خبر وتعليق الجيوش وفتوى الجهاد
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نقل موقع العربية يوم الجمعة، 27 رمضان 1435هـ - 25 تموز/يوليو 2014م خبرا تحت عنوان (إيران: ننتظر "فتوى الجهاد" لمحو "إسرائيل" فوراً!)
نشرت صفحة تابعة للحرس الثوري الإيراني على موقع "فيسبوك"، اليوم الجمعة، أقوالاً للجنرال محمد علي جعفري، القائد العام للحرس، تحدث فيها عن تدمير إسرائيل عن بكرة أبيها؛ شريطة أن يفتي المرشد الأعلى للنظام الإيراني آية الله علي خامنئي بالجهاد.
ونقلت مواقع عدة قريبة من الحرس الثوري والأجهزة الأمنية الإيرانية هذه التصريحات من دون أن تنشر تفاصيل أكثر بشأن مكان وتاريخ إطلاقها.
واكتفى موقع الحرس الثوري الناطق بالفارسية بالجملة الشرطية التالية لجعفري: "لو أذن لنا القائد المعظم للقوات المسلحة (آية الله خامنئي) بالجهاد فسنسوي إسرائيل بالأرض خلال 24 ساعة"، مضيفاً: "صواريخنا تنتظر الانطلاق بلهفة منذ سنين".
التعليق:
حيال هذه التصريحات يجدر بنا أن نقف على حقائق عدة:
1- إن دولة إيران دولة تتستر بالدين وبدعم ما يُسمى "بالممانعة والمقاومة"، وفي حقيقتها ما هي إلا دولة قومية طائفية تخدم مصالح أميركا في المنطقة وهذا ما صرح به قادتها سواء أكان ذلك في العراق وأفغانستان وحاليا في سوريا لدعمهم العلني للمجرم بشار.
2- لقد سارعت دولة إيران بدعمها لبشار ولم تنتظر المؤسسة العسكرية فيها ولا القائد العام للحرس الثوري الجعفري فتوى للقتال بل كان القرار السياسي هو السابق ثم بعد ذلك بررت دولة إيران وساستها وحزبها في لبنان هذا الدعم متسترة بالمقاومة تارة وبالدين تارة أخرى.
3- تُظهر هذه التصريحات أن العسكر لا يتحرك إلا بقرار سياسي ولما كان حكام وسياسيو العالم العربي والإسلامي غارقين في الخيانة والعمالة فلا يُنتظر منهم إلا حرصهم على خدمة أسيادهم الأوروبيين والأميركان، وكان على الجيوش لزاما أن تتحرك لخلع هؤلاء الحكام أولاً كي يتسنى لها نصرة المسلمين في غزة هاشم وبورما وأفريقيا الوسطى وفي غيرها من الأماكن المنكوبة.
4- لما كانت الجيوش هي بيضة القبان في حسم الصراعات والنزاعات الدموية منها خاصة كان على الأمة لزاما بكافة قطاعاتها أحزابا وعلماء وعشائر ومجالس أمة ونواباً وأعياناً وغيرهم، أن يستصرخوا الجيوش ويستنصروها نصرة للدين والمقدسات والأعراض والدماء، ولا تمل ولا تكل من مخاطبة الجيوش لأداء واجبها الحق، صحيح أن الكافر المستعمر أوجد هذه الدول الكرتونية وأوجد مؤسساتها العسكرية حفاظا على مصالحه، ولكن هناك فرقاً كبيراً بين المؤسسة العسكرية وبين العسكر أي الجيوش فأفراد الجيش بهم الخير وليس بالضرورة جميعهم، ألم يكن إسلامبولي من جيش مصر في الصباح أدى التحية لمرؤوسيه وفي الظهيرة ضغط بنفس اليد على الزناد صوب العميل السادات، ثم ألم ينضم كثير من مقاتلي الجيش الليبي إلى الثوار ضد المجرم القذافي، ثم ألم ينشق الكثير من أفراد الجيش السوري وانضموا للثورة ضد المجرم بشار، وفي الجزائر ألم يستحضر حاكمها العفن جيوش مرتزقة ليقفوا في وجه الأمة ويقتلوها في ثمانينات القرن المنصرم، فلو كان الشاذلي وقتها مطمئنا لجيشه كل الاطمئنان لما استدعى قوات فرنسية خاصة.
فلا يقولن قائل أن هذه الجيوش لا خير فيها فمن لم تكفه هذه الأمثلة وغيرها الكثير على صحة وضرورة مخاطبة الجيوش واستنصارها باعتبارها أهل القوة والمنعة فليسأل نفسه أين تربى وترعرع سيدنا موسى عليه السلام، أليس في قصر فرعون وأكل وشرب ونام في قصره؟! فهذه الجيوش التي ينفق الكافر المستعمر عليها المليارات لتكون أداة لقمع الشعوب وقتلهم وحفظا لأمن دولة "يهود" هي نفسها التي ستقضي على دولة "يهود" وعلى مصالح الغرب وعلى أتباعهم من الحكام والسياسيين قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو إسراء