رسالة إلى المسلمين في العالم - أ. أبو معاذ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغُرِّ الميامين وارضَ اللهم على مَن اقتدى بهم واقتفى أثرهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين، وبعد:
أيها المسلمون: لقد أظلنا شهر كريم تتضاعف فيه الحسنات وترفع فيه الدرجات وفيه تغفر الزلات وتمحى السيئات، هو شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان؛ لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ولتنظيم علاقة الإنسان بربه بالعقائد والعبادات وتنظيم علاقته بغيره بالمعاملات والعقوبات وتنظيم علاقة الإنسان بنفسه بالمطعومات والمشروبات والملبوسات والأخلاق.
أيها المسلمون: لقد أظلنا هذا الشهر الكريم هذا العام، في غياب دولة الخلافة التي تقيم شرع الله وتطبق أحكام الإسلام وترفع راية الجهاد وتزيل الظلم والضيم عن المسلمين. لقد أظلنا هذا الشهر الكريم ونحن نسمع ونبصر، كيف يموت عشرات بل مئات المسلمين في سجون الكَفَرة المحتلين وفي سجون الحكام العملاء الذين يأتمرون بأوامر أسيادهم المستعمرين.
لقد أظلنا هذا الشهر الكريم وما زالت أعراض المسلمين تنتهك رجالاً ونساء، ولا يرف لنا جفن ولا يخفق لنا قلب ولا يتمعر لنا وجه.
لقد أظلنا هذا الشهر الكريم وآلاف المسلمين يموتون جوعاً بينما موائد الحكام تعج بما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة وكذلك بقايا موائد الأغنياء والموسرين تملأ الحاويات. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "أيكم أهل عَرَصة بات فيهم امرؤ جائعاً-وهم يعلمون- فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله".
أيها المسلمون: إن السبب في كل هذه الويلات والمصائب هو غياب دولة الخلافة التي ترعى شؤون الناس مسلمهم وكافرهم، فها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (لو أن جديا عثر في العراق لخشيت أن يسألني الله عنه).
لذا وجب على كل مسلم أن يتقرب إلى ربه في رمضان بتوجيه الدعاء مخلصاً لله أن يغير أوضاع المسلمين السيئة ويدعوه أن يرفع الغلاء والبلاء وتسلط الأعداء عن المسلمين ويدعوه في صلاته وقنوته أن ينتقم من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وإسرائيل وسائرِ دول الكفر وأن يعين وينصر المجاهدين في فلسطين والعراق وكشمير والصومال والشيشان وتركستان وأن يهيئ للمسلمين مَن يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله، ويجيش الجيوش لدحر أعداء المسلمين ومحاسبة الخائنين والمفطرين والمجاهرين بالعصيان.
ونحن هنا ندعو مع جميع المسلمين ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد علينا رمضان ويبلغنا رمضان القادم وقد أظلنا الله بظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشرنا بها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تجمع كلمة المسلمين وتوحد ديارهم وتزيل الحواجز المادية التي رسمها سايكس وبيكو، وتحطم عروش الحكام الظلمة وتضم وتوحد دويلاتهم المتفرقة في دولة واحدة تحت راية واحدة يحكمها خليفة المسلمين فتطبق الإسلام كاملاً على المسلمين وترفع راية الجهاد خفاقة فتدك حصون دول الكفر وتخلص المسلمين المقهورين في فلسطين والعراق وتركستان وكشمير والشيشان والصومال وأفغانستان وتنقذ المسلمين من مكائد ودسائس دول الكفر وعملائهم.
أيها المسلمون: إن الدعاء وحده غيرُ كافٍ حتى يستجيب رب العزة، بل لا بد من العمل الجاد مع العاملين المخلصين لإعلاء كلمة الله بتطبيق شرع الله بإعادة الخلافة الراشدة الثانية.
وفي الختام أسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا وأن يحقق آمالنا ويكحل عيوننا بإقامة دولة الإسلام، دولةِ الخلافة الراشدة الثانية التي بشرنا بها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير إنه نعم المولى ونعم النصير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو معاذ