السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفحات إيمانية - إطلالة شهر رمضان - أبو ابراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       الحمد لله الذي فـتح أبواب الجـنـان  لعباده الصائمين،والصلاة  والسلام على أشرف الأنبياء  والمرسـلين، المبعوث رحمة  للعالمين، وآله وصحبه الطيـبين الطـاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه واهتدى بهديه واستـن بسنــته، ودعا بدعوته إلى يوم  الدين، أمـا بعد:

       قال الله تعالى في محكم  كتابه وهو أصدق القائلين:

    

    {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185

     

       إخوة  الإيمان  والإسلام :  يهــل عـلينـا هلال رمضان في كــل عام، ونـحن نـتمنـى أن يكون حالــنا في رمضان  القـادم  خـيرا  منه في كــل ما مضى من أعـوام، فإذا أحوالـنـا تـسوء عاما  بعد عام، فلم نـغـير ما بأنفـسنـا حتـى يغـيـر الله ما بنـا، ونظل نـعيش في أوهام، فإلى متى هذا الوضع المزري العجيب ؟ وإلى متى هذا الصمت الرهيب ؟ يهــل عـلينـا شهر القـرآن  في كــل عام، فإذا بنـا قـد عطــلــنـا أحكـامه، ولم نـقبــل نظامه.

 

       يهــل عـلينـا هلال رمضان في كــل عام، يـذكـرنـا بأيـام عــز هـنيـة، فإذا أيامـنا سود وحالـنا ردية.

 

        يهــل عـلينـا هلال رمضان في كــل عام ، يـذكـرنـا بأيـام الشهامة والرجولـة والبطولـة، فإذا بنـا نـفقد الشهامة  والرجولـة  والبطولـة، يستغيث بـنـا إخوة  لنـا بـجوارنـا، فإذا الشهامة  قـد فــقدت من دمائنـا، فـلا شهامة  ولا بطولـة، ولا نـخوة  ولا حمـيـة.

 

تغيــرت المـــروءة  واضمحـلـــــت

                                            فوجــــه الشـهـــم  مصفـــر سـقيـــم                                               

وأفعــــال الرذيلـــــة قـــــد تـبـــدت

                                            وأخـــــلاق لــنـــــا لا تـستــقـيــــــم

 

       إخوة الإيمان: يطـل عـلينـا شهر الصـيام  في كــل عام ، يـذكـرنـا بنخوة المعتصم الذي أقسم حينما ورده خـبر المرأة المسلمة التي استغاثت به ألا  يجلس حتـى يغيثــها، فما أكثر المستغيثين والمستغيثات  في فلسطين، وفي غـيرها من بلاد المسلمين، يـقتــل أبناؤهم، وتـهدم بيوتـهم، وتــقتــلـع أشجارهم، وتـنهب أراضيهم، ويعذبون في السجون، ويمنـع إسعاف الجرحى ومعالجة  المصابين برصاص  أعدائهم، ولا من سامع، ولا مـن مجيب...!!

 

       يطـل عـلينـا شهر الصـيام  في كــل عام، يـذكـرنـا بالانتصارات والفتوحات وإذا الهزائم تلازمنا والفتـوحات لأعدائنا وليس هذا هـو العهد بالمسلمين:

 

عهـدنــا المسلميـــن أبــــاة  ضيـــم

                                                            غـــداة  الــــروع  بأسهــم شـديـــــد

إذا مـا استـنفـــروا نـفــروا خفـافـــا

                                                            يحـــث خـطاهــــم عــــــزم أكـيــــد

فما لهمــوا نـســوا الإســـلام حتـــى

                                                            تـغـشـاهـم علـــى الدهــر  الجمـــود

دعــا داع الجهــــاد فــلـــم يــلبــــوا

                                                            ولا فـقهــوا النــــداء غــداة  نـــودوا

ألــــم يتـنسمـــوا خـبــــر الأعـــادي

                                                           أمــا ســمعــوا بمــا فـعـلــت يهــــود

إن دام هـــذا الحـــال يـــا مسعــــود

                                                            لا وطــــــن يـبـقـــــى ولا حـــــدود

ولا رجـــــال مسلمـــــون صـيــــــد

                                                           يستـنفـــــرون إذا عــــــدت يهـــــود

 

         يهــل عـلينـا هلال رمضان في كــل عام، يـذكـرنـا بتاريخـنـا وانتصاراتنـا، يـذكـرنـا بيوم بدر ويوم فتح مكة، ويوم اليرموك، ويوم القادسيـة غيرها من أيام العزة والبطولة والشرف.

 

         فما هو موقف المسلمين من إخوانـهم المستضعفين الذين يقتلون ويذبحون ويشردون،  في فلسطين وفي العراق وأفغانستان والصومال  وفي كــل أرض  يذكـر فيها اسم الله ؟

 

        فهـل ما زالت رابطـة  العقيدة تـربـط  بين المسلمين فـينصر بعضهم بعضا؟

 أم أنهم أصبحوا مكبــلين بالأغلال؟

 

         يطـل عـلينـا شهر الصـيام  في كــل عام ، فإذا أمة  الإسلام  مدوسة  تحت الأقـدام، لا تكاد تـنتـهي من مصيبة حتـى تنزل بها مصيبة  أشـد عـلى يـد أعدائها وعـلى أرضها وفي بلادها، وبين الحين  والحين  يعلـن عـدوها الحرب عـليها، لا لشيء إلا  لأنـها متمسـكة  بإسلامها ودينـها.

 

       يطـل عـلينـا شهر الصـيام  في كــل عام ، يـذكـرنـا بأحوالنـا، يهيب بـنـا لنــلقي الذل عن كـواهلـنـا، يهيب بـنـا لنـستعيد أيـام مجدنـا وعـزنـا، يهيب بـنـا لنعود إلى دينـنـا، فهو مصدر قـوتـنـا الذي يشجعـنـا على مواجهة أعدائنا، يهيب بـنـا لنرفع رؤوسنا، بعد أن طـال بالأرض  التصاقـنـا، يهيب بـنـا لنصرخ في وجوه الظـالمين، ليكــفـوا عن ظــلمنـا، يهيب بـنـا لنــلحق بالمجاهدين، ونخوض غمار الحرب مع المستعمـرين والمحتـلــين.

 

       لـقـد آن الأوان لكي نتخلــص من هذا الواقع  الفاسد، وأن نـنطـلق من هذه القـيود، وذلك بجعل الإسلام  وحده نظاما  للحياة، ليعود لـنـا عـزنـا ومجدنـا، فيتـوحد شـمـلـنـا، وتجتمع كــلمتـنـا على إمام واحد في دولـة واحدة، يصوم المسلمون كــلــهم في يوم واحد، ويــفطـرون في يوم واحد، ويفرحون كــلــهم في يوم عيـد واحد، فيرضى عنهم ربهم الواحد.

 

       لـقـد غـدت وقائع حياتـنـا لا تـدع  لمن في قــلبه ذرة  من  إيمان ، أو لديه قليل من الغـيرة على دينه وأمـته أن يـنـام في هذا الواقـع  الفـاسد الذي يـقاسي النـاس فيه مرارة  الظــلم  والضياع،  يجوعون وبلادهم أغـنـى بـقـاع  العالـم  ثروة  بترولية ، يلهثـون وراء الرغيف، وأموال المسلمين تـدخـر في البـنوك والمصارف الأوروبيـة والأمريكيـة، يــقيمون بها مصانع الأسلحة التي يذلون المسلمين بها، أو تـصرف أموالـهم في بنـاء القـصور  والمسارح  ومدن  الملاهي وبرك السـباحة والنـوادي اللــيليـة.

 

       إنـه من سرى اللــيل  يطلـع الفـجر، ولا بـد لهذا اللــيل  من آخـر، وإن اللــيل مهما طال فـلا بـد من طــلوع  الفجر ، وإنـه كــلــما اشتـد سواد اللــيل  اقـتـرب طـلوع  الفجر ، وإن الشـباب هم عـدة  التـغيير ، وهم الذين نـصر الله تعالى بهم رسولـه صلى الله عليه وسلم حيث قال عنهم: "نـصـرت بالشــباب" وهم رجال المستقبل، والأمل بمشيئة الله تعالى معقود عـليهم، وإن الخلافـة  بدأت بحمد الله بشـائرها تــلوح بالأفــق، فإلى إقامة دولة الخلافة نهيب بكم أيها المسلمون في هذا الشهر الفضيل التي تتضاعف فيه الحسنات على سبعمائة ضعف، دولة الخلافة التي يعـز بها الإسلام وأهلـه، ويذل بها الكــفر والنــفـاق وأهلـه  نـهيب بكـم أيـها المسلمون.

 

   

ظـهـــرت أنجــــم الشـبـاب تــلــوح

                                                             وبــدا شــذا الطــيــب منهــم يفــوح

وتـفتـــقـت عــن خــفايــا نــفوسهــم

                                                            آمالـهـــم العريضـــــة  والطـمـــوح

فلعمـــــــري إنــهـــــم ســـــــــــادة

                                                            يبتـنــى للمجـــد منهـــــم صــــروح

إنـــي لأرجـــو أن يكونـــوا قــــادة

                                                             وعـلـــى أيديهـــم يكـــون الفـتـــوح

 

وختامـــا إخوة الإيمان:

       إخوة الإيمان نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه،

 

والسلام عليكـم ورحمة الله تعالى وبركاته

أبو إبراهيم

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع