رمضان والخلافة- أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم- حذيفة بن اليمان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمد التائبين الطائعين المخلصين وصلي اللهم على سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
أيها المسلمون حديثنا اليوم بعنوان أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم
حذيفة بن اليمان صحابي جليل وصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين لا يعلم أحد بعد رسول الله إلا حذيفة.
قتل المسلمون أباه في غزوة أحد خطأ، فدفعت ديته لأبنه حذيفة فتصدق بها على فقراء المسلمين.
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة أحد، وأرسله صلى الله عليه وسلم ليطلع على أخبار قريش يوم الخندق فأتاه بالخبر الدقيق اليقين وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمار بن ياسر الصحابي الصابر على عذاب قريش.
أيها المسلمون قال عمر بن الخطاب يوماً لأصحابه تمنوا، فتمنوا ملء البيت الذي كانوا فيه ذهباً وجواهر وفضة ينفقونها في سبيل الله، فقال عمر: ولكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان فاستعملهم في طاعة الله، في الجهاد في سبيل الله.
أيها المسلمون بعث الخليفة عمر مالاً إلى أبي عبيدة وقال أنظروا ما يصنع، فقسم أبو عبيدة المال بين المسلمين ثم بعث بمال إلى حذيفة فقسمه أيضاً فقال عمر قد قلت لكم ما قلت فيهم وكان الخليفة عمر إذا استعمل عاملاً كتب عهده (قد بعثت فلاناً وأمرته بكذا) فلما استعمل حذيفة على المدائن استقبله الدهاقين فقراً على الناس عهده هذا فقال الدهاقين: سلنا ما شئت، قال أسألكم طعاماً آكله وعلف حماري ما دمت فيكم، فأقام فيهم مدة ثم كتب إليه عمر ليقدم عليه، فبلغ عمر قدومه فكمن له على الطريق فرآه عمر على الحال التي خرج من عنده عليها مما جعل عمر يأتيه ويلتزمه ويقول: أنت أخي وأنا أخوك.
أيها المسلمون بمثل هؤلاء الرجال تقوم الدول وتتم الفتوحات وينتشر الإسلام ويعم العدل وينحسر الفقر وتعدم البطالة ويعيش المسلمون في كرامة ورغد عيش وعزة.
لما تولى أمور المسلمين رجال لا يحكمون بشرع الله ولاهم لهم إلا أن يجمعوا الأموال ويرصدونها في مصارف الكافرين بالمليارات وإذا رحلوا عن الدنيا خلفهم أولادهم على الحكم ليستمر الذل والخور والضعف وتستمر المعاناة فأذلهم الله وأذل شعوبهم.
أيها المسلمون إن رفع المعاناة واجتثاث المنكرات واسترداد ما ضاع من الأوطان والمقدسات لا يتم إلا بعودة المسلمين إلى عقيدتهم نظام حياة وبعودة سلطانهم يحكمهم بما أنزل الله.
واعلموا إنما مثل الإسلام أيام الخليفة عمر مثل أمر مقبل لم يزل في إقبال فلما رحل عمر أدبر ولم يزل في إدبار واعلموا أننا اليوم في زمن يسود كل دولة منافقوها حتى وصل المسلمون إلى حال يعرض عليهم الخير والشر فلا يدرون أيهما يركبون.
فاعملوا أيها المسلمون لعودة الإسلام إلى حياتكم لتعزوا في الدنيا وتدخلوا جنات ربكم.
اللهم تقبل طاعاتنا، وصيامنا وصلاتنا وزكاتنا ودعاءنا وتضرعنا في هذا الشهر المبارك شهر رمضان الفضيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن