الجمعة، 25 صَفر 1446هـ| 2024/08/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 5 تعليقات
هل اقتربت ساعة الصفر بين أنصار صالح وأنصار الحوثي؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل اقتربت ساعة الصفر بين أنصار صالح وأنصار الحوثي؟

 

 


في مشهد ليس بالغريب احتشد في صنعاء أنصار صالح في ميدان السبعين وذلك في صباح يوم السبت 26/3/2016 بمناسبة مرور عام على عدوان قوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن، وكذلك تأييدا له، وفي الجانب الآخر وللغرض نفسه احتشد أنصار الحوثي بجانب الكلية الحربية وذلك في عصر اليوم نفسه بدلا من أن يجتمع الطرفان في مكان واحد!! وهذا ليس بالغريب ولا العجيب لمن يملك الوعي السياسي أو قليلا منه؛ فذاك الطرف تتزعمه بريطانيا عن طريق صالح والآخر تتزعمه أمريكا عبر الحوثي، ومن هنا جاءت حالة الاستقطاب والانقسام، فقد أصدر حزب التحرير في وقت سابق بتاريخ 1/10/2014 جواب سؤال بعنوان: (التطورات الأخيرة في اليمن وبخاصة توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية) جاء فيه "إن هذا يعني أن الحل المتوقع في اليمن هو الحل الوسط بين أمريكا وبريطانيا على طريقة الرأسماليين يكون الحكم مشتركا بين الأطراف والحل الوسط عادة لا يدوم عندهم إلا كاستراحة محارب إلى أن تستطيع أمريكا أو بريطانيا أن تحسم الموضوع إلى جانبها أي أن الأحداث في اليمن ستستمر متقلبة تهدأ حينا ثم تشتد حينا آخر وفق ميزان القوى السياسية والعسكرية عند المتصارعين".

 


تتزامن هذه الأحداث مع تصعيد من الجانبين؛ فوفق مصادر عسكرية تناقلتها وسائل الإعلام تحدثت عن اتفاق بين الجانبين السعودي والحوثي عميلي أمريكا لإيقاف الحرب، وكان من نصوص الاتفاقية: وقف إطلاق النار من على الحدود مقابل: وقف الضرب على صعدة - نزع الألغام من على الحدود - إيصال مساعدات للمناطق المنكوبة صعدة وعمران - الانسحاب من الحدود.

 


هذا وقد انسحب الحوثي بقواته من تعز مما أدى إلى استلام قوات "الشرعية"، وما لبث أن قام الحرس الجمهوري بالهجوم واستعادة الأسلحة والمواقع التي أخلاها الحوثي نقضا لهذا الاتفاق وإثباتا من صالح أنه رجل الإنجليز القوي الذي لن يترك قوات التحالف تجتاح مناطقه في تعز وغيرها وهو مكتوف الأيدي. وكذلك ما أراد إثباته بهذا الحشد الجماهيري أنه مرغوب شعبيا وله جماهيره وسنده الشعبي وكذلك الضرب بيد من حديد باستئناف القتال وشن حرب على الحدود وإمطار السعودية بالصواريخ ليؤكد أنه لا سلام بدون الاتفاق مع صالح، وما يؤكد حدوث الاتفاق ما صرح به خالد الزعتر الصحفي والمحلل السياسي السعودي في لقاء معه على قناة العربية بتاريخ 28/3/2016 حيث صرح أنه حدث اتفاق بين الحوثي والجانب السعودي، وكذلك لا يعد هذا بالأمر الغريب من جانب الحوثي فقد صرح صالح الصماد رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي في جريدة الثورة الحكومية بتاريخ 22/3/2016 "أن اللقاء بين الجانب السعودي والحوثي كان لحالات إنسانية من تبادل للأسرى، وتحدث أنه من الممكن أن يكون تبادل الأسرى مقدمة لاتفاق وحل سياسي طالما أنه يخدم مصلحة الشعب اليمني".

 


يأتي هذا الخلاف بين الطرفين في الموقف السياسي وأحيانا في الجبهة وحتى في الجانب الإعلامي؛ فقد شنت صحيفة الثورة هجوما بشكل رمزي على الرئيس المخلوع صالح بقلم الكاتب عبد العزيز البغداي بتاريخ 22/3/2016 جاء فيه "من عجائب صديقي أيضا أنه بعد تحسره على إهدار عام هو عمر العدوان المباشر على اليمن أبدى حزنه على ما أسماه بالشرعية الحقيقية بعد أن سخر من الاحتفال بذكرى حلم اليمنيين بالثورة في 11 شباط/فبراير 2011 وإحياء ذكرى شهداء مجزرة جمعة الكرامة، ويرى أن الشرعية الحقيقية هي شرعية مجلس النواب المبني على انتخابات مزورة تزويرا ماديا ومعنويا والتي انتهت قبل سنوات"، وتابع يقول "نعم يا صديقي أهدر العدوان المباشر المستمر منذ عام وحتى اللحظة ولا زال الوقت يهدر دون أن تستعيد الكرامة التي أهدرها صاحبك طوال العدوان غير المباشر فترة تربعه على عرش إهدار السيادة والكرامة، وأنت لا أشك تعلم أن هذا العدوان المباشر المستمر منذ 26/3/2015 لم يكن سوى تعبير عن الغضب البدوي من محاولة اليمنيين الخروج من آثار الإهدار الناعم للكرامة والسيادة من قبل دولة فخامة صاحبك العميقة التي دامت ثلاثة وثلاثين عاما". وفي العدد نفسه من صحيفة الثورة نشرت مقالة للكاتب البريطاني (بيل لو) بعنوان (خفايا حرب الإمارات في اليمن)، تجسّد مدى الخلاف بين بريطانيا وعملائها في الخليج مثل الإمارات والكويت والبحرين وعمان من جهة وبين أمريكا وعملائها أيضا في الخليج كالسعودية من جهة أخرى، ويؤكد مساعدة الإمارات وإنقاذ عبد ربه هادي عميل بريطانيا وزحف قواتها لداخل عدن وتراجع الحوثيين ذوي التوجه الأمريكي. فقد جاء فيها "سقوط طائرة مقاتلة نفاثة إماراتية ومات الطياران اللذان فيها حتى وصل عدد القتلى إلى 46 قتيلاً"، ويتساءل الكاتب يقول: "بصرف النظر عن ولاء الإمارات لمجلس التعاون الخليجي من الصعب أن ندرك لماذا دخلت الإمارات الحرب في اليمن" ويتابع قائلا "الإمارات هي التي قادت الهجوم البحري على عدن في صيف 2015م على الرغم من رفض الولايات المتحدة لطلبها الدعم من القوات الخاصة لكنها جازفت ودخلت عدن".

 


إن ما يحدث اليوم من اختلاف يجسد الهوة بين الفريقين المتصارعين، فهل اقتربت ساعة الصفر فعلا؟ وما المتوقع حدوثه في الأيام القادمة؟ إن الأيام القادمة حبلى بالأحداث خاصة إذا لم تحصل أمريكا أو بريطانيا على مصالحها وهو على غرار ما يحدث في ليبيا من صراع أنجلو أمريكي؛ فالوضع غير مستقر لصالح أمريكا والتي ترسل مقاتلين وغاراتها بحجة مكافحة تنظيم الدولة، وبخلاف سوريا والتي فيها الوضع مستقر لصالحها فهي تريد التهدئة وإنجاح الهدنة والمباشرة في الحل السياسي، فهل تشهد ساحة اليمن صراع أو اتفاق الفريقين المتصارعين؟

 


إن الذي يوجد السلم أو الصراع بين الفريقين هو ميزان القوى؛ فإذا كان أحدهما أقوى من الآخر حسم الصراع لصالحه، وهذا ما أكدته الأحداث السابقة فقد استدرج صالح جماعة الحوثي إلى جميع المناطق لاستنزافه والتخلص من قواته، تارة بتوزيعهم في المناطق وتارة بانسحاب قوات صالح من بعض المواقع ليفتك بهم من قوات التحالف، وهكذا حتى تهلك قوته؛ فقد قام صالح بعمل الآتي: 1- كسب رأي عام ضد الحوثي من أنه أرهق البلاد وأفقرها وقتل أبناءها. 2- أن جماعةالحوثي لا تستطيع أن تدير البلاد لا في الحكم ولا في الاقتصاد ولا غيرها من مؤسسات الدولة. 3- تلقي اللجان الشعبية قوات الحوثي ضربات في جميع الجبهات مما أضعف قواته وبالمقابل تفاخر صالح بقواته وأنه على استعداد لتقديم الآلاف بل الملايين في سبيل الوطن. 4- وجود حلفاء لصالح من الأطياف الأخرى ومن الفصائل الأخرى ومن مشايخ القبائل تضررت من الحوثي وتنتظر ساعة الصفر ولكن متى؟ لا شك أن ذلك لا يحدث إلا بعد أن يجهز صالح الظروف لتكون مناسبة للانقضاض على السلطة بحيث يضمن الانتصار على الحوثي لا الهزيمة.

 


إن أمريكا أعدت الحوثي ليخدم مصالحها كما أعدت جيش المهدي وقوات بدر في العراق وحزب الله في لبنان، كل هؤلاء كشريك في محاربة (الإرهاب) وجماعاته الذي صنعته أمريكا ليكون ذريعة لها لدخول بلاد المسلمين وابتلاعها واستغلال ثرواتها. إن أمريكا تعزف على وتر الهدن الصغيرة ثم الهدنة الكبيرة ومن ثم الوصول للاتفاقيات والحل السياسي؛ فهي تستنسخ ما حدث في سوريا لتطبقه في اليمن بحيث يؤمن الحوثي مصالح أمريكا من خلال هذا الحل السياسي الذي تفرضه من خلال السعودية عميلتها بحيث يكون الحوثي مكوناً سياسياً وشريكاً في الحكم ليس عبر الانتخابات لأنه فاقد للأصوات والشعبية مقابل الأصوات الأخرى التي قد تكون أكثر لخصومه، بل باتفاق ينهي الحرب ويؤمن له الوصول للحكم. ولكن حتى لو حدث هذا فلن يكون طويلا لأنه لا سند شعبياً له ولا وسط سياسياً موالياً لأمريكا، بل بالعكس لصالح الإنجليز، ومن ليس له زخم لا يستطيع استلام حكم أو سلطة. ويتزامن هذا مع ما يقوم به ولد الشيخ المبعوث الأممي من جمع الأطراف والضغط عليها وإلزامها بالحل السسياسي والتفاوضي بغية الوصول لاتفاق يضمن بالدرجة الأساسية وصول الحوثي للحكم ووجود نصيب له من الكعكة؛ فالمبعوث الأممي جمال بن عمر هو الذي أتى به من صعدة لصنعاء، ثم جاء ولد الشيخ فثبته في صنعاء، ثم الآن جاء دور قطف الثمرة من خلال اتفاق يجعل له يداً في الحكم، وهذا ما يدعو إليه ولد الشيخ من مؤتمر يعقد في منتصف نيسان/أبريل يجمع فيه الأطراف.

 


فهل يقطع الإنجليز الطريق أمام هذه الهدن والاتفاقيات بالاستمرار بالحرب وفضح الحوثي مثلا بإيجاد رأي عام أنه استسلم وخان البلاد بهذه الاتفاقيات المخزية؟ أو بتصفية الحوثي من قبل صالح والخوض معه في حرب حينما تسنح الفرصة؟. هذا ما ستنبؤنا به الأيام القادمة، وندعو الله في هذا المقام ونسأله فهو المجيب أن لا يولي هذا الظالم أو ذاك، وأن يولي عادلا تقيا نقيا مخلصا واعيا شجاعا يوحد أمة الإسلام على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله e في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، وما على أهل اليمن إلا أن يعوا ويتقوا الله في أنفسهم وفي بلادهم، وأن يلفظوا عملاء الإنجليز وعملاء أمريكا ويضعوا يدهم بمن يؤمنهم في الدنيا والآخرة، وحتما سيكون الله مؤيدهم وناصرهم فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير، وما ذلك على الله بعزيز {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}.

 

 


كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


عبد الرحمن العامري – صنعاء

 

5 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الأحد، 03 نيسان/ابريل 2016م 12:47 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • khadija
    khadija السبت، 02 نيسان/ابريل 2016م 22:06 تعليق

    ما شاء الله ... جزاكم الله كل خير

  • ام عبدالله
    ام عبدالله السبت، 02 نيسان/ابريل 2016م 19:52 تعليق

    جزاكم الله خيرا

  • ام الحارث
    ام الحارث السبت، 02 نيسان/ابريل 2016م 19:24 تعليق

    بارك الله فيكم

  • أم راية
    أم راية السبت، 02 نيسان/ابريل 2016م 15:22 تعليق

    بارك الله فيكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع