فقرة المرأة المسلمة- يوميات حاملة دعوة في رمضان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيد ولد آدم أجمعين ...
كنا وإياكم في حلقات مضت مع أبرز الوقفات لحاملة الدعوة في شهر رمضان المبارك, فمن قراءة للقرآن وقيام لليل , إلى صلاة التراويح, إلى إطعام الطعام وصلة الأرحام وأخلاق الصائم, وكلها كانت مصبا خيرا للدعوة.
واليوم سنتحدث عن يوم آخر من أيام حاملة الدعوة وهو اليوم الذي تتهيأ فيه لانتظار هلال العيد حيث أن نظرة حاملة الدعوة في هذا الموقف مختلفة عن نظرة مثيلاتها من النساء.
فبعد فاجعة هدم الخلافة تعرض المسلمون لمحاولة طمس العقيدة وضرب الأفكار والمفاهيم لديهم من قبل الغرب الحاقد حتى لا تقوم لهم قائمة .
ولم يكتفوا بذلك بل جند الغرب كل قواه لتمييع نساء المسلمين ولم يكفهم هذا أيضا بل دخلوا مداخل عدة لإخراج المرأة المسلمة من عفتها وحيائها وحاولوا أن ينسوها بأنها أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان , أوجدوا لها الجمعيات وتلفظوا بحقوقها ومساواتها مع الرجل .
ومع كل ذلك لم يفلحوا ولن يفلحوا طالما أن هنالك فئة مخلصة من المسلمين العاملين للتغيير بإذن الله , وطالما أن هنالك نساء يحملن الدعوة الإسلامية وبجعلنها شغلهن الشاغل وهمهن المتواصل فهن يعلمن أن حملهن الدعوة هو فرض ربنا تعالى عليهن وقضيتهن المصيرية .
فنظرة حاملة الدعوة إلى الكون والإنسان والحياة تختلف عن نظرة غيرها من النساء،، فعلى سبيل المثال : نحن الآن نتهيأ لانتظار هلال العيد , فتكون نظرتها في هذا الموقف مختلفة عن نظرة مثيلاتها , فنظرتها إلى يوم التاسع والعشرين من رمضان وانتظار هلال العيد كنظرتها لاستقبال هلال الدولة الإسلامية .
فهي تصوم لأنه فرض ربنا عليها وتعلم أن العيد هو الجائزة والفرحة التي حباها الله إياها لقيامها بالفرض وتعلم أيضا أنه من الممكن أن تموت قبل رؤية العيد ولم تر تلك الجائزة والفرحة بعد، وهذا لا يثنيها عن قيامها بالفرض ,ولسان حالها يقول أن العمل لإقامة الدولة فرض والجائزة والفرحة هي وعد الله عز وجل بالنصر ومن الممكن أيضا أن تموت قبل رؤيتهما والتمتع بهما،، لكن هذا الأمر لا يلين لها قناة في القيام بالفرض لأنها محاسبة على الفرض وليست محاسبة على النتيجة .
والمدقق يرى أن الله عز وجل أوجد بعد كل مشقة عيدا , فبعد مشقة الصيام عيد , والجهاد مشقة وبعدها نصر , ومشقة الحج تبعها العيد , ومشقة العمل لإقامة الدولة يتبعها نصر بإذن الله وهو عيد وفرحة .
فالله تعالى يريد أن يمتحن إيماننا بما هو بعد المشقة،، فهنيئا لمن صام ولمن حج ولمن جاهد ولمن عمل لإقامة الدولة فكان عيده صفقة ثمرة يده .
فإذا نظرت حاملة الدعوة للإنسان غير الصائم تعتصر ألما على حاله وهي تعلم أنه سيندم عندما يأتي العيد،، وكيف لا يندم وقد أضاع الأجر العظيم والثواب الجسيم فمن صام عاش ومن أفطر عاش ومن عمل للدولة عاش ومن لم يعمل لها كذلك عاش لكن أنى يستوي الفريقان,) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (.
فعندما يأتي عيد بيعة الإمام يندم من لم يعمل لذلك حيث لا ينفع الندم ،،
) ما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير (.
ربط الله تعالى الفرح بموافقة أمره عز وجل: "للصائم فرحتان يفرحهما عندما يفطر ، وعندما يلقى ربه, هذا هو الفرح الحقيقي الذي يجب أن نبحث عنه ونجتهد له، أن نفرح بما شرع لنا ربنا عز وجل من عبادات، وبما أمرنا به من طاعات، وقد وعدنا بالثواب الجزيل والأجر العظيم ، قال ابن القيم رحمه الله تعالى " فليس الفرح التام والسرور الكامل والابتهاج والنعيم وقرة العين وسكون القلب إلا به سبحانه، فلا أحق منه بأن يفرح به، فلا فرحة ولا سرور إلا به، أو بما أوصل إليه وأعان على مرضاته. وقد أخبر سبحانه أنه لا يحب الفرحين بالدنيا وزينتها، وأمر بالفرح بفضله ورحمته، وهو الإسلام والإيمان والقرآن، كما فسره الصحابة والتابعون".
هذه هي نظرة حاملة الدعوة للعيد تنظر إليه من منظار العقيدة الإسلامية , ومن هذه النظرة يترتب عليها عدة أمور لليلة العيد , ففيها أيضا تزيد طاعتها لله عز وجل وتكثر الدعاء لأنه شهر مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات .
وحاملة الدعوة بجانب حملها للدعوة فهي لم تنس أنها أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان , فتهيئ زوجها وأبناءها ونفسها وبيتها لاستقبال هلال العيد بفرحة , وتذهب لأداء صلاة العيد حسب سنة رسول الله الذي حث على الخروج لصلاة العيد ،روى البخاري ومسلم عن أم عطية رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور .
وعند استقبال المهنئين بالعيد تجلس معهم على أساس يرضي الله وحسب شرعه تعالى ،، من الابتعاد عن الاختلاط المنهي عنه شرعا إلى الالتزام بأحكامه في لبسها وزينتها ،،إلى حسن استقبالهم وضيافتهم ،
اللهم أني أسألك بانقشاع الظلمة عن الغيوم الملبدة ان تعجل لنا بنصرك كي نرى هلال قدوم دولة الإسلام ....اللهم آمين
وندعو الله لكم مستمعينا الكرام أن يتقبل الطاعات وأن يأتي العيد وقد تحقق وعد الله ونصره ،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كانت معكم في شهر رمضان الكريم, في سلسلة حلقات يوميات حاملة دعوة في رمضان
خلافة راشدة