خبر وتعليق عملية السلام في أفغانستان هي انتحار سياسيّ (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أشار مسؤولون أفغان وبعض التقارير الموثوقة عن مصادر تابعة لحركة طالبان أن زعيم الحركة الملا عمر قام مؤخرًا بالموافقة على المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، وأن باكستان تعمل على تذليل العقبات أمامها. ويضيف المصدر كذلك أن قاري الدين محمد، أحد مسؤولي حركة طالبان في قطر، الذي ترأس سابقًا وفد حركة طالبان إلى الصين، قد زار باكستان والتقى بمسؤولين باكستانيين وصينيين. وقال المصدر أيضًا، إن الوفد الثاني سيقوم بزيارة إسلام آباد في الأيام القليلة القادمة، حيث سيرافق عباس ستانيكزاي، وهو عضو بارز آخر من حركة طالبان، قاري الدين محمد. غير أن الخبر قد أصبح أحد أكثر القضايا سخونة في وسائل الإعلام الأفغانية خصوصًا بعد أن قام رئيس القوات المسلحة الباكستانية بزيارة كابول، والتقى الرئيس الأفغاني أشرف غاني وغيره من كبار المسؤولين.
التعليق:
يرجع ذلك إلى حقيقة أن الأمة الإسلامية ليس لديها دولة شرعية تمثل تطلعات الأمة وتجعل الإسلام وحده هو المرجع الوحيد. فإن الإسلام يمنع القيام بأية مفاوضات سلام نيابة عن الأمة مع الكفار الحربيين والمستعمرين، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات، في أي جزء محتل من بلاد المسلمين. إن ذلك في الواقع هو خيانة لثوابت الشريعة الإسلامية، ولو قامت بمثل هذه العملية أي حركة جهادية، فإن هذا في الحقيقة هو انتحار سياسي.
وفقا لأجندة مكافحة الإرهاب فإن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي متلبسون بالعمل ضمن سياسات عقدية، وهي محاربة الإسلام. وبهذا فقد تم استهداف الأمة الإسلامية فكريًا وسياسيًا وعسكريًا. وها هو أوباما، في خطابه، يستخف بعقول حوالي ملياري مسلم. ومن ناحية أخرى، فقد دأبت الولايات المتحدة على دعوة المجاهدين للتخلي عن أسلحتهم والقبول بالدستور العلماني لأفغانستان، والانفصال عن تنظيم القاعدة، كشروط مسبقة لمفاوضات السلام. وبالتالي، فعندما نرى القوة والثقة في لهجة أوباما وحكام باكستان وأفغانستان العملاء، فإن ذلك يشير إلى أنهم ربما قد حصلوا على اتفاق ضمني مع حركة طالبان.
وعلاوة على ذلك، فإن هذه المفاوضات تأتي في الوقت الذي رسخت فيه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وجودهما العسكري لفترة طويلة في أفغانستان. ومن أجل تسهيل عملية التفاوض؛ فقد تم إزالة اسم حركة طالبان من قائمة "المنظمات الإرهابية". وبالإضافة إلى ذلك، فقد استبدلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي دوريهما من دور قتالي إلى دور "السلام" والتدريب. وقد عينوا أيضًا حكام أفغانستان وباكستان الخونة والقوات المسلحة لسحق أي مقاومة لاحتلالهم الوحشي، وكذلك القضاء على أية دعوة لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
في الحقيقة، وكما نشاهد جميعًا، فإن الأهداف الرئيسية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هي: 1) الحد من نفوذ الصين وروسيا من خلال سياسة الاحتواء، 2) نهب الموارد الطبيعية من آسيا الوسطى، وبحر قزوين، وتأمين طرق وصولهم إليها، 3) منع إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في المنطقة. وقد ثبت للأمة عمليًا أن "الإرهاب" ليس هو العدو الحقيقي للغرب المستعمر، ولكنه الإسلام السياسي والمسلمون السياسيون، والداعون إلى إقامة الخلافة الراشدة، والمجاهدون المخلصون.
إن الأهم من ذلك هو أن يدرك المجاهدون المخلصون طبيعة وسياق الحرب الحالية والمؤامرات التي يقوم بها الغرب المستعمر بقيادة أمريكا وحلف الأطلسي قبل أن يقوموا بهذه المحاولات. إن هذا النوع من الجهود ليس أكثر من انتحار سياسي وخيانة للتضحيات التي قدمها المسلمون في أفغانستان على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية. وعليه، فإن مشاركتهم في محادثات السلام هي انتهاك واضح لأحكام الإسلام، وهي تشير إلى أن هدفهم هو الوصول إلى السلطة وليس تطبيق الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
كابول - ولاية أفغانستان