خبر وتعليق فجر الخلافة يلوح في الأفق
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نشرت إحدى الصحف الناطقة باللغة الأردية الرائدة في باكستان، مقالًا في 4 من آذار/ مارس 2015م تحت عنوان "الخلافة"، ثم أُعيد نشره في صحيفة أخرى تابعة للمجموعة الإعلامية نفسها، وناطقة باللغة الإنجليزية في 11 من آذار/ مارس. وقد زعم كاتب المقال أن "الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، هو أنه قد تم استخدام كلمة الخلافة لقرون عديدة في الماضي... ولكن لا يمكن اعتبارها مصطلحًا دينيًا... ومن يعتقد بأن الإسلام فرَضَ أن يكون للمسلمين حكومة عالمية واحدة فقط في العالم، فإن اعتقاده هذا لا أصل له في القرآن... بينما إنشاء ولايات إسلامية متحدة، على أساس اتحاد الدول التي غالبية سكانها من المسلمين، يمكن أن يكون ذلك رغبة كل شخص، ويمكننا أيضًا أن نسعى جاهدين لتحقيق هذه الرغبة، ولكن لا يوجد أساس من الشريعة الإسلامية يوجب مثل هذا الاتحاد، ويكون المسلمون آثمين إن لم يعملوا لذلك."!
التعليق:
نشر مقال حول مسألة الخلافة في واحدة من الصحف الرائدة التابعة للعلمانيين أمرٌ خارج عن المألوف، ولكن ما يثير الدهشة أكثر هو تصدي أكثر من عشرة كتاب مشهورين وعلماء لدحض هذه المزاعم ورفض الادّعاء بأن الخلافة الإسلامية مصطلح غير شرعي، إلى درجة أن مقالاتهم طغت على وسائل الإعلام، ليس فقط في الصحيفة نفسها، بل وفي الصحف الأخرى كذلك، حيث نشرت بعض تلك التفنيدات، ولم يتوقف تدفقها لغاية الآن. وقد كتب أحد الكتاب العلمانيين عمودًا في الصحيفة نفسها التي نشرت فيها تلك المزاعم وقال بأن نقاشها بدأ بشكل خاطئ تمامًا، وشعب باكستان لن يقبل هذه المزاعم، ولم يكتب لغاية الآن كاتب أو عالم لصالح رفض فكرة الخلافة.
قبل بضع سنوات كان البعض يشكك في أن يأتي يوم تكون فيه الخلافة حديث الساعة في باكستان، ولكنها الآن أصبحت حقًا تلوح في الأفق، وأحد الجوانب الأكثر تشجيعًا هو أن حزب التحرير لم يدّخر أي جهد في عرض مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وتوضيحه. وقد كان الحزب سبّاقًا في دحض هذا النهج الحداثي من قبل بعض الكتاب والعلماء، ولله الحمد أن تصدى لمثل تلك المزاعم كتاب وعلماء من الأمة دحضوا هذا النهج الحداثي ضد الإسلام، ورفضوا وجهة نظر المؤلف من الناحية السياسية والشرعية، مؤكدين أن إقامة دولة إسلامية ليست مجرد رغبة لدى المسلمين بل هي واجب عليهم من الله سبحانه وتعالى، حتى إن هؤلاء المثقفين اتهموا الكاتب بأنه علماني يتستر بالإسلام.
يبدو أن نظام رحيل/ نواز قد شرع في هذا النقاش بعد الهجوم على مدرسة بيشاور بهدف "تطهير" المجتمع من الأفكار الإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بتطبيق الإسلام وحده في الأمة من خلال إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقد كان ذلك ضمن "خطة العمل الوطنية"، وهذا هو سبب قول أبواق النظام بأن هذه الحرب طويلة وقد تستغرق خمسة عشر إلى عشرين عامًا. وردة فعل المثقفين في المجتمع حول موضوع الخلافة قد يجبر الخونة في القيادة السياسية والعسكرية على تغيير تقديراتهم بأن الأمر قد يستغرق فترة أطول لتحقيق حلم أسيادهم في واشنطن ورغبتهم، لكن الله سبحانه وتعالى قد وعد بأنه متم نوره ولو كره الكافرون. ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان