نفائس الثمرات- قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمــــون :إن إنقاذ أمتكم لا يتأتى لكم إلا إذا رجعتم إلى الله وقويتم صلتكم به واستمددتم العون منه وتوكلتم عليه حق توكله وجعلتم رضوانه المثل الأعلى في هذه الحياة , فإن إنقاذ أمتكم إنما هو من أجل نشر دين الله وإعلاء كلمة الله وإيصال الرحمة لخلق الله وجلب السعادة لعباده , وهو يعنى أن يشدخ نافوخ الكفر وأن يحطم رأس الطاغوت وأن يسحق الإلحاد والضلال, وهذا كله لا يتم إلا بكفاح مرير بسلاح الفكر العميق وبجهاد صادق لإعلاء كلمة الله, وبيع الأنفس والأرواح في سبيل الله, ولذلك لا قوة لكم إلا بالله ولا سند لكم إلا الله, فالله وحده هو الناصر المعين وهو نعم المولى ونعم النصير ...... لقد آن الأوان لان يتحرك حنينكم إلى الجنة فاجعلوا الشوق إليها المركب الذي يحملكم إلى معارك الكفاح وساحات الوغى وأجيبوا دعوة الله لكم إذ قال: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} !!! ولبوا طلب الرسول إليكم إذ قال : " قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض " .. إن أصحاب بيعة العقبة الثانية قالوا : (إنا نأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصيبة الأموال وقتل الأشراف, وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم " فما لنا يا رسول الله إن نحن وفيناك بذلك, فرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مطمئن النفس قائلا " الجنة ").
نعم الجنة أيها المسلمون ثمن بذل النفوس في سبيل الله لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الله قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }.
فهل آن الأوان لأن تشتاقوا لهذه الجنة وهل آن الأوان لأن تعقدوا مع الله الصفقه التي لن تبور فتشرون أنفسكم ابتغاء مرضاته وتستجيبوا له إذا دعاكم لما يحييكم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }.