الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات
صلاح حال أمّة الإسلام بصلاح شبابها.. قلبها النّابض وطاقتها الفعّالة!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

صلاح حال أمّة الإسلام بصلاح شبابها..


قلبها النّابض وطاقتها الفعّالة!!


ضمن حملة القسم النسائي "الشباب المسلم: روّاد التغيير الحقيقي"

 


لا يختلف اثنان حول ما يعانيه شباب العالم الإسلامي من تحدّيات حتّى يحافظوا على هويتهم وعلى مفاهيمهم الإسلامية. يواجهون عواصف قويّة لتجرفهم نحو الفساد والإباحية في غياب دولة تحصّنهم وتذود عنهم إضافة إلى تلاشي تأثير العلماء في حياتهم مما سهّل على الغرب استمالتهم نحو حضارته والانقضاض عليهم فريسة سهلة للتغريب والرمي بهم في غيابات الضياع والفساد.


كُبِّل شباب الأمّة الإسلامية بحبائل التغريب في كلّ مجالات حياتهم وجنّد الغرب لذلك كلّ وسائله؛ ولعلّ القنوات الفضائية أبرزها حيث تمّ توظيفها لمخاطبة شهوات الشباب وإثارة غرائزهم، فصارت عقول الشباب لا تعمل إلا للتفكير في الحصول على لباس هذا النجم السينمائي أو ركوب سيارة كسيارة ذاك أو البحث عمّا تأكل تلك الممثلة لتمتلك رشاقتها وجمالها...!! وصار المشاهير والنجوم هم القدوة والمثال الذي يحلم به الشباب ويتنافسون ليكونوا مثله!!


ففي تونس - على سبيل الذكر لا الحصر - حين لا ترى أعين شباب الأمّة سوى قنوات تنشر الرّذيلة والشذوذ وتعمل على إبراز وتلميع صورة نخبة من المجتمع تمجّد الإباحية وتنتقد الحياء والأخلاق والمثل فتأتي بها في البرامج التلفزيونية لتستهزئ بمن يتمسّك بأحكام من الإسلام وتجعله في موقع مساءلة واتهام... حين يرى الشباب في كلّ قناة يضغط على زرّها نفس الوجوه التي صارت تجاهر بكرهها للإسلام ولأحكامه بل وتتجرّأ فتصرّح "خمّاراتنا خير من مساجدهم!" فإنّ ذلك يؤذيه ويجعله يشعر بالضعف ويرمي به ليعيش وَهْناً وضياعاً ويسهل على عدوّه قهره وزرع ثقافة عجز الأمّة وهزيمتها، إن قدّر لها خوض معركة تبحث فيها عن شرفها وعزّها ومجدها.


لمّا تتحدّث هذه النخبة بكلّ ثقة وتستأثر بالحضور والمشاركة في البرامج التلفزيونية لتبثّ سموم أفكارها فإنّ المشاهدين - وخاصّة منهم الشباب - لن يجدوا حرجا في معاقرة الخمر وتناول المسكرات وقد صارت على الملأ "عادية"، بل ويُتباهى بها، فيلقى متعاطوها والمشجعون عليها هذا الاهتمام البالغ. هذا وتزيد في تيه الشباب وإفساده ظاهرة الإدمان التي انتشرت بين صفوفه بتشجيع من الدولة التي لا ترى مانعا في إسقاط تجريم التعاطي بدعوى المحافظة على مستقبل هذا الشباب إن هو عوقب وسجن!!! أيّ مستقبل ينتظر هذا الشباب وقد وقع بين أنياب مجرمين يروّجون لهذه المخدّرات ويعملون على أن يفتكوا به ويجعلوا منه شبابا تافها ضائعا مائعا؟!!


تزامن هذا المدّ نحو تغريب الشباب وصرفهم عن الطريق وتشكيكهم في دينهم مع ما يعانيه هذا الشباب من بطالة وفقر وقلّة حيلة أمام مغريات الحياة، وأمام عجز الحكومات عن توفير العمل لهذه الطاقات التي تريد أن تبذل الجهود لتحقيق آمالها وأحلامها لكنّها تقابل بالتضييع واللامبالاة فتصرف نحو طرق ملتوية ترمي بها في عالم الجريمة.


يواصل الغرب تشكيك الشباب في الإسلام على أنّه دين قادر على تخليصهم وتخليص أمّتهم مما تعانيه من هموم، كما يقوم إضافة إلى ذلك بتشويه علماء الإسلام ونعتهم بالإرهاب والرجعية؛ مما أدّى إلى أن يحيا هؤلاء الشباب في متاهات لا نهاية لها. فلا شخصية متّزنة ولا ثوابت ولا عقيدة ولا هوية. ممّا دفعهم إلى الارتماء بين براثن مفاهيمه يحسبونها الحضن الدافئ الذي سينقذهم مما هم فيه وينتشلهم من التهميش والفقر والظلم والقهر.


يذكر محمد محمد حسين في الجزء الثاني من كتابه "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر" قولة جِبْ: "لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرته تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة"، ثم يتوجه بالشكر ويقول: "لقد علّمنا المسلمين أن الإسلام لا يمكن أن يحكم الحياة"، نعم لقد سعى الغرب لتعليم المسلمين أنّ الحياة لا بدّ وأن تنفصل عن الدّين وأنّ الإسلام لا يمكنه حكمها.


ولأنّه يعلم جيّدا أنّ الشباب هم عدّة الأمّة وهم أملها بل هم الشعلة المضيئة والقلب النابض، فإذا ضاعوا ضاعت الأمّة، فقد عمل الغرب وركّز جهوده واستهدفهم حتّى يقضي على الطاقة الفعّالة التي تهدّد وجوده إن هي صلحت ووعت دورها ومسؤوليتها في نهضة الأمّة لأنّ في ذلك صلاح الأمّة واستعادتها مجدها وعزّها؛ لهذا تكالب على النيل من هذه الطاقة بكل الوسائل.


فلتعلموا أيّها الشباب أنَّ الإسلام دين ومنه دولة، عقيدة وشريعة، عبادات ومعاملات ولا يمكن الفصل بينها، وعلى كلّ مسلم غيور على دينه أن يعلم أنّ عقيدته أرسلها ربّ عليم كريم رحمة للعالمين، وهي وحدها القادرة على تسيير الحياة وفيها معالجات وحلول لكلّ القضايا والمشكلات، ولا حاجة له بغيرها، فعليه العمل الجادّ للتغيير الحقيقي حتّى تعود الشريعة الإسلامية نبراسا يضيء درب الإنسانية!

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت

وسائط

3 تعليقات

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الأربعاء، 20 نيسان/ابريل 2016م 19:59 تعليق

    اللهم اهدي شباب هذه الامة لما فيه خير ومرضاة الله تعالى

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 20 نيسان/ابريل 2016م 19:08 تعليق

    جزاك الله خيرا أختي الفاضلة

  • khadija
    khadija الأربعاء، 20 نيسان/ابريل 2016م 19:07 تعليق

    جزاك الله خيرا أختي زينة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع