الحلقة التاسعة طرازُ العيشِ الإسلامي
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأصلُ أن يتقيدَ المسلمونَ في أفعالِهم وتصرفاتِهم وحياتِهم بحسبِ الحكمِ الشرعيِّ المنزلِ مِن الخالِقِ عز وجل، ولا يلتفتوا لِمفاهيمِ الغربِ وحضارتِهِ الزائفةِ وشعاراتهِ البراقةِ التي هيَ وعودٌ مِن الشيطانِ، وصدق اللهُ العظيم: { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }.
فالمسلمونَ يجبُ أن يكونَ عيشُهم في طرازٍ معينٍ، وهو الطرازُ الذي بيَّنَهُ اللهُ تعالى، ورسولُه صلى اللهُ عليه وسلم، ليسَ الطرازَ الغربيَّ وليستْ الحضارةُ الغربيةُ التي تبيحُ الزِنا والاختلاطَ لِغيرِ حاجةٍ يُقِرُّها الشرعُ، وأن تلبسَ المرأةُ ما تشاءُ وتبدي من جسمِها ما تشاءُ لا تَتقيدُ بِحكمٍ شرعيٍّ فلا تعرفُ حياةً خاصةً ولا عامة.
والمُشاهدُ في هذهِ الأيامِ, ظاهرةٌ انتشرتْ وَعَمَّتْ في بلادِ المسلمين واستهانَ وَاستَخفَ بها كثيرٌ مِنَ الناسِ ألا وَهِيَ تَفَلتُ المرأةِ والبنتِ المسلمةِ من اللباسِ الشرعيِ في الحياةِ العامةِ. يُقصد بها تشويهُ الإسلامِ وتمييعُ أحكامِه, واتجهت بعضُ النساءِ إلى ارتداءِ لباسٍ يحسبنَهُ شرعياً, وما هو بشرعي؛ إذ أنه لم يرُق لِلغربِ أن يرى المرأةَ في حالةٍ من الحشمةِ والعفافِ وقد حاولَ ويحاولُ خلعَ جِلبابِها, وجعلَها سافرةً تُبدي مفاتِنها, وإخراجَها مِن مخدعِ الطهرِ والعِفةِ؛ فأراد لها هذهِ المرةَ أن لا تَستُرَ نفسَها ولا تلبِسَ لِباسَ التقوى والعفةِ والطهارةِ الذي أمر بِهِ ربُّ العِزةِ. قال تعالى: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}.
بالإضافةِ إلى الترويجِ الكبيرِ الذي تُلاقيهِ أعيادُ الكفرِ في بلادِ المسلمينَ، حيثُ يحتفلُ الكفارُ من يهودٍ ونصارى وملحدينَ وغيرهم، في جميعِ أنحاءِ الأرضِ - ومنها بلادُ المسلمين - بأعيادٍ كثيرةٍ لهم في كل سنةٍ، وخاصةً أعيادُ الميلادِ، ورأسُ السنة، والحب! وللأسف هناكَ الكثيرُ مِن أبناء المسلمينِ، يشاركونَ الكفارَ أعيادَهم ويحضرونَ ويشهدونَ محافلهم، وحتى يقلدونهم. فأصبحت شجراتُ الكريسماس، وبيضاتُ عيدِ الفصح وغيرها أمورٌ اعتادَ المسلمُ رؤيتها، ومظهرٌ روتينيٌّ سنويِّ شائِع!
إنَّ الحياةَ العامة في الدولةِ الإسلاميةِ تخضعُ كلُّها لِأحكامِ الإسلام، فلا يُسمحُ لِأيِّ مظهرٍ جماعيٍّ غير إسلاميٍّ، كعيدِ النيروز أو عيدِ الميلاد، ولا يُسمحُ لأيّ فردٍ فيها، سواءٌ أكانَ فرداً مِن الرعية، أو مُعاهِداً أو سفيراً أن يخالفَ أحكامَ الإسلامِ في الحياةِ العامةِ في لباسِهِ وسلوكِهِ، وإن لم يكن مُسلماً، فالدارُ دارُ إِسلام، والحياةُ العامةُ فيها حياةٌ إسلامية. أما في الحياةِ الخاصةِ، فقد أجازَ الإسلامُ لغيرِ المسلمينَ أن يقوموا بأعمالٍ لا يجوزُ لَهم أن يقوموا بها في الحياةِ العامةِ الإسلامية، كشربِ الخمر، وأكلِ الخنزير، والاحتفالِ بأعيادِهم، والقيامِ بِشعائِرِهم الدينية.
فذاك رجلٌ جاء إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: "يا أميرَ المؤمنينَ هذه هدية", فقال: "ما هذهِ الهديةُ؟" قالَ: "هذا يومُ النيروز", فقال علي: "فاصنعوا كلَ يومٍ فيروزاً", (بالفاء) غيرَ الاسم، ولم يرضَ أن يشابهَهُم حتى في الاسمِ, وقال " فاصنعوا كلَ يومٍ فيروزاً", حتى تَنتفي المشابهةُ والمشاركةُ حتى يصبحَ يوماً عادياً جداً غيرَ مُحتَفَلٍ بِه.
وفي الوقتِ الذي نُبيِّنُ فيه هذهِ الأحكامَ فإننا ندعوكم للعملِ لإعادةِ الخلافةِ مِن أجلِ العيشِ في الطرازِ الخاصِ الذي أوجبَهُ الإسلامُ، لنتقيد بِهذا العيشِ كما أمرَ اللهُ تعالى. قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }.
فهكذا ستعيشُ الأمةُ بعد إعلانِها خلافةً على مِنهاجِ النبوة، ستعيشُ حياةً إسلامية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف