ، وأرسلَ قوادَّه إلى أطرافِ الدولةِ لتثبيتِ دعائِمها، بعد أن حاولَ الفُرسُ والرومُ استغلالَ فترةِ الفتنةِ بينَ علي ومعاوية رضي الله عنهما‏. وبأسطوله الذي بلغت عِدتُه ‏ألفاً وسبعَمائةِ‏ سفينة، استولى على قبرص ورودس وغيرهما مِن جُزرِ الروم. ومِن الشمالِ الإِفريقي ‏(‏تونس، والجزائر، والمغرب الأقصى‏)‏ امتدَّ الفتحُ الإسلامي. وفي عهدِ ابنِهِ الخليفةِ ‏(‏يزيد‏)‏ وصلَ عقبة بن نافع في اكتساحِه لِلشمال الإفريقي حتى المحيطِ الأطلسي غرباً، وقالَ هُناكَ كِلمتَهُ المأثورة: ‏"‏واللهِ لولا هذا البحرُ لَمضيتُ في سبيلِ اللهِ مُجاهِداً"‏‏.‏‏ ‏أما في عهدِ الوليدِ بن عبد الملك فقد كانَت أبرزُ فتوحاتِه فتحُ بلخ، والصفد، ومرو، وبخارى، وسمرقند، وذلك كُلُه على يد قتيبة بن مسلم.‏


أما محمد بن القاسم الثقفي فقد فتحَ السِّند ‏(‏باكِستان‏)‏.‏ وقامَ مسلمة بن عبد الملك بفتوحاتٍ كثيرةٍ في آسيا الصغرى، منها فتحهُ لِحصن طوالة وحصنِ عمورية، وهرقلة، وسبيطة، وقمونية، وطرسوس. وفي أوروبا فتحَ موسى بن نصير الأندلس.


ثم كانت جيوشُ الخلافةِ العباسية، التي كانَ مِن أهمِّ فُتوحاتِها فتحُ عمورية في بلادِ الروم بقيادةِ المُعتصِم، وفتحُ صقليةِ بقيادةِ الفقيهِ القائدِ أسد بن الفرات.


ثمّ كانت جيوشُ الخلافةِ العُثمانية، التي فتحت أنحاءً واسعةً من قاراتِ العالم القديمِ الثلاثة: أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيثُ خضعتْ لَها كامِلُ آسيا الصغرى وأجزاءٌ كبيرةٌ مِن جنوبِ شرقِ أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا. ووصلَ عددُ الولاياتِ العُثمانيةِ إلى تسعٍ وعشرينَ ولاية.


ثمَّ هُدِمت الخلافة، وتوقفَ شيءٌ اسمه الفتوحات، والجهادُ بَقيَ مَحصوراً في الدفاعِ والمقاومةِ، فتوقفت الدعوةُ إلى الإسلامِ، ونشرُهُ في العالم.


وإنهُ عِندما تقومُ الخلافةُ - القادمةُ قريبًا بِإذن الله - سيوحِّدُ الخليفةُ القادمُ جيوشَ المسلمينَ في جيشٍ واحدٍ عظيم، ويُخرجُ هذهِ الجيوشَ لِتستعيدَ مَجدَ أجدادِها، بعد أن كانت حبيسةَ ثكناتِها، وحليفةَ أعدائِها. وجيوشُ المسلمينَ جاهزةٌ لِذلك فجيوشُها مِن أقوى الجيوش، فذلكَ جيشُ تركيا سابِعُ أكبرِ جيشٍ في العالم، وذلكَ جيشُ باكِستان، البلدُ ذو القوةِ النووية، وذلكَ جيشُ العراق، والكنانة... كما أنَّ الضباطَ والجنودَ يتوقونَ إلى استعادةِ مجدِهم الضائع، كل ما هم بحاجةِ إليه هو خليفةٌ يوحِّدُ صفوفَهم، فيقاتِلُونَ مِن ورائه، وخلافةٌ تُجهِّزهُم بِالعتادِ والقوةِ اللازمةِ لِلقتال.


هذا ما ستكسِبهُ الأمةُ بِعودة الخلافةِ، "جيوشٌ تتحركُ للفتحِ العظيم"؛ لِفتح البلادِ، ونشرِ الإسلام وعدلِه، وستبلغُ فتوحاتَها مشارِقَ الأرضِ ومغارِبَها، كما بشّرنَا رسولُ الله: " لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ‏ ‏مَدَرٍ ‏وَلَا ‏وَبَرٍ ‏ ‏إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ" .

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع