خبر وتعليق إحتفالات لأسر جندي يهودي فكيف إذا حرّر المسجد الأقصى
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
تسود حالة من الفرحة العارمة في أوساط الشارع الفلسطيني في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي أوساط الشارع العربي والإسلامي عقب انتشار نبأ خطف مجاهدي كتائب القسام جندياً صهيونياً مشاركاً في عملية الاجتياح البري الإرهابي على غزة، وعبر مئات الآلاف على مواقع (التواصل الاجتماعي) فيسبوك وتويتر عن فرحتهم بالإنجاز الذي حققته المقاومة معتبرين أنهم يكتبون مجداً تاريخياً للأمة الإسلامية.
التعليق:
في حالة فريدة من نوعها تحولت مصائب وجراح الأمة الإسلامية إلى فرحة عارمة بعد نشر خبر أسر جندي صهيوني من قبل المقاومة الفلسطينية. إذا كان حال الأمة الإسلامية هذا لأسر جندي يهودي فكيف إذا كان الخبر هو تحرير المسجد الأقصى وفلسطين من دنس يهود كاملة؟ كيف تكون فرحة الأمة الإسلامية؟ حقا كما قال تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 5]
ولكن الذي يحز في النفس هو أن ترى أمة إسلامية يزيد عددها عن مليار ونصف المليار وجيوش هذه الأمة تعد بعشرات الملايين تقف هذه الأمة بجيوشها موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها، وكأن غزة هاشم هي ليست من أمة الإسلام، ألم تأخذ جيوش الأمة الإسلامية العبر والدروس من هذه الحرب قلة قليلة بأسلحة تعتبر بدائية لما في يد عدوها من أحدث أنواع الأسلحة، تلحق الهزيمة في جيش عدوها الذي يعتبر نفسه الأقوى بين جيوش الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي لهذا الكيان، أضف إلى هذا كله المؤامرة التي سبقت الحرب من قبل سيسي مصر مع يهود على هذه الحرب وقيام السيسي بإغلاق المعابر والحدود وتفجير الأنفاق ويكتفي هذا الخائن بتقديم مبادرة مصرية. وكأن أهل فلسطين لا ينقصهم إلا المبادرات.
إن فلسطين والأمة الإسلامية قد كفروا بالمبادرات من مبادرة بيروت إلى المبادرة العربية والسعودية والقطرية وغيرها من أسماء تصب جميعها في سلك خيانة القضية الفلسطينية.
إن هذه الحرب المستعرة التي أشعلها كيان يهود وبموافقة عربية وإسلامية والذي لم يوافق من حكام العرب والمسلمين هو ساكت والساكت هو موافق قد وضع كيان يهود هدفا لها وهو نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وهذا الشرط اليهودي يذكرنا أهل فلسطين والأمة الإسلامية بحرب عام 1982 على لبنان وكانت النهاية خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان وتسليم السلاح وبعد سنوات من هذا كانت الطعنة الكبرى في خاصرة فلسطين أن أقدمت منظمة التحرير الفلسطينية على توقيع اتفاقية الخيانة الكبرى والتي أطلقوا عليها أوسلو.
وقبل الختام لقد اعتاد كيان يهود أن يحمي نفسه عن طريق دول الجوار لهذا كانت الأردن وسوريا ومصر هم من يحمون كيان يهود طوال عقود من الزمن فلم يطلق على هذا الكيان أي صاروخ إلا من جهة لبنان حتى تبقى القضية فاعلة.
لهذا نلفت انتباه المقاومة الفلسطينية إلى نوايا يهود من هذه الحرب وأهدافها ودعم أمريكا ودول المنطقة لهم.
وفي الختام نقول إلى أهل غزة اصبروا وصابروا ورابطوا واقهروا عدوكم وخيبوا أمله وأفشلوا هدفه لأن هذا الكيان لا ينفع معه الهدنة والمفاوضات والمعاهدات، وكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم، هذا الكيان لا ينفع معه إلا القوة والقهر وإلحاق الهزيمة بجيشه ولا تستهينوا بقوتكم أيها المجاهدون لأن قوتكم مستندة إلى الله تعالى والله تعالى يقول: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة : 249].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو جلاء