الثلاثاء، 22 صَفر 1446هـ| 2024/08/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل تحولت مصر إلى بلد متسولة في عهد السيسي؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل تحولت مصر إلى بلد متسولة في عهد السيسي؟

 

من يتابع حجم وكمية ونوعية الإعلانات من مصر التي اكتسحت المحطات التلفزيونية في الفترة الأخيرة والتي هي إعلانات تحت المانشيت "تبرعوا.." لخلص إلى نتيجة وحيدة وهي أن الدولة في مصر خلعت يدها من الشعب وقالت له "غور في داهية.. دبروا أنفسكم بأنفسكم"!


فهذا طبيب مخضرم يخرج في أحد الإعلانات ويخاطب الناس: "هذه مسؤوليتكم إن لم تتبرعوا.. الناس حيموتوا!" وهذا فنان يتنطط من عائلة لأخرى يعانقها ويضاحكها ثم يقول: "هذا بفضل الذين تبرعوا وأنقذوا هذه العائلات"، وذاك مدير مستشفى يقول: "هذا المستشفى يعيش مائة بالمائة على مساعداتكم!" وهكذا تتكرر الإعلانات واحدة تلو الأخرى تستجدي الناس "تبرع ولو بجنيه" وكأن الإعلانات تحاصر الناس وتضغط عليهم وتخاطبهم قائلة لهم: إن لم تتبرعوا فالمرضى لن يتلقوا العلاج والأسر ستتفكك والأولاد ستتيتم.. أنت المسئول أيها المصري!!


سياسة ذليلة دنيئة هدفها إشغال الناس بهموم غيرهم وإبعادهم عن فكرة التغيير وإغراقهم في جَلْدِ الذات حتى لا يخرجوا من دوامة خبيثة رسمها لهم ونفذها نظام عدو لمصر ولأهلها يقودها رويبضة لا مثيل له هو السيسي. وهكذا وبكل سهولة يحل السيسي مشكلة دولته الفاشلة وذلك بالهروب إلى الأمام، فقد أيقن أن جمهورية مصر العربية فاشلة بامتياز ومهما أدخل من ترقيعات على نظامها لن ينصلح شيء لأن ما بني على باطل فهو زائل لا محالة ولن ينصلح، ولذلك حوّل المسؤولية في هذا التخلف والفشل من مسؤولية الدولة ورئيسها إلى مسؤولية الشعب وانتهى.


وهنا يطرح السؤال نفسه، ما هي مهمة الدولة وما هي مسؤولية رئيس الدولة؟


في النظام الرأسمالي معلوم أن رئيس الدولة هو أجير عند الشعب ينفذ ما يريده شعبه من سياسات انتخبه على أساسها ولهذا يحاسبه إن خرج عنها أو يعاقبه إن لم ينفذها بأن لا ينتخبه ثانية.


أما في النظام الإسلامي فإن رئيس الدولة ليس أجيراً عند الأمة الإسلامية، بل ينوب عنها في تنفيذ الشرع وفي رعاية شؤونها، لهذا تختاره الأمة وتبايعه على السمع والطاعة ما أقام شرع الله فيها. وكونه ليس أجيراً ينزهه عن الولوغ في مالها فهو قوّام على أموال الأمة ولكن لا حق له فيها، ولهذا احتار الصحابة في أمر خليفة رسول الله الأول حين ذهب يريد العمل فقالوا له: أتعمل وأنت الخليفة فمن يرعى شؤون الأمة؟ فأجابهم ومن يطعم عيالي؟ فتشاوروا في الأمر فأجمعوا أن يأخذ الخليفة من أموال المسلمين ما يكفي حاجته وعياله بالمعروف.


وكونه يرعى شؤونها فإن من تمام الرعاية العمل على توفير ما تحتاجه من أمان وأمن وتطبيب وتوفير أسس الحياة والمعيشة الكريمة. لذلك قال عليه الصلاة والسلام: «من ترك مالاً فلورثته ومن ترك كلاً فلنا» أي للدولة، وهذا فَهم الخلفاء من بعده من مثل قول عمر بن الخطاب لمن خرج مجاهداً وترك عياله: "أنا أبو العيال" أي أن الدولة ترعاهم. ومن ذلك أيضاً توفير التطبيب وتأمين حاجات من لا يستطيع القيام بها بنفسه لعجز أو عاهة أو مرض...


جاء في المادة 156 من مشروع دستور دولة الخلافة المتبنى من حزب التحرير ما يلي: (تضمن الدولة نفقة من لا مال عنده ولا عمل له، ولا يوجد من تجب عليه نفقته، وتتولى إيواء العجزة وذوي العاهات). وكذلك في المادة 164: (توفر الدولة جميع الخدمات الصحية مجاناً للجميع،..) من كتاب نظام الإسلام لحزب التحرير.


فأين السيسي وأمثاله من هذا التشريع الحنيف الذي دعا - لا بارك الله فيه ولا في دعوته - إلى تجديد الخطاب الديني فيه بل وإلى تعديل القرآن وتغيير الأحكام الشرعية التي وصفها بأنها تأتي بالإرهاب وبالخوف لباقي العالم.


إن فراعنة مصر لم يفلحوا على مدى العصور إلا في إذلال رعيتهم وقد نصر الله أهل مصر وأنقذهم من فراعنتهم حتى أتى الفرعون المجرم السادات فأهانهم وذهب بهم إلى أحضان يهود وباعهم فلسطين وقبل بهم كجيران وطبع العلاقات بين مصر ودولة يهود المغتصبة لأقصانا. ولم يستطع أن يسكت ويكمم الأفواه إلا بملء المعتقلات بأبناء المسلمين الذين اجتمعوا على خلعه ورميه إلى هاوية سحيقة مع الفراعنة الأولين. ولأن الأمة في بلد عمرو بن العاص وعبد العزيز بن مروان والذي ترعرع فيه خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز، ولأنها لا تسكت على ضيم فقد انتفضت في ثورة أسطورية عام 2011م فاجأت العالم وشلت يد أمريكا وداست على سمسارها الرخيص حسني مبارك، ولكن هناك على ما يبدو من لا يعتبر ولا يفهم الدرس حتى يُداس بنعال الأمة.


لكن الفرعون الحالي الطاغية السيسي فاق كل فراعنتها الكفرة الفجرة بمحاربته لكل ما هو إسلامي، ونستطيع أن نقول بكل ثقة أن مصر في عهد السيسي أصبحت كسوريا في عهد البعث والأسد.. دخلت في نفق مظلم وتعيش في كابوس رهيب لا منقذ لها منه إلا الله تعالى.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. هشام البابا
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع