رمضان والخلافة- الحال المأساة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمد التائبين الطائعين المخلصين وصلي اللهم على سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
عن أبي إمامة الباهلي قال (صلى الله عليه وسلم):
كيف انتم إذا طغى نساؤكم وفسق شبابكم وتركتم جهادكم؟ قالوا: وإن ذلك لكائن يا رسول الله! قال: نعم، والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون. قالوا: وما أشد من يا رسول الله؟ قال: كيف أنتم إذا لم تأمروا بمعروف ولم تنهوا عن منكر؟ قالوا: وكائن ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون. قالوا: وما أشد منه؟ قال: كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكرا، والمنكر معروفا. قالوا: وكائن ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون. قالوا: وما أشد منه؟ قال: كيف أنتم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف. قالوا: وكائن ذلك يا رسول الله قال: نعم، والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون.
يقول الله تعالى :بي حلفت، لا تيحين لهم فتنة يصير الحليم فيها حيران.
أيها المسلمون: هذا حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي لا ينطق عن الهوى يصور ما تؤول إليه أحوال المسلمين وأوضاعهم بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم) ورحيله عن الدنيا إلى الرفيق الأعلى والذي يعيش منكم المسلمين سيرى ما هو أعجب ممن رآه المسلمون من قبل، رأوا وعاشوا الحال المأساة التي يتجرع المسلمون غصتها وآلامها في كل حين بعدهم.
فقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حديثه الشريف، كيف أنتم إذا طغى نساؤكم وفسق شبابكم وتركتم جهادكم .
أيها المسلمون: في هذا الجزء من الحديث نقول، المسلمون اليوم في هذا القرن الغاص بالفساد يعيشون مأساة القرن، وفساد القرن الذي أصبحت القوامة فيه والقيادة فيه للنساء عند كثير من المسلمين، فقد استبدت المرأة وطغت، فسدت وتجاوزت الحد في فسادها، حتى أخذت تزاحم الرجال رافضة شرع الله، واستثنت ما أعطاها الشرع حقها في العمل باسم الديمقراطية، والحرية فعملت راقصة ومغنية وممثلة، ونادلة، وساقية، وهي كاسية عارية تملأ الحانات، والساحات والأزقة والمكاتب.
تخرج متبرجة من غير إذن أو بإذن، لها الكلمة المسموعة والرأي عند أصحاب القرار حتى لو شاءت اعتقال زوجها لفعلت، وقبلت شكواها. يقول صلى الله عليه وسلم:( ما تركت فتنة أشد على الرجال من فتنة النساء).
أيها المسلمون: المرأة في شرع الله أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان؛ فإذا عملت، عملت وهي تلبس لباسها الشرعي في الحياة العامة الذي أمر به شرع الله، أعطاها الإسلام حقها في الميراث، وحقها في الجهاد وحقها في استثمار أموالها في حدود شرع الله.
المرأة أيها المسلمون من رحم الرجال، ينفق عليها، ويحميها، ويهيئ لها عيشا كريما أمنا.
المرأة الصالحة وراء كل عظيم وهي التي تربي الأبناء وتنشئ العقول، وتلد القادة والعلماء والعاملين المخلصين، والمجاهدين الأبطال.
المرأة ليست ندا للرجل، وليست شريكة كما يزعمون إنها صاحبة الرجل، الصاحبة الوفية المخلصة إذا نظر إليها أسرته، وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وأمواله وأبنائه.
المرأة أرفع وأرقى وأعز مكانا من أن تعمل نادلة أو أن تقضي ليلها تعمل في الفنادق والبارات والحانات، والمسارح.
هي عند المسلمين أغلى من المال والولد في طهرها وعفتها وقيامها بواجبها كراعية في البيت تهيئ كل أسباب الراحة والسكينة لزوجها وأبنائها ومن يعيش في كنفها؛ تكون المثل والقدوة لأبنائها، تعلمهم وتربيهم وتدربهم حتى يخرجوا للحياة آمنين مطمئنين، متوجهين نحوها بجد ونشاط ورغبة، يسابقون أقرانهم في كل مجال من مجالات الحياة الكريمة.
هكذا يرى المسلم المرأة لا كما يراها الغرب الكافر متعة، وموضع لذة، وتجارة رابحة جعلت لتشبع نهمته وشهوته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن