صور من حياة الصحابيات- أم حكيم بنت الحارث
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم وبعد :-
حياكم الله معنا في استوديو البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
لقد ذكر التاريخ مواقفَ الرجال الذين وقفوا في وجه الباطل كعمر بن الخطاب وقادوا المعارك التي غيرت من وجه الكرة الأرضية مثل خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح ، وهناك أيضا من النساء اللاتي وقفن مواقف العزة والكرامة كما الرجال ، ولقاؤنا اليوم مع صحابيةٍ جليلةٍ قتلت سبعة من الروم ، وهي أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية بنت أخي أبي جهل
عمرو بن هشام عدو الله ورسوله، وأمها فاطمة بنت الوليد.
هذه الصحابيةُ التي عُرفت بعقلها الثاقب وحكمتها النادرة .
زوجَّها أبوها الحارث في الجاهلية من ابن عمها عكرمة بن أبي جهل وهو من النفر الذين أعلن رسول الله صل الله عليه وسلم عن إهدار دمهم ،، فلما انتصر المسلمون وتم فتح مكة هرب عكرمة إلى اليمن وهو يعلم ما توعده رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . ودخل الناس في دين الله أفواجا وأسلم الحارث بن هشام وأسلمت ابنتُه أم حكيم فحسن إسلامها وكانت من اللاتي بايعن رسولَ الله عليه أفضل الصلاة والسلام, وشعرت أم حكيم بحلاوة الإيمان تملأ كيانها فتمنت أن يذوق حلاوة الإيمان ولذَتَه ،،أحبُ الناس إليها وأقربُهم إلى نفسها زوجها عكرمة بن أبي جهل.
وقادتْها حكمتها وعقلها إلى الذهاب إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-تطلب الأمان لزوجها إذا عاد مسلما. وغمرت السعادةُ قلبَها وهي تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفحُ عنه ويؤمِّنُه على نفسه. واندفعت أم حكيم مسرعة تتْبع زوجها الهاربَ لعلها تدرِكُه قبل أن يركب البحر
وعانت من وحشة الطريق وقلة الزاد ولكنها لم تيأس ولم تضعف فالغاية عظيمة يهون من أجلها الكثير الكثير وشاءت قدرة الله أن تدرك زوجها في ساحل من سواحل تهامة وقد كاد يركب البحر. فجعلت تناديه قائلة: يا ابن عم.. جئتك من أوصل الناس وأبرِّ الناس وخير الناس فلا تهلك نفسك وقد استأمنت لك منه فأمَّنك.
فقال لها عكرمة: أوَقَد فعلتِ ذلك؟
قالت : نعم.
ثم أخذت تحدِّثُه عن شخص الرسول الكريم وكيف دخل مكة وكسَّر أصنامها وكيف عفا عن الناس بقلبه الكبير ونفسه المنفتحة لكل إنسان .
وهكذا نجحت أم حكيم بزرع البذور الطيبة في نفس زوجها وعادت به إلى رسول الله ليعلنَ إسلامَه بين يديه ولِيُجدِدَ بهذا الإسلام شبابا كاد أن يضيع في ظلمات الجهل والوثنية.
وفتح رسولُ الله ذارعيه ليحتويَ الشابَ العائدَ ليعلن ولاءَه لله ولرسوله.
وما كاد عكرمة ينهل من نبع العقيدة الإسلامية حتى فجَّرت في نفسه إيمانا صادقا وحبا خالصا دفعه إلى أرض المعركة ومن ورائه من بنيه كل قادر على حمل السلاح. وعلى أرض المعركة بايع عكرمة أصحابه على الموت في سبيل الله وصدق اللهَ فصدقه ،وحاز على وسام الشهادة في سبيل الله.
وهذا الموقف لم يُحدث في نفس أم حكيم أي أثر؛فهي مؤمنة صابرة ولم تجزع رُغم استشهاد أخيها وأبيها وزوجها في نفس المعركة .بل وكيف تجزع وهي تتمنى لنفسها أن تفوز بالشهادة مثلهم ،والشهادة أسمى وأنبل ما يتمناه المؤمن الصادق .
وبعد انقضاء عدتها،خطبها قائدُ المسلمين الأموي خالد بن سعيد رضي الله عنه ، فلما كانت وقعة مرج الصفر أراد خالد أن يدخل بها فقالت له أم حكيم: لو تأخرت حتى يهزم الله هذه الجموع. فقال:إن نفسي تحدثني أني سأُقْتل. قالت :فدونك. فأعرس بها عند قنطرة عُرفت فيما بعد بقنطرة أم حكيم.
ثم أصبح فأولموا فلما فرغوا من الطعام حتى وافتهم الروم واندفع العريس القائد إلى قلب المعركة يقاتل حتى استشهد، فشدت أم حكيم عليها ثيابها، وقامت تضرب الروم بعمود الخيمة التي أعرست فيها فقتلت من أعداء الله يومئذ سبعه منهم.
فيا له من عرس!! ويا لها من صباحية للعرس!!
وهكذا المؤمنات المجاهدات الصابرات عرسهن في الميدان وصباحهم جهاد وقتال.
ولا غرو في ذلك فأم حكيم هي ابنة أخت سيف الله المسلول خالد بن الوليد.
فرحم الله أمَ حكيم المرأة المؤمنة الوفية المخلصة ، أنقذت زوجها من الضلال والكفر إلى نور الإسلام وقاتلت بنفسها أعداء الله فجزاها الله عن دينها خير الجزاء وجعل الله من بناتنا ونسائنا ممن يحملون الدعوة الإسلامية .