من سيحكم الجزائر؟
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لا زال الغموض يخيم على قصر المرادية بخصوص صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وخليفته في رئاسة الجزائر، فَجَرَتْ العادة حول التعتيم الإعلامي من قبل الصحفيين والصمت المريب من قبل المحيطين بالرئيس بل تعدى الأمر أن فندوا خبر انتقاله يوم الجمعة 2014/11/14 في حالة استعجالية إلى جنوب فرنسا وبالضبط إلى مستشفى لامير بغرونوبل.
هذا الخبر تناقلته الصحف الفرنسية وكان السبق الصحفي لدونيس ميسلييه صحفي جريدة لودوفين ليبيري الذي استغرب واغتاظ من تكذيب بعض الصحف الجزائرية خبر وجود بوتفليقة بالمستشفى. غياب بوتفليقة هذه المرة عقَّد الأزمة السياسية وطرح العديد من الأسئلة وأهم ما تداولته الصحف الفرنسية حول خليفة بوتفليقة في الحكم؛ حيث أصدرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية مقالا بعنوان "من يحكم الجزائر؟"، ونشرت صحيفة لوموند مقالا بعنوان "بداية معركة ما بعد بوتفليقة"، كما عبرت صحيفة لو باريزيان عن دخول الجزائر في المجهول في حال انسحاب بوتفليقة من الحكم وسط غياب خليفة على رأس السلطة، هذا الاحتمال حذر منه كل من مولود حمروش وعلي بن فليس، حيث عبرا عن استيائهما من الوضع السياسي وسط الفوضى والفراغ السياسي الذي أوجده بوتفليقة وأكده ضابط سابق في جهاز المخابرات محمد خلفاوي حيث قال "مرض الرئيس وداعش وانهيار أسعار البترول ثلاثية خطرة على الجزائر".
عبد الباري عطوان هو الآخر كتب مقالاً في صحيفة رأي اليوم يقول فيه "الرئيس الجزائري يجب أن يرتاح ويترك كرسي القيادة إلى شخص آخر يختاره الشعب" كي لا تعاد تجربة بورقيبة في تونس، حسب تعبيره.
إن ما يندى له الجبين ويبعث على الدهشة والريبة والاستغراب هو الوصاية الفرنسية على بلد مسلم وشعب عريق، وخبايا اللعبة السياسية تنسج هناك بتواطؤ من أزلام هنا باعوا الأرض وخانوا العرض واستكانوا وسارعوا لمرضاة أسيادهم، قال تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
فالجزائر على فوهة بركان؛ نعم قالها محمد العربي زيتوت لكن الحل ليس بانتقال ديمقراطي ولا بمجرد تغيير رموز السلطة، وإنما الحل في التغيير الجذري للنظام ورموزه ليكون على أساس الإسلام دولة اسلامية يرضى عنها ساكن الأرض وساكن السماء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة - تونس