- الموافق
- 2 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن السعيد بثرواته وموقعه،
تغزوه ظاهرةُ التسول بسبب شقائه بحكامٍ عملاء!
أصبح التسول ظاهرة منتشرة في جميع مدن اليمن، وبشكل غير مألوف؛ فلا تكاد تجد جامعاً إلا وفيه رجال ونساء مع أطفالهم، يطلبون من المصلين ما يسد رمقهم ويشبع بطونهم... ولا تمر في جولة (دوار) أو أماكن الازدحام؛ إلا وتجد نساء، وشباباً، وشابات، وأطفالاً، وعجائز يطلبون الصدقات من المارة، وسائقي السيارات... ولا تدخل سوقاً؛ إلا وتجدهم... ولا مرفقاً من المرافق العامة، ولا حرماً جامعياً؛ إلا وتجد متسولين... حتى البيوت لم تسلم منهم؛ فيقرعون أبوابها في أي وقت؛ فقد أصبح التسوّل في الليل والنهار!!
وقبل أن نتطرق لعلاج هذه الظاهرة نذكر أهم أسبابها وهي:
1- تطبيق النظام الرأسمالي القائم على الجشع والنفعية، والذي بدوره يسبب الشقاء للناس، ويزيد الأغنياء غنى والفقراء فقراً وتعاسة.
2- كثرة النزوح والتهجير للناس من مناطقهم التي تشهد حرباً ضروساً بين المتصارعين العملاء، وعدم توفير القوت الأساسي، والسكن للنازحين.
3- كثرة البطالة، وكثرة الأيدي العاملة، وخاصة مع توقف كثير من القطاعات عن العمل؛ مثل: القطاع العقاري، والقطاع التجاري، والقطاع الصناعي، بسبب الوضع الذي تمر به البلاد.
4- عدم وجود الرعاية من الدولة للناس في الشمال والجنوب.
5- عدم صرف المرتبات.
6- هبوط سعر الريال وغلاء الأسعار بشكل جنوني وخاصة المواد الأساسية كالقمح والرز والزيت، والارتفاع ليس بالأمر الهين بل تراوح بين 200% و300% بسبب الصراعات القائمة، والتدهور الاقتصادي.
7- التضييق على المغتربين وخصوصاً العاملين في مملكة آل سعود مما اضطر العديد منهم إلى الرحيل والعودة إلى دياره، والكثير منهم كان يَعول الأعداد الكبيرة من أهله ويؤمّن لهم نفقات الحياة.
8- وقبل هذا وذاك، عدم تطبيق نظام الإسلام في ظل دولة، والذي يضمن لكل فرد من أفراد الرعية إشباع حاجاته الأساسية من مأكل ومسكن وملبس...
أما علاج هذه الظاهرة؛ فيتمثل في:
1- تطبيق أحكام الإسلام ومنها النظام الاقتصادي والذي يضمن إشباع الحاجات الأساسية لكل فرد، ويساعده على إشباع حاجاته الكمالية والتحسينية.
2- تنظيمه الدقيق والعادل للملكيات حيث قسم الملكيات إلى ملكية فردية، وملكية عامة، وملكية دولة، حسب أحكام الإسلام، وتوزيع الملكيات العامة على الرعية وفق أحكام الإسلام، والتي بدورها توفر العيش الكريم لكل رعايا الدولة.
3- أخذ الزكاة (زكاة الأموال وزكاة الماشية وزكاة الزروع والثمار وزكاة عروض التجارة) وتوزيعها على مستحقيها والأصناف المحددة.
4- فرض الإسلام على الورثة الأغنياء أن ينفقوا على أهاليهم الفقراء.
5- رعاية المعاقين فعلاً (غير القادرين ولا معيل لهم) وهم الذين أهاليهم فقراء، والمعاقين حكماً (القادرين على العمل، ولم يجدوا عملاً وهم فقراء وأهاليهم لا يستطيعون النفقة عليهم)، فعلى الدولة أن توجد البيئة التي توفر لهم فرص العمل أو تنفق الدولة عليهم من بيت مال المسلمين حتى يجدوا أعمالاً.
إن كل هذه المعالجات لن توجد عملياً ولن تطبقها إلا دولةٌ تطبق الإسلام، وتنفذ أحكامه؛ وهي دولة الخلافة الراشدة التي سوف تقضي على ظاهرة التسول نهائياً، وتضمن للفرد إشباع حاجاته الأساسية (المأكل والملبس والمسكن)، وتضمن للمجتمع مجاناً الأمن، والتطبيب والتعليم، والماء والطاقة (الكهرباء)، والطرق... وهذا يوجد الحياة الكريمة والعيش الرغيد لكل رعايا الدولة.
فيا أهلنا في اليمن! اعملوا مع حزب التحرير لإقامة دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتفوزوا برضا الرحمن وتنعموا بعيش كريم تحت ظل دولة الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حجري سرحان – اليمن
وسائط
2 تعليقات
-
وهل أثرت الحرب على أولي الكراسي والمناصب حسبنا الله فيهم ، اللهم يسر للأمة سبل الخلاص
-
"لو كان الفقر رجلا لقتلته" .. هكذا قال سيدنا على بن أبي طالب عن الفقر الذي أصبح من أخطر أمراض العصر التي تطارد الملايين المسلمين وذلك على الرغم من تواجدهم بمنطقة جغرافية تزخر بالموارد الهائلة من نفط وغاز طبيعي وثروات معدنية وثروات المحاجر التي تعج بها الصحاري العربية، ومن الأراضي القابلة للزراعة والثروات الحيوانية والسمكية، والأهم من كل ذلك من البشر، بما يؤكد أن الفقر المنتشر هو نتاج النظم السياسية ـ الاقتصادية ـ الاجتماعية ـ غير العادلة وغير المعنية حتى بمكافحة الفقر أو بتمكين الفقراء من مساعدة أنفسهم، وهو نتاج حكومات جائرة باعت البلاد والعباد وادخلت شعبها في دوامة الحروب