إلى متى أيها المسلمون
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
حديثنا اليوم أيها المسلمون بعنوان إلى متى أيها المسلمون
قبيل دخول رأس الكفر أمريكا، ومعها أعوانها وحلفاؤها العراق، وقف المسلمون مذهولين، ينتظرون ويقولون متسائلين: هل ستدخل أمريكا العراق وتحتله، هل سيضربون المسلمين؟ متى؟ وكيف؟ وأين؟.
من سيسود علينا بعد ضربنا وتهجرينا وطردنا، إن لم يدخلوا علينا بيوتنا، فهل سيبقى الحصار؟ يمنعوننا أن نبيع نفطنا، ويمنعوننا من السفر، ومن الغذاء والدواء.
هكذا كانت الرواية تتكرر في كل بلد، في كل قطر يداهم الخطر بلاد المسلمين في العراق والسودان، وفلسطين، وأفغانستان....
يسلبون أرضنا ويهدمون بيوتنا، ويقتلون شيوخنا ونساؤنا وأطفالنا، إهانات وإذلال وقمع وتجويع وتنكيل واعتقالات وتفجيرات لا يرضى بذلك مسلم حر عزيز.
أيها المسلمون حكامنا قرارهم ليس بأيديهم، وسياستهم لا تنبع منهم، لا إرادة، ولا رأي لهم، ولا سيادة إلا على رعاياهم تبعية تامة لأعداء المسلمين.
الأعداء يحشدون بوارجهم، وأساطيلهم لضرب المسلمين في كل مكان، ومن تصيبه القارعة من المسلمين يستصرخون، ويستنصرون ويستغيثون، وكأنهم في واد سحيق، لا يجيب أحد النداء مع أن المسلمين يملئون السهل والجبل، وهم أمة واحدة وعقيدتهم واحدة، جيوش من أبنائهم، والسلاح من عرق جباههم، والأرض أرضهم، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال، ولا يعاهد في سلم إلا على سواء من كلام الله وعدل ربهم.
أيها المسلمون يقرون ويتأكدون بأن المخرج والخلاص بالعودة إلى الإسلام ليكون نظام حياة، ولا محصوراً في العبادات وبالتخلي عن تبعية الكافرين، وإلغاء كل المعاهدات والمواثيق التي أبرمت مع الكافرين.
يوقنون بأن سلطان المسلمين مغتصب، وفي عودته يكون هو المنقذ، وهو الأمل، قناعات لم تتحول إلى عمل حتى ما عاد للكلام قيمة من غير امتثال والتزام وتطبيق.
أيها المسلمون إنكم قوة ما بعدها قوة، قوة الإيمان، قوة العقيدة، قوة الاقتصاد، قوة الجيوش، قوة التغيير والإخلاص في الجهاد والبناء.
والعدو يراهن على أمرين اثنين فيكم هما: عدم الوعي فيكم على دينكم، وعلى أعدائكم، وعلى حكامكم والثاني هو: الوهن الذي أنتم فيه، والخوف على الرزق، على المكاسب والمنافع، الخوف على الأبناء والمصالح، حب الدنيا وكراهية التضحيات، وتكاليف العزة والأمجاد.
أيها المسلمون الأمة التي ترفض العزة وهي قادرة على أن تكون عزيزة وترفض النصر وهي أمة الجهاد والتضحيات هي أمة مهزومة من الداخل، أمة تحرص على ذاتها ولا قيمة عندها للشأن العام شأن المسلمين، أمة هذه حالها يعذبها الله في الدنيا على أيدي الظالمين من أهلها والمستكبرين من أعدائها.
أمة جربت الصراع مع يهود في غزة وجنين، في الخليل وبيت المقدس، في لبنان وكثير من المواقف والمواجهات.
أمة تقف هذا الموقف المذل يعذبها الله بالجوع والحرمان والبأس الشديد والضياع.
أيها المسلمون الأمة التي لها تاريخ وماض مجيد، لها فتوحات وانتصارات مهما كانت اليوم ضعيفة فسلاحها في عقيدتها، في مبدئها هي أمة قوية لا تموت، أمة تتحطم كل القوى على سواعد أبنائها، هي الأمة المسلمة التي مرت عليها أحداث جسام، سقطت إلى حين ولكنها لم تمت وبقيت تناهض وتقاتل وتجاهد حتى نصرها الله، نصرها الله في حطين، وعين جالوت، في حطين حيث قوى الاستكبار من الصليبين، وفي عين جالوت حيث التتار بعد أن وحدت صفوفها وقلوبها، وأخلصت الجهاد في سبيل الله وجعلت الإسلام، هو الذي يدخل المعركة، هو الذي يحركها، ويجمع قوتها ويلم شعثها ويرعاها، وجعلت ولاءها لله تجاهد من وراء دولة لهم سلطان لهم خليفة يقوم على رعايتهم وحمايتهم، يقودهم في معارك العزة والشرف وبصحبة جنود الله.
أيها المسلمون إن فشلكم اليوم يكمن في ركونكم إلى الظالمين الذي مزقوكم في كيانات ودويلات ، وجرعوكم كؤوس الذل والهوان والضعف.
وفي إقصائكم الإسلام عن حياتكم، وإبعاده عن التطبيق، وفصله عن حياتكم.
اعلموا أن أخوف ما يخافه الأعداء هو عودة الإسلام إلى حياتكم، هو عودة الأمة إلى دينها وعقيدتها، هو أن يدخل الإسلام المعركة مع أعدائكم.
ولذلك يركز العدو على ترسيخ مفاهيم الكفر، مفاهيم الديمقراطية، والانحلال والعلمانية، حتى ملئوا كل حياتكم بالفساد والمنكرات، ونالوا منكم أيما نيل بإفساد نسائكم، ومناهج التعليم في مدارسكم وإشاعة الفوضى، فوضى الجنس والربا، باسم إطلاق الحريات وحقوق الإنسان.
اللهم قيض لهذه الأمة أمة الإسلام من يقودها إلى سواء السبيل بتطبيق شرع اله والجهاد في سبيل الله.
اللهم تقبل منا طاعاتنا وصيامنا وقيامنا وتنفلنا وصلاتنا في هذا الشهر المبارك شهر رمضان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن