فقرة المرأة المسلمة- نصائح للآباء والأبناء
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يتجدد اللقاء الأسبوعي معكم في موضوع ، نصائح للآباء والأبناء
فحياكم الله معنا ، وجزاكم الله كل خير على حضوركم واستماعكم لنا
إن موضوع تربية الأبناء وطرق التعامل معهم ليس أمرا سهلا بل هو أمر شاق يحتاج للتروي والأناة.
بل إن تربية الأطفال تعتبر من القضايا الكبرى التي تشغل حيزا من اهتمام الأهل على كر الدهور ومر العصور ، ونرى الحاجة إليها في هذا العصر أشد وأعظم مما مضى، نظرا لدخول الأفكار الغربية وتأثير المفاهيم الخطرة على سلوكيات حياتنا ، مما أفرز واقعا أليما يشكل في الحقيقة أزمة خطيرة وتحديا حقيقيا يواجه الأمة، كيف لا والمجتمعات الإسلامية فقدت صبغتها الإسلامية وبات أبناؤنا يحملون شخصيات ليس لها مميز مختلفة متباينة، أفكارها غير ميولها.
فالطفل كالغرسة الصغيرة تحتاج لشفافية التعامل والعناية الفائقة حتى يشتد عوده وتقوى عزيمته ويضع نفسه على بداية الطريق المستقيم.
ومن الأمور التي يجب أن يعتني بها الأبوين تحديد السلوك المرغوب الذي يجب على الأولاد الإلتزام به وأيضا السلوك غير المرغوب فيه الذي يجب على الأولاد البعد عنه .
ولهذا وجب على الأبوين أولا توحيد القاعدة أو توحيد المرجع الذي يرجعون اليه في إصدار أحكامهم وتقييمهم للسلوك، وهذا المرجع هو القرآن والسنة، فالإسلام هو المحك الذي نرجع إليه في تقييمنا للسلوك. كيف لا وهو نظام كامل متكامل من عند خالق البشر ولا يمكننا تفجير طاقات أبنائنا إلا باستخدام النظام الذي وضعه الخالق لنا.
فيجب على الأهل الانتباه جيدا لهذه المسألة ، ولا يجب أن يكون الحكم على السلوك من خلال العادات والتقاليد أو الرأي العام السائد، أو الأنظمة والقوانين المعمول بها ، أو من خلال نظرتهم للحياة وتفسيرهم للخير والشر والـحسن والقبح فيحكمون على الأشياء والأفعال خيرا أو شرا حسنا أو قبحا من خلال حبهم أو كراهيتهم لهذه الأشياء والأفعال، فما يحبونه يصفونه بالجيد وما يكرهونه يصفونه بالقبيح.
ولا حتى من خلال النفع والضرر الذي يصيبهم، فإذا عاد عليهم الشيء أو الفعل بالفائدة حكموا عليه بالـحسن والصلاح وإذا عاد عليهم بالضرر وصفوه بالقبح والسوء, فمثل هذه الأحكام عرضة للاختلاف والتناقض والتفاوت، ومثل هذا التفاوت ومثل هذه الخلافات بين الآباء والأمهات تؤثر على الأولاد سلبا، بل ربما تؤدي أن يعاقب الطفل ويثاب على نفس السلوك.
فإذا اختلف الأبوان وخلت حياتهما من الوفاق والوئام في تربية الأولاد، فإن أطفالهما عندما تقول الأم شيئا ويقول الأب شيئا آخر ينزعج الطفل لأنه بحاجة إلى أن ينال الاستحسان من كليهما، وإذا حاول الإنفصال عن أحدهما للاقتراب من الآخر لإرضائه شعر بالضياع والاضطراب لابتعاده عن أحد والديه.
إن الاتفاق بين الوالدين في أساليب معاملة الطفل وتحديد السلوك السيء والسلوك الجيد يقي الطفل من أمور كثيرة وما السبيل إلى ذلك إلا بتوحيد المرجعية في تحديد السلوك عند الأبوين ألا وهي القرآن والسنة ، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان، وأنزل له كتابا سماويا ( القرآن الكريم) لتنظيم شؤون حياته، فإذا طبقه أخرج طاقاته الكامنة جميعا ليعم الخير البشرية كلها، وإذا تخلى عنه عطل طاقاته أو أخرجها عن مسارها الصحيح.
أما نصيحتي اليوم لإبني العزيز ولإبنتي العزيزة ، لم أجد خيرا من نصائح المصطفى المختار _صلى الله عليه وسلم _ للغلمان،حيث كان عليه أفضل صلاة وأتم تسليم في يوم جالسا يأكل الطعام وكان معه ربيبه عمر بن أبي سلمة ، وهو ابن زوجته أم سلمة، وكانت يده تطيش في الصحفة، فقال له _صلى الله عليه وسلم _ : " يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك" رواه البخاري
وعن ابن عمر عن النبي _صلى الله عليه وسلم _ قال : " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه ، فإن الشيطان يأكل بشماله ، ويشرب بشماله "رواه مسلم "
وعن عائشة ، أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم _قال : " إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله ، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل : بسم الله أوله وآخره" .
لقد اشتملت هذه الأحاديث على بعض الآداب التي تتعلق بالأكل والشرب، والتي أرشد إليها النبي _صلى الله عليه وسلم_ وهذه الآداب هي:
الأول: التسمية، بأن تقول: "بسم الله" عند ابتداء الأكل أو الشرب ، وإن نسيت فقل عند تذكرك بسم الله أوله وآخره .
والثاني: الأكل باليمين، فإن القاعدة استخدام اليمين في كل ما كان، من باب التكريم، ومن هنا كان النبي _صلى الله عليه وسلم _ يحب التيمن في شأنه كله.
أما الثالث: الأكل مما يليه، أي من الطعام الذي بجانبه.
هذه نصائحنا لهذا اليوم لآبائنا وأبنائنا الأعزاء ، إلا أن نلقاكم في حلقة جديدة متجددة الأسبوع القادم بإذن الله مع موضوع نصائح للآباء والأبناء نترككم في رعاية الله وحفظه ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
إعداد: أم سدين