رسالة إلى المسلمين في العالم - أ. أبو أيمن
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد، المبعوث هدى ورحمة للعالمين أما بعد:
أيها المسلمون، أنها رسالة إليكم، إلى المسلمين كافة، إلى المسلمين الذين يحبون الله ورسوله والذين آمنوا إلى المجاهدين بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله، وإعلاء كلمة الله، ورفع راية الإسلام خفاقة في العالمين.
إلى المسلمين جنود الخلافة العالمين الناشطين بأقلامهم وألسنتهم وأموالهم وأنفسهم.
إلى المسلمين الذين يصدعون بكلمة الحق، ويكشفون زيف الباطل والمؤامرات التي تحاك للمسلمين، وخيانة القائمين على رقاب الأمة، لا يخشون في ذلك مما أصابهم من قمع الجلاوزة وتنكيلهم واعتقالهم، إلى أولئك وإلى كل مسلم في كل مكان من بقاع الأرض.
رسالتي هذه التي أرجو الله عز وجل أن تكون باعت تضحية، وحافز عمل، ونور هداية وتبصره لواقع المسلمين المرير، ولنكون معا يدا واحدة، وقلبا واحدا، وعطاءً متميزا، وإخلاصا فريدا، وجهادا خالصا في سبيل الله، لعودة دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة الثانية، مع العاملين الناشطين من أبناء الإسلام، مع جنود الخلافة جنود شباب حزب التحرير، في هذا الشهر المبارك شهر رمضان شهر الصيام والفتوحات، شهر الجهاد والتضحيات، شهر الانتصار والغزوات.
أيها المسلمون: نظرة عابرة لا تحتاج إلى إمعان وتمحيص في واقع المسلمين اليوم من تمزيق، وضياع وفرقة وتفكك، إلى ما يعاني المسلمون اليوم من ضعف، وفقر وجوع، وهيمنة للكافر عليهم، مما يحفزهم إلى أن يعملوا ليل نهار، وبكل ما أوتوا من جهد وبذل وعطاء لتغير هذا الواقع السيئ المرير.
أيها المسلمون: إن ما يحتاج بلاد المسلمين اليوم من صراعات دولية، ومحلية، ونزاعات عرقية وقومية، وخصومات طائفية ومذهبية يوقد نارها عدو واحد غادر لئيم هو الكافر المستعمر، الذي مزق دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة إلى كيانات، ودويلات، ونصب على كل دويلة وكيان حاكما جاء المسلمين على دبابة، أو ورثها من مستعمر غانم، أو عن والد راحل قد مكَن بالكافر من ترسيخ سيطرته، وثقافته، وحضارته، ونظامه في بلاد المسلمين.
أيها المسلمون: لقد باع القائمون على رقابكم الملكيات العامة التي لكم، وأثقلوا كاهلهم بالديون، والضرائب والرسوم وسهلوا لأعدائكم أن يسلبوا خيرات البلاد من معادن وثروات في باطن الأرض وفوق الأرض، في البحار والمحيطات، في الصحارى باسم الاستثمار، فأعطوها إلى شركات أجنبية تفرض ما تريد على المسلمين.
أيها المسلمون: أن الغرب الكافر لم يكتف بالهيمنة المطبقة على خيرات المسلمين، بل تعدى ذلك إلى احتلال كثير من بلاد المسلمين عسكريا واقتصاديا وثقافيا، وديمقراطيا، ونظام حياة يطبق عليكم، فرسخوا مفاهيم الانحلال والميوعة، مفاهيم التفكك والتحرر من كل قيمة وفضيلة، حتى شاعت الرذيلة والفاحشة في حياة المسلمين العامة.
فما أكثر نكبات ومصائب المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان وما ذلك إلا غيض من فيض وما يفعله أعداؤنا من هدم وسفك دماء وتمرير وتخريب للأرض والزرع والنسل إلا شواهد حية لجرائمهم الغاشمة.
أيها المسلمون : إن نيران الفتنة التي يوقدها الكافر في بلاد المسلمين والتي حصدت الألوف من أبناء المسلمين، وعمقت شرخ الانقسام والاقتتال والصراع، فلا أمن ولا استقرار ولا عيشا كريما، حتى صار أحدنا يستعين بعدوه على أخيه المسلم، يتآمر عليه، ويغدر به دون أن يرعى في ذلك إلاً ولا ذمة، ولا خلقا.
أيها المسلمون: ما أكثر أموال المسلمين التي تضيع هدرا في إنشاء الحدائق العامة، والمتنزهات العامة، والجسور المعلقة، والأبراج المشيدة، باسم السياحة والثقافة، حتى زرعوا الأرض بالبنايات الشاهقة ولم يبق من الأرض الصالحة للزراعة، والتي كانت تكفي البلاد القمح والخضار والفواكه إلا الأرض الجرداء التي لا تصلح للزراعة ولا للرعي.
أيها المسلمون: مع كثرة أموال المسلمين، وخيرات المسلمين إلا أن قمحهم، وأدواتهم، وسلاحهم، هي مما تنتجه مصانع الغرب ، مصانع الكافرين، مصانع أعدائكم، فلا مصانع ثقيلة عند المسلمين، لا مصانع ولا طائرات ولا سيارات ولا قطارات، وإن وجدت فهي مصانع استهلاكية، مصانع زيوت وملابس، وأغذية... مع أن بلاد المسلمين من اغني بلاد العالم، مما فيها من معادن وثروات، وساحات واسعة صالحة للزراعة، وما فيها من انهار وبحار ومحيطات وينابيع، هي من أفضل بلاد العالم في موقعها الاستراتيجي وجبالها وسهولها وصحاراها.
أيها المسلمون: ما أكثر المسلمين ولكنهم غثاء، وما أكثر خيرات بلادهم تكاد تضيق بالثروات المعدنية والحيوانية والزراعية والحرجية. هذه الخيرات التي يسلبها الأعداء الذين يتصارعون ويتنافسون، ويتزاحمون لتكون الهيمنة والسيطرة على البلاد والعباد، لتتم لهم نهب الخيرات وسلب الثروات وانتزاع الممتلكات والحوزات من أيدي المسلمين.
أيها المسلمون: هذه بعض من أحوال المسلمين التي لا يحسدون عليها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا فالانحلال، والإباحية والعلمانية والتعري والفوضى الجنسية والخلقية، والضياع والبطالة إضافة إلى جرائم السلب والنهب والاغتصاب والسرقة والقتل حتى صار حال العرب في الجاهلية أكرم وأشرف وأفضل من حالهم في القرن الحادي والعشرين.
أيها المسلمون: كان العرب يرفضون الذل والخيبة، وكانت النخوة وعزة النفس والإباء يفتخرون بذلك إضافة إلى الغيرة على المحارم وإكرام الضيف.
أيها المسلمون: في غياب الإسلام وسلطان المسلمين الذي كان يحمي الذمار، يدافع عن الديار، ويعز المسلمين، ويقودهم للجهاد في سبيل الله، ليكونوا خير امة أخرجت للناس، في غياب ذلك ضعف المسلمون، وتكالبت عليهم الأمم، واحتلت بلادهم، وصاروا موالي لأعدائهم، وهدفا لهم ففرضوا نظامهم، وثقافتهم وحضارتهم عليكم أيها المسلمون.
ليس للمسلمين من خلاص إلا بالعودة إلى الإسلام وتطبيق شرع الله، والذي به صلح المسلمون الأولون وسادوا العالم بهذا الدين، وهابتهم كل الأمم، وسبقوا غيرهم في الصناعة، والتجارة والزراعة والأعمار، سبقوا غيرهم في العلوم والمعارف والاكتشافات والاختراعات.
اللهم فرج كرب المسلمين، وافتح لهم أبواب رحمتك وأبواب عزتك بعودة دولة الخلافة الراشدة، وسلطان المسلمين، الذي يقودهم إلى حيث الأمن والعدل والاستقرار والعيش الكريم، والله غالب على أمره.
يقول(صلى الله عليه وسلم): ما من مسلم إلا ولله عز وجل في عنقه بيعة وفَى بها أو مات عليها.
فاستجيبوا أيها المسلمون للطائفة التي تعمل لاستئناف الحياة الإسلامية، تعمل لإعادة دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة الثانية.
وتقبل الله أيها المسلمون طاعاتكم وعباداتكم وصومكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن