الخبر:

عقد القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مؤتمرا نسائيا عالميا فريدا من نوعه يوم الثامن والعشرين من آذار/مارس 2015م بعنوان "المرأة والشريعة بين الحق والباطل"؛ وقد تميزّ هذا المؤتمر عن سابقيه بانعقاده في قاعات محوسبة في كل من لندن، وفلسطين؛ وتونس؛ وتركيا وإندونيسيا، وتميّز أيضا بمشاركة متحدثات من تلك الدول في بث حي مباشر للناس حول العالم.

التعليق:

إنّ مؤتمر "المرأة والشريعة بين الحق والباطل" هو ثمرة طيبة لحملة عالمية موفقة دامت ستة أسابيع بُذل فيها جهد كبير مبارك ليُنار للناس سبيل الحق والنور؛ السبيل الذي بات اليوم ضرورة ملحّة السير فيه.

بعد أن كثرت النقاشات في العديد من بلاد المسلمين بعد الثورات حول النظام الجدير بحفظ حقوق المرأة هل هو النظام العلماني أم الإسلامي؛ جاءت الحملة ومن بعدها المؤتمر لإبراز أهلية الطرح الإسلامي والتفصيل فيه وبيان أن الخلافة على منهاج النبوة هي النظام السياسي الوحيد الذي من الممكن أن تعيش في ظله المرأة اليوم منصفة الحقوق؛ جاءت الحملة ومن بعدها المؤتمر لتنقشع السحب السوداء عن سماء العالم؛ تلك السحب التي كانت تحول دون بلوغ نور شريعة الإسلام بدفقها ودفئها بسبب أساطير الافتراءات والأكاذيب: فحطمت الحملة والمؤتمر الصورة المشوهة المرسومة للإسلام وأزيل كل التباس حول شرعه بل وفكك المسار النسوي المخالف للأحكام الشرعية والذي يدعي حرصا على مكانة النساء ومكاسبهنّ وتم القضاء على أسسه الفكرية بالضربات القاضية حتى ظهر بشكل جليّ للجميع درب التغيير الحقيقي الذي على النساء السير فيه لتحقيق المنشود ولتحقيق العيش الكريم للمرأة بنوالها حقوقها الشرعية.

كان الحضور النسائي متنوعا؛ حضرت السياسية والأكاديمية والطبيبة والمحامية والجامعية والمهتمة بشؤون المرأة وغيرهن... فلم تتوان شابات حزب التحرير عن دعوتهنّ بقوة للعمل من أجل التغيير الجذري بالإسلام فكانت تلك الدعوة طيبة مؤثرة بإذن الله فقد لامست القلوب وخاطبت العقول.

مؤتمر المرأة والشريعة باختصار هو عمل ضخم؛ من فضل الله كان فرصة ليسمع العالم بأسره الأصوات العالية لمسلمات معتزات بدينهنّ قد أخذن على عاتقهنّ رد أعتى الهجمات الكاذبة التي طالت أحكام ربهنّ بكل جرأة وتحدٍّ ووعي؛ مسلمات نابهات حطّمن قيود الوهم وأدركن مكمن الداء فسارعن للعمل على استئصاله بالسعي الجاد لإيجاد الإسلام في دولة تطبقه؛ مسلمات باتت قضيتهن في الحياة وأبلغ أمانيهنّ العيش في ظل دولة الخلافة فنسفن بذلك جبال الادعاءات الكاذبة بظلم الشريعة للمرأة واضطهادها لها؛ فهنّ لا يرين للسعادة ولا للطمأنينة طريقا سوى بالتشبث بأحكام الشرع والعض عليها بالنواجذ.

خلاصة القول: في ظل تقهقر الحراك النسوي وتخبطه هذا العام بعد حصاده المكاسب الهزيلة المتحققة بعد عشرين عاماً كاملاً على منهاج بكين، وفي ظل هذه الجهود الطيبة التي أنارت الحقيقة الساطعة حول عدل الإسلام ونجاعته في إنصاف المرأة وكشفت غمة الأكاذيب والشبهات؛ باتت المسلمات الحاملات للواء التغيير الجذري يتقدمن بخطوات ثابتة ليتصدرن المشهد ويكنّ الفاعلات والمشتغلات على قضايا المرأة بجدّ ومسؤولية.

فهنيئا للقسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير على ما يقدمه ويبذله... طبتن أخواتي وطاب مسعاكنّ النبيل.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي - تونس