إلى دعاة المساواة بين الرجل والمرأة نقول:
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
خلق الله الإنسان بنوعيه الرجل والمرأة وهيأهما لخوض معترك الحياة وبين أهمية ودور كل منهما في المجتمع وجعل بينهما علاقات ونظمها بنظام اجتماعي محدد، هو جزء من نظام كامل، ووفقا لأحكام عينها الشرع، فالمرأة يا من تطالبون بحقوق المرأة نظر الإسلام إلى نوعها الإنساني وبحث في إمكانياتها فخصص لها أحكاما معينة، وبحث في إمكانيات الرجل وخصص له أحكاما أيضا، في حين أنه أشركهما في أحكام عامة لا تخص طبيعة خلق كل فرد منهما ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ فأين مساواتكم في أبحاثكم؟ هل بحثتم في أمر المرأة كما الرجل، وخصصتم نظاما خاصا باجتماعهما كما الإسلام؟
إن الغرب لم يخصص نظاما اجتماعيا ينظم علاقة المرأة بالرجل، بل إنه باسم التحرر أطلق العنان لكل واحد منهما ليسير تبعا لهواه وتبعا لمصالح يبحث عنها عند الطرف الآخر دون مراعاة لإنسانيته.. فهل هذه هي الحقوق التي تنادون بها؟!
انظروا للنظام الاجتماعي في الإسلام كيف بحث في واقع المرأة كأمٍّ فخصّها بأحكام الرضاعة والحضانة، وبيَّن حقوقها المالية والرعوية الواجبة لها على الرجل كالمهر، وعرَّفها حقها في طلب الطلاق حين تصبح حياتها مع زوجها صعبة وتنعدم سبل التوفيق بينهما... فهل في مبدئكم الفاسد شيء من هذه الحقوق التي بينها الله للمرأة ووضح ما لها وما عليها مراعاة لها؟؟؟
قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ أي خلق لكم من جنسكم إناثاً تكون لكم أزواجاً ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾، كما قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ يعني بذلك حواء خلقها اللّه من آدم من ضلعه الأيسر، ولو أنه تعالى جعل جميع بني آدم ذكوراً، وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم، إما من جانٍّ أو حيوان، لما حصل هذا التآلف بين الطرفين، ولَنَفَرَ كلُّ زوج من زوجته لاختلاف جنسيهما، ثم من تمام رحمته تعالى ببني آدم أن جعل بين الزوجين ﴿مَّوَدَّةً﴾ وهي المحبة ﴿وَرَحْمَةً﴾ وهي الرأفة، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾. فانظروا لعظمة الله بخصوص العلاقات بين المرأة والرجل وكيف أنه سبحانه حرص أن يكونا من جنس البشر، فهل في نصوص نظامكم مثل هذا الأمر؟؟؟
سبحان الله الذي جعل علاقة المرأة بالمرأة والرجل وبالرجل لا تحتاج لنظام كامل ينظمها، بل تحتاج لبعض الأحكام، أما علاقة المرأة بالرجل فتحتاج لنظام يحددها ويبين لنا كيف تكون وما الواجب اتباعه، لأن علاقتهما تنتج عنها أمورٌ كثيرة، كالزواج والإنجاب والكفالة والحضانة والرعاية... وتحدد مسؤولية كل واحد منهما... فنظم الإسلام كل هذا وجعل لكل واقعة حكما خاصا بها حرصا منه سبحانه على النفس الإنسانية.
ومنذ أن تخلى الناس عن الالتزام بالنظام الاجتماعي الإسلامي في حياتهم بدأت حياتهم تدريجيا يشوبها القلق والاضطراب وتغليب المصلحة، ونزعت الرحمة من بيوتهم وافتقدت المرأة إنسانيتها وعادت مجرد أنثى تتلاعب بها الأهواء وتسخّرها ميول الرجال، ثم يقولون حضارة وتحرر، فأي حضارة وأي تحرر هذا الذي يقودنا للوراء؟!
أعده للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فريق صفحة المرأة والشريعة على الفيسبوك