رمضان والخلافة- الإسلام يأتيه الناس بلا رسول
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
أيها المسلمون عدي ملك من ملوك العرب، عادى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أكثر من عاداه في بدء دعوته صلى الله عليه وسلم، كان عدي نصرانياً من أهل كتاب، ومن أشد الناس كراهة وحقداً على الإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عدي يأخذ ربع ما تغنمه قبيلته من الغزو والسطو والحرب جبراً.
لما سمع عدي هذا بقدوم جيش المسلمين إلى دياره، هرب إلى بلاد الشام، ونسي أخته التي وقعت أسيرة في يد المسلمين.
أيها المسلون طلبت أخت عدي أن يمن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفك أسرها، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبها، وكساها وأطلق سراحها، وعادت سالمة إلى أهلها في الشام.
ودار حديث بين عدي وأخته انتهى بذهاب عدي إلى رسول الله في المدينة، ودخل على رسول الله في المسجد فقال صلى الله عليه وسلم: «إيه يا عدي بن حاتم ألم تكن ركوسياً بين النصرانية والصابئة فقال عدي: بلى فقال صلى الله عليه وسلم: ألم تكن تسير في قومك بالمرباع أي تأخذ ربع ما يغنمون، فتأخذ منهم ما لا يحل لك في دينك، فقال عدي: بلى وعرفت أنك نبي مرسل، فقال صلى الله عليه وسلم: لعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في الإسلام هذا الدين ما تراه من حاجة المسلمين وفقرهم فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من قلة المسلمين وكثرة عدوهم، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف أحداً إلا الله، ولعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في الإسلام هذا الدين أنك ترى أن الملك والسلطان في غير المسلمين، وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم، وأن كنوز كسرى قد صارت إليهم».
أيها المسلمون عندها شهد عدي شهادة الحق وأسلم، وعمّر حتى تحقق ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا عدي ملك العرب، وأبوه حاتم الطائي رمز الكرم والجود مع عدائه للإسلام ولرسول الله جاء به مسلماً فلا يغرنكم أيها المسلمون قوى الكفر، ولا كثرة عددهم ولا غناهم، ولا أسلحتهم وبوارجهم، ولا تقدمهم الصناعي والعسكري والتقني فهم لا شيء أمام إصرار المسلمين، وقوة عقيدتهم، وثبات جندهم، وقد عشنا جبنهم، وضعفهم أمام المسلمين في العراق وأفغانستان، في لبنان وفلسطين والشيشان......
أيها المسلمون يا شباب رسول الله ويا أتباع الخلفاء الراشدين اعلموا بأن النصر ما كان يوماً بكثرة العدد، ولا بقوة العدة إنما النصر من عند الله، يهبه لمن هم أهلا للنصر وقد أخذوا بأسباب النصر بقوة العقيدة، وقوة الإعداد، وبمحض الإخلاص، والصدق عند اللقاء، فالتفوا أيها المسلمون حول الإسلام، وأعطوا ما في أعناقكم من بيعة السلطان للمسلمين، واعملوا بجد وإخلاص باستحقاقات النصر، لتغيير هذا الواقع الفاسد، واعملوا مع جند الخلافة الذين يعملون ليل نهار لاستئناف الحياة الإسلامية وعودة سلطان المسلمين في دولة عزيزة قوية لا خيانة فيها، ولا عمالة ولا ظلم ولا استخذاء لتكون لكم أيها المسلمون يا أصحاب الشعر الأسود، واللحى البيضاء، والجباه السمر لتكون لكم معه حياة كريمة عزيزة، ويحل عليكم رضوان الله عز وجل بدخول جناته.
اللهم تقبل منا وسائر المسلمين صيامنا وقيامنا وتضرعنا وصلاتنا وزكاتنا وصالح أعمالنا في هذا الشهر الفضيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن