خبر وتعليق أوروبا تدعو لتحالفٍ مع الدول العربية ضد الإسلام
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
دعت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى ضرورة تعزيز التنسيق وتبادل المعلومات الأمنية مع الدول العربية، معتبرة أن "الإرهاب يستهدف المسلمين عبر العالم لذلك نحن نحتاج إلى تحالف وحوار مع الدول العربية لمواجهته سويا".
وعقب مشاركته في الاجتماع، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إنه عرض أمام المجتمعين موقف الجامعة القائم على ضرورة أن تكون هناك "مواجهة شاملة ضد الإرهاب".
واعتبر أن هذه المواجهة لا تقتصر على النواحي العسكرية والأمنية وإنما تتعداها إلى الجوانب الثقافية والفكرية والإعلامية والاقتصادية على حد تعبيره.
التعليق:
ما زالت الصور المسيئة للإسلام وللمسلمين تُرفع في شوارع أوروبا وأمام برلمانها في بروكسل الذي يستضيف نبيل العربي لأخذ مباركته - لا بارك الله به - نيابة عن حكام البلاد العربية في غذ سير أوروبا في حربها على الإسلام والمسلمين، وما زالت الهتافات تخرج من أعداء الله تشتم الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وتقشعر جلود المسلمين لذلك وتنتفخ أوداجهم وتتسارع أنفاسهم غضباً لله ولرسوله، وبدل أن تهدّئ أوروبا الصليبية من الاحتقان هذا الذي سببته سياساتها الحاقدة الخرقاء، نجدها تصب الزيت فوق النار فيكاد الفرن يحترق ويحرق ما حوله، فما أغباها أوروبا!
لم تتعظ من غضب المسلمين عندما تحرك الرجل المريض فداءً للرسول الأعظم فارتعدت وأوقفت حملاتها آنذاك ضد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم تتعظ مما حدث في عقر دارها نتيجة لكذبة كذبوها على أنفسهم وكانوا لها أول المصدقين ألا وهي "حرية الرأي"، هذه الحرية التي لا وجود لها إلا في أذهان السياسيين الغربيين الأنذال الذين يوظفون كل شيء لمصالحهم الآنية، ولو كانوا صادقين لتركوا للمسلمين "حرية" في إبداء كرههم للديمقراطية وكفرهم بالرأسمالية ونبذهم لظلم أوروبا واضطهادها للأقليات، لكنهم يستعملون "حريتهم المكذوبة" كالسكين، يزعم من يمسك بها أنه يريدها لتقطيع الطعام، لكنه يغدر ويطعن بها من أمّنه وأمِن مكره.
إننا لا نأمن لهؤلاء الماكرين الخبثاء ولا لسياساتهم، وهكذا كان حكام الخلافة الإسلامية على مر العصور لا يأمنون لهم، ولنستمع للوزير العثماني الأعظم في رسالته للحكومة البريطانية في 29 شباط عام 1792، كما وردت في كتاب "التاريخ البرلماني لإنجلترا من البداية حتى عام 1803" للكاتب وليام كوبيت، وهو يبين له من هم وما هي سياساتهم:
(السلطان وحده يقرر الحرب ووحده الذي يختار السلم، وهو الذي يثق بأتباعه وبطانته ورعيته. لأنه يعلم إخلاصهم، وذو تجربة بفضائلهم، ويمكنه الاعتماد على أمانتهم - وهي خصائص ضاعت وتلاشت منذ أمد بعيد من جانبكم في أوروبا - ولو تحلى كل النصارى الآخرين بالصدق، لما احتاجوا أبداً للاعتماد على إنجلترا، لأنها تشتري وتبيع البشرية جمعاء.
العثمانيون لا يقيمون أي علاقة مع ملككم ولا بلدكم، ونحن لم نسع قط لنصيحتكم، ولا تدخلكم، ولا حتى صداقتكم، ليس لدينا أي وزير، ولا أي مبعوث، ولا أي مراسلات معكم... نحن لا نريد صداقتكم ولا مساعدتكم ولا وساطتكم... ونحن نعلم جيداً، إن الجشع هو ما يميزكم، فإنكم تبيعون وتشترون ربكم - فالمال إلهكم: فكل شيء هو تجارة بالنسبة لحكومتكم وبالنسبة لقومكم... فالعثمانيون لا يعرفون الاحتيال، بينما الازدواجية والمكر هي من أخلاقكم النصرانية.
نحن لا نخجل أن نكون بمنتهى الصدق والصراحة والوضوح، مخلصين لثوابت مبدئنا... لقد عشنا طويلا في عز وعلو كأكبر قوة على الأرض، ونفتخر بانتصاراتنا لعصور خلت على النصرانية الكافرة والضلال المختلط بكل أنواع الرذيلة والنفاق. نحن نعبد الله رب العالمين ونؤمن بمحمد (صلى الله عليه وسلم): وأنتم لا تؤمنون بمن تدعون أنه ربكم ولا بمن تدعون أنه الابن، الذي تصفونه إلها ونبيا معاً.
أي ركون هذا الذي يبنى على قوم مدنسين للمقدسات؟ تقصون الحقائق كما لا تعرفون الفضائل في كل مسلك وعمل فيما بينكم، اقرأوا سجلات الشكاوى والمداولات والتصريحات والاحتجاجات لكل ملوككم وحكامكم وأباطرتكم الذين عاشوا في حروب فيما بينهم. ستجدونهم كلهم وعلى حد سواء كاذبون، غادرون، طغاة، ظالمون وخائنون لعهودهم... لا نريد مساعدتكم لا في البر ولا في البحر ولا نريد مشورتكم ولا وساطتكم... إن لم تكونوا أكثر الدول النصرانية فجورا، كما يعرف عنكم، فلا شك أنكم أكثرهم جرأة في الغطرسة والوقاحة... إن مثلكم وبعض القوى النصرانية التافهة الأخرى متحدة تظنون أنكم مساوون لنا في القوة، فنحن أخبر بقدرتكم... ناهيك عن الباب العالي، الذي في كل المناسبات، التي استمع فيها إليكم وزراؤه لم يلمسوا إلا الخبث والمكر سواء من مناوراتكم أو من جهلكم... إن كل سلام بذل فيما بينكم كان، كما نعلم، لصالح الملك الذي يدفع الرشوة الأعلى. إن الوزارة العثمانية أصغت طويلا وفي مرات عديدة للمجالس الأوروبية وفي كل مرة فعلت ذلك، كانت النتيجة إما أنهم خذلوا أو بيعوا أو خدعوا. لقد كان هدفكم دائما توريط البشرية جمعاء، ثم لاحقاً تكسبون بالغدر والخيانة،... ليس لكم دين إلا الكسب، والجشع هو إلهكم الوحيد والدين النصراني الذي تدّعونه ما هو إلا قناع لنفاقكم، لا نريد أن نسمع المزيد منكم، ولهذا نأمركم بعدم الرد). انتهى
هكذا كان ردنا عندما كانت لنا دولة ذات شوكة، أما ردنا اليوم فيحمله العبد الذليل نبيل إلى بروكسل، لذا نراه ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس المقدسية