نفائس الثمرات الأولياء الأتقياء
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا عبد الله حدثني أبو زكريا البلخي ، ثنا معتمر بن سليمان ، عن الفرات بن سليمان : أن الحسن بن أبي الحسن كان يقول : « إن لله عبادا هم والجنة كمن رآها ، فهم فيها متكئون ، وهم والنار كمن رآها فهم فيها معذبون ، قلوبهم محزونة ، وشرورهم مأمونة ، وحاجاتهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة ، أما الليل فصافة أقدامهم ، مفترشو جباههم ، يناجون ربهم في فكاك رقابهم ، وأما النهار فحلماء علماء ، أبرار أتقياء ، براهم الخوف ، فهم أمثال القداح ، ينظر الناظر ، فيقول : مرضى وما بهم من مرض ، ويقول : قد خولطوا أو قد خالط القوم أمر عظيم ».
حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد بن الحسين ، ثنا راشد أبو سعيد ، حدثني عاصم الخلقاني ، قال : قال الربيع بن عبد الرحمن : « إن لله عبادا أخمصوا له البطون عن مطاعم الحرام ، وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام ، و أهملوا له العيون لما اختلط عليهم الكلام ، رجاء أن تبين ظلمة قبورهم ، إذا تضمنتهم الأرض بين أطباقها ؛ فهم في الدنيا مكتئبون ؛ وإلى الآخرة متطلعون ، بعدت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت ، فرأت فيه ما راجت من عظيم الثواب ، فازدادوا والله بذلك جدا واجتهادا عند معاينة ما انطوت عليه آمالهم ، فهم الذين لا راحة لهم في الدنيا ، وهم الذين تقرأعينهم غدا بطلعة ذلك الموت عليهم » ، قال : « ثم يبكي حتى يبل لحيته ».
كتاب الهم والحزن لابن أب الدنيا