مع الحديث الشريف أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أورد الإمام مسلم في صحيحه، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: ( أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا )
قال أبو العباس رحمه الله تعالى: ( إن عامة ما ذم الله به المشركين من الدين المنهي عنه إنما هو الشرك والتحريم، والشرك أصله ترك المأمور به من عبادة الله، وإتباع رسله وتحريم الحلال فيه ترك ما أمروا به من الاستعانة به على عبادته وظهر هذين الذنبين في المنحرفة من العلماء والعبّاد والملوك والعامة ).
إن الشياطين لا تجتال إلا كل أفّاكٍ أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه فيوليها ظهره كأنه لم يسمعها، أولئك الذين لا يتحصنون بحصانة الإسلام فكرة وطريقة ومنهاج حياة، بل استمرؤوا الجهل وإتباع الأشخاص بدل إتباع الأفكار الصادقة. ومصدر كل اجتيال هو عدم تحمل المسئولية اتجاه فهم الدين من الأفراد والجماعات والكيانات من المصادر الصحيحة، فيسود الجهل والضلال ثم الإشراك والعياذ بالله، لذلك كان عالِم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد فبوجود العلم والعلماء العاملين ينتفي الجهل والضلال.
والجهة التي ترعى وجود العلوم الشرعية وكافة المعارف الصحيحة إنما هي دولة الخلافة والتي بوجودها لن تسمح للشياطين أن تجتال أحداً من الأمة أفراداً أو جماعات، فالعمل للخلافة من الفقه والعلم والقعود عنه من الإثم والجهل، فاللهم اجعلنا من جنود الخلافة وشهودها.