خبر وتعليق كيري يدعو لمفاوضة الأسد ولا يعتبره فاقدا للشرعية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه على الولايات المتحدة وحلفائها أن يتفاوضوا مع الرئيس السوري بشار الأسد من أجل انتقال سياسي بسوريا، في حين شدد الائتلاف الوطني السوري المعارض مجددا على رحيل الأسد عن السلطة ضمن أي تسوية محتملة.
وقال كيري - في مقابلة أجرتها قناة "سي بي إس نيوز" على هامش المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ بمصر وبثتها اليوم الأحد - ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع الأسد من أجل التوصل إلى انتقال سياسي ينهي الصراع المسلح القائم بسوريا منذ أربع سنوات؟ "أجل، علينا أن نتفاوض معه في نهاية المطاف".
ودعا كيري في المقابلة التي بثت اليوم إلى ممارسة ضغوط على الأسد كي يقبل بالتفاوض، وتفادى اعتبار الأسد "فاقدا للشرعية"، وهي العبارة التي استخدمها كثيرا الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة غربيون آخرون.
التعليق:
ليس هنالك أي جديد في الموقف الأمريكي الحقيقي من النظام السوري وكيفية التعامل معه للخروج من المأزق الأمريكي المتعلق بكيفية الحفاظ على تبعية نظام دمشق للسيد الأمريكي قبل وبعد الأسد، ولكن الجهر في الموقف والدعوة له ومحاولة إقناع الجميع ولا سيما ثوار الشام به، هو ما يستحق النظر فيه!
فبعد أربعة أعوام من الخديعة والتضليل وركوب الموجة والادعاء الكاذب بفقدان الأسد للشرعية، كما ثقب آذاننا بذلك أوباما وفريقه، بعد كل هذه المدة وما رافقها من أعمال سياسية دولية وإقليمية ومحلية قامت بها أمريكا مباشرة أو عبر أدواتها المتنوعة، كانت تهدف دوما للحفاظ على النظام ومنع سقوطه والدفاع المستميت عنه سواء عبر الأعمال العسكرية التي تدعمها إيران وحزبها وأذنابها من شذاذ الآفاق، أو المعونات المالية والدعم اللوجستي والسياسي عبر جيش من المندوبين الدوليين والمؤسسات الدولية والإقليمية التي عملت ولا زالت تعمل على الحفاظ على نسيج النظام الحاكم في دمشق، بعد هذه الأعمال التي كان غطاؤها أن لا شرعية للأسد، فإذا بكيري يعبر عن حقيقة الموقف الأمريكي المتواطئ مع الأسد، وأنه لم يفقد شرعيته بعد! بل هو بالنسبة لأمريكا يمثل الشرعية التي نسجها الأسد بدماء ما يزيد عن 300 ألف شهيد، وملايين المهجرين واللاجئين، وملايين البيوت المدمرة، وعشرات الآلاف من البراميل المتفجرة، وصواريخ سكود والقتل والتعذيب واستباحة الدم والعرض والمال، وغير ذلك الكثير من الأعمال التي تنأى الوحوش عن القيام بها، إلا أنها لم تسبب فقدان الأسد لشرعيته بالمنظار الأمريكي، كيف لا وهو يسبح بحمد أمريكا كما كان أبوه!
إن شرعنة النظام السوري بلسان وزير خارجية أمريكا هو خير مثال على الشرعية التي يرعاها الاستعمار، فهو التعبير الأمثل والأوضح لمعنى الشرعية بالنسبة لأمريكا، وهي لا تختلف عن غيرها من البلدان الاستعمارية الأخرى... شرعية القتل والدمار طالما أنها تخدم الاستعمار! فلا شرعية لمن يخرج عن مفهوم الإرادة الدولية، ولا شرعية لمن يطالب بالاستقلال بالقرار السياسي والخروج من ربقة الاستعمار، ولا شرعية لمن يطالب بحكم الشريعة، بل هي شرعية أمريكا ولا صوت يعلو فوق صوت الشرعية الأمريكية... ألا تبا لشرعيتكم... ألا سحقا لشرعيتكم...
ولا زالت ثورة الشام تكشف أوراقكم وتفضحكم وتزيل المساحيق الكاذبة عن وجوهكم، حتى تتبلور الملحمة الكبرى بين فسطاط الإيمان وشرعيته الربانية، وفسطاط الكفر وشرعيته الدموية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علاء الدين أبو باسل