رسالة إلى المسلمين في العالم- أبو محمد الأمين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أتى رمضان الكريم وحل على المسلمين وهم في أوضاع مزرية وهوان على النفس قبل الأعداء، وذلة أمام الأعداء لم يسجلها تاريخ لا في القديم ولا في الحديث.
حلّ رمضان شهر الصيام، شهر الفتوحات، شهر النصر على الأعداء.
ففي رمضان فتحت مكة المكرمة وحطمت الأصنام وطهر البيت العتيق مما كان فيه من أصنام، وارتفعت فوق البيت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ووقف بلال بن رباح - رضي الله عنه- على ظهر الكعبة مؤذنا ً مناديا ً للصلاة بعد أن كان كفار قريش يمنعون المسلمين من الصلاة حول الكعبة المشرفة.
وفي شهر رمضان كانت معركة بدر الكبرى والتي كانت نصرا ً مؤزرا ً للمسلمين على الكافرين حتى أن ملائكة الرحمن اشتركت في قتال المشركين، وقد فتحت هذه المعركة أبواب الجهاد في جزيرة العرب وخارج جزيرة العرب، وأدرك الجميع أن الزمن قد دار وأن زمن الإسلام والمسلمين، وأن رايات الكفر سوف تنكس في الجزيرة وما حول الجزيرة.
وفي رمضان خاض الناصر صلاح الدين معركة حطين مع الصليبيين وكان النصر حليفه حيث هزم الصليبيين هزيمة منكرة، فكانت هذه المعركة فتحا ً مبينا ً هيأ لفتح بيت المقدس وتطهيرها من الصليبيين ورجسهم الذين جعلوا المسجد الأقصى اصطبلا ً لخيولهم كعادة الكفار لا يقيمون وزنا ً لعقائد الآخرين وبيوت عبادتهم وكما يحصل الآن على أيدي أحفادهم من صليبيي أمريكا وأوروبا في العراق وأفغانستان وباكستان.
وفي رمضان أيضا ً قاد قطز والظاهر بيبرس جيوش المسلمين ووقفوا بوجه المغول واشتبكوا معهم في معركة عين جالوت حيث ارتفعت صيحات وا إسلاماه وكتب الله النصر للمسلمين على المغول فارتدوا على أدبارهم وكانت هزيمتهم هزيمة ماحقة أراحت بلاد المسلمين من شرورهم وجعلتهم يعيدون تفكيرهم فدخلوا في الإسلام.
هكذا كان يأتي شهر رمضان المبارك على المسلمين بالنصر والعزة والتمكين.
فمن الناحية السياسية فكان يحل رمضان على المسلمين وهم وحدة واحدة تجمعهم دولة واحدة هي دولة الخلافة ترفرف فوق ربوعها راية لا إله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. ويطبق عليهم أحكام دينهم خليفة يحوطهم برعايته ويسوسهم بالإسلام باذلا ً جهده في الحفاظ على مصالح الإسلام والمسلمين داخل البلاد وخارجها، ولقد كانت هذه الدولة مرهوبة الجانب يدب الرعب في قلوب أعدائها مسيرة شهر ويعتقد الأعداء أن الجيش الإسلامي لا يقهر ولا يهزم.
أما في هذا الزمن فيعود رمضان مكرا ً نفسه ولا جديد، فالمسلمون بعد أن كانوا يعيشون في دولة واحدة أصبحوا يعيشون في أكثر من خمسين كيانا ً مصطنعا ً أوجدها الأعداء الكفار وقاموا بحراستها في بداية الأمر، أعني حراسة حدود هذه الكيانات المصطنعة، ثم سلمها من بعده لعملاء له من أبناء المسلمين ليقوموا بحراسة الحدود التي تفرق بين أبناء الأمة الواحدة.
يعود رمضان هذا العام وكالعام الذي مضى، والكفار يعيثون في أرض المسلمين فسادا ً وإفسادا ً وتقتيلا ً، فدماء المسلمين تجري أنهارا ً في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال والشيشان وغيرها من البلاد لا لسبب إلا لاستشعار الكفار بأن المسلمين بدأ الإسلام يحركهم وبدأوا يعملون لإعادة دولة الخلافة التي ستتولى قيادة العالم لتأخذ بيده نحو الأمن والأمان ورفاهية العيش في ظل الإسلام.
يعود رمضان وأولياء الأمور في بلاد المسلمين الذين أقامهم الكفار حكاما ً على البلاد يُعملون القتل في المسلمين امتثالا ً لأمر الكافر الصليبي، يأتي مبعوث أمريكا في أفغانستان فيصدر أمره إلى حكام باكستان لقتل المسلمين في وادي سوات فيتحرك الجيش بقده وقديده ويهجم على الوادي فيقتل الآلاف ويشرد الملايين تحت كل كوكب في العراء لا زاد ولا ماء ولا غطاء أو فراش.
يأتي رمضان وأعداء الأمة الصليبيون يستهينون بها فيقف رئيس أكبر دولة صليبية في هذا العصر في بلد من بلاد المسلمين ويعلن الحرب على الإسلام والمسلمين ويقابل بالتصفيق من الرويبضات، وفي أول رمضان يقف هذا الرئيس نفسه وبلهجة ممجوجة ليبارك للمسلمين بشهر رمضان وأيديه تقطر بدماء المسلمين وجنوده يجرون دماء المسلمين أنهارا ً.
أمتي الكريمة، يا خير أمة أخرجت للناس..
ألم يأن ِ لكِ أن تتشوقي لأن تعودي أمة واحدة كما أرادك الله - سبحانه وتعالى- ؟
ألم يأن لك أن تعودي سيدة العالم كما كنت وعلى مدى أربعة عشر قرنا ً؟
ألم يأن لك أن تتوق أنفس أبنائك للنصروالعزة والتمكين؟
ألم يأن لك أيتها الأمة الكريمة أن تبايعي خليفة راشدا ً يسوسك بالإسلام ويحمي البيضة ويلبي استغاثات المستغيثين ويأخذ بثأر الأيتام والأرامل الذين قتل آباؤهم وأزواجهم على أيدي أعدائك الكفار؟
أمتي الكريمة، يا خير أمة أخرجت للناس..
ألم يحن الوقت لأهل المنعة والقوة من أبنائك أن يتحركوا لتصحيح الأمور ووضعها في نصابها، فيزيلون هذه الأطقم من الحكام العملاء الخونة، ويرمونهم في مزابل التاريخ، ويبايعون الخليفة الراشد الذي أظلنا زمانه؟
إلى متى ستبقين ذليلة مهانة يتصرف أعداؤك وعملاؤهم في شؤونك ويقودونك من هزيمة إلى هزيمة؟ ومن ذل إلى ذل؟
لقد آن الأوان أن تنقضي على الأعداء وتستجيبي لقول الله - سبحانه وتعالى- " يأيها الذين آمنوا سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين"، وكوني كما عهدناك تسرعين في الاستجابة لنداء الله ونداء المخلصين.
والله نسأل أن يوفق امتنا للنهوض من كبوتها لتعود خير أمة أخرجت للناس إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أبو محمد الأمين