السبت، 14 محرّم 1446هـ| 2024/07/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

سحقاً لكم، أفٍ لكم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في هذا الجو البارد المثلج على بلاد الشام، طالعتنا كافة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة على خبر من الدرجة الأولى كما تصنفه، ألا وهو حادث قتل رسام الكركاتير المشهور في العالم؛ بسبب رسوماته التي تتعدى على أقدس مقدسات المسلمين، ما ترك في النفس المؤمنة غصة لم ولن تزول على مدار التاريخ لعظم شأنها. ولكن، أليس من العجيب والغريب أن يُتأسف ويُندد ويُشجب ويُستنكر لمقتلهم، بينما لم نلحظ أيا من ذلك عندما تحدّوا عقائد الأمة الإسلامية؟ والأغرب من ذلك هو تزامن الأمر مع الطقس المثلج والبرد القارص الذي يمر على أبناء ثورة العزة في الشام، وبالأخص اللاجئين في بلاد الجوار (الأردن، وتركيا، ولبنان...)، فها هم الآن يقضون شتاءهم الرابع في البرد القارص، يموتون من شدة البرد، بينما الآخرون يسكنون في بيوت فارهة مدفئة، وينعمون بالأمن والأمان، بأموال الأمة التي سُرقت ونهبت على مدار عشرات السنين من قبل الاحتلال العسكري والاقتصادي.


ها هم أهلنا في الشام عقر دار الإسلام، وبعد ما يزيد عن أربع سنين، وأكثر من 7 ملايين نازح، وأكثر من 100 ألف شهيد، والأعداد في تزايد على أيدي الطيارين الفرنسيين والأمريكيين والإنجليز، وحتى على يد أبناء جلدتنا في بلاد الحجاز والأردن. ولا نجد بواكي لهم، ولا أحد يذكر أنهم بشر لهم الحق في العيش الكريم وتحقيق نظام الحكم الذي يريدونه. ومن المفارقة قول وزير خارجية أمريكا عمن قتل في فرنسا "شهداء الحرية" وقول وزير خارجية تركيا عمن قام بهذا العمل بأنه "عمل إرهابي لا تقبله الإنسانية".


فسحقا لكم بأي معايير وبأي مقاييس تقيسون الأمور؟ أليس أبناؤكم بشراً ونحن بشر؟ ألستم أنتم من اختار كيف تعيشون؟ أم أن المسموح لكم ممنوع لغيركم؟! إنّ الأمور لا تقاس بهذا المقياس ولا بهذه المعايير، يا من صدعتم رؤوسنا بتصريحاتكم حول آلامنا، وذرفتم دموع التماسيح على جراحاتنا.


أفٍ لكم يا من تظنون أنكم فوق البشر، يا من أهلكتم البشر، وطالت جرائمكم الحجر والشجر! إن الأمر ليس كما تظنون، فالقاصي والداني يعلم من أنتم وعلى ماذا تعولون، وأن العملاء الذين نصبتموهم حكاما على هذه الأمة لن يبقوا أبد الدهر، وأنتم لن تخلدوا، وسوف ترون بأعينكم وبأعين الحكام وكاميرات الإعلام إلام ستؤول الأمور في القريب العاجل وليس الآجل إن شاء الله، سوف ترون من صورتموهم "بالإرهابيين"، واعتبرتموهم لا يستحقون الحياة، سترونهم أسياداً على رقابكم ورقاب كل الطواغيت, وسوف ترون كيف أن الله يحق الحق ويصدق الوعد ويقلب القلوب ويرفع المؤمنين ويلقي بالظلمة الفسقة الكفرة إلى مزابل التاريخ.
إن أهلنا في بلاد الشام، الساكنين على أرضها والنازحين إلى دول الجوار، سيصبحون أسياد الأمم، وعندئذ لن يكون لكم عذر واحد على ما اقترفتم في حقهم وحق أمتهم، وهؤلاء سوف يحقون الحق وينشرون العدل. ونحن وهم نراه قريبا، وأنتم وأحلامكم ترونه بعيدا، وإن هي إلا عشية وضحاها وسنملك الدنيا مشارقها ومغاربها نحكمها بالقسط والعدل، فننال عز الدنيا والآخرة، وتبوؤون أنتم بخزي الدنيا والآخرة.

 


كتبة لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع