- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الكتاب: أيها الحكام والمسؤولون ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾
قال تعالى في سورة الحج: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾
من هو الخوان الكفور؟ الخوان: الذي يخون الأمانة والعهد والميثاق. الكفور: الجاحد للنعمة.
"يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم، كما قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ وقال: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾.
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ أي: لا يحب من عباده من اتصف بهذا، وهو الخيانة في العهود والمواثيق، لا يفي بما قال. والكفر: الجحد للنعم، فلا يعترف بها". تفسير ابن كثير.
انظر يرعاك الله اليوم إلى حال الشعوب الإسلامية، كم يخونها الحكام والمسؤولون والسياسيون؟! يسرقون أموالهم وينهبون ثرواتهم وفوق ذلك يضعون عليهم المكوس والضرائب، حتى بات المرء لا يستطيع تأمين قوت يومه وحاجات أهل بيته! وإن كثيرا من الشباب لا يقوون على تكاليف الزواج، ومنهم من لا يقوى على تكاليف التعليم، وكثير منهم لا يملكون ثمن العلاج والتطبيب. كل ذلك في الوقت الذي يرتع الحكام والمسؤولون بأموال الشعوب ويضيعونها ويبددونها دون رقيب ولا حسيب.
فهذا حاكم قطر ينفق على مونديال كأس العالم 220 مليار دولار. ولتقريب الصورة: لو وزعت قطر 1000 دولار شهريا على ما يزيد عن 18 مليون عائلة فقيرة، ولمدة سنة كاملة، فسيكون المبلغ هو ما أنفقته على استضافة كأس العالم! نقول لحاكم قطر وأمثاله ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾.
وهذا ابن سلمان يهدي ترامب 460 مليار دولار، ولو وزع 1000 دولار شهريا على ما يزيد عن ١٩ مليون عائلة فقيرة، ولمدة سنتين كاملتين، فسيكون المبلغ هو ما أهداه محمد بن سلمان لعدو الله ترامب. نقول له ولأمثاله ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾. وابن سلمان نفسه يتعهد بتمويل لعبة الجولف بمئة مليون سنويا وبناء مباني وملاعب للجولف بقيمة 1.6 مليار دولار، كل ذلك دعما لعدو الله ترامب في حملته الانتخابية القادمة ودعما للحزب الجمهوري. فلم تقتصر خيانة الله ورسوله والأمة بتبديد ثرواتها وإنما تبدد الثروات دعما لأعداء الأمة الذين دمروا العراق وسوريا ودعموا كيان يهود ومزقوا بلاد المسلمين!
لم يكتف حكام المسلمين بخيانة الأمة بتبديد ثرواتها ودعم أعدائها بل إن الخيانة العظمى التي اقترفوها من قبلُ هي خيانتهم لله ورسوله في عدم تطبيقهم لشرع الله، وإفسادهم في الأرض بعد إصلاحها، وحكمهم بأحكام الكفر ومحاربتهم لأهل الطاعة والعلماء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، والزج بهم في السجون. فنقول لهم جميعا: يا حكام المسلمين! ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾، ونقول لهم: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ ونقول لهم ﴿فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح