النصر آتٍ لكل مؤمن صادق

تطالعنا أدوات الغرب الكافر في الأخبار كيف يقتل يهود المسلمين في الأرض المباركة فلسطين بدم بارد، وكيف يحتفل آخرون من يهود بعيدهم في تونس، والأردن... ولا أحد من أصحاب القرار يحرك ساكنًا، أو يشجب أو يستنكر أو يدين، وهذا لا يعبر إلا عن الخيانة والعمالة والجبن والاستسلام غير المبرر لا عرفًا ولا شرعًا.

ولا تبعد هذه القنوات كاميراتها عن فلسطين، حتى ترى الأرض المنكوبة حلب، فما انفكت تظهر الويلات والدمار والقتل والتشريد الذي حل بأهل حلب، والأحبة في أرض الشام، فتنتظر الردود، ولا تسمع شيئًا من أفواه العملاء في قطر والسعودية وتركيا... فكأنما هذه القنوات الخبيثة تنقل لنا الأخبار وهي تضحك وتقول هذا حالكم، وهذا ما تستحقون، هذا مصير من يثور ويرفض الأمر الواقع، حتى يصاب الناس باليأس والاستسلام. ولكن خاب فألهم، فالناس ليسوا كما يظنون أو كما يريدون، فهم كالماء الذي يغلي، ما يلبث حتى يصبح قوة دافعة، والأيام سوف تثبت ذلك.

ثم في مكان آخر تصور الكاميرات ما يحدث في بلد الحكمة (اليمن)، وكيف تنفق أموال المسلمين لقتلهم، وكيف يخدع عملاء أمريكا والإنجليز بسطاء الناس بأنهم يريدون إعادة شرعية هم فاقدوها، وهم لا يسعون إلا لرضا أسيادهم، وينفقون ما تمتلك الأمة من خيرات من أجل مصالحهم، ومصالح أسيادهم، فيشترون منهم الأسلحة والمعدات التي كسدت في مخازنهم، وأرادوا لها حاوية يلقونها فيها! وتبيع الشركات الأسلحة بمبالغ خيالية من أموال المسلمين لاستخدامها في قتلهم، والقضاء على أبسط أحلامهم، من الحرية والعيش الكريم. وما يحدث في أرض الحجاز وبلاد الخليج من اقتراب للإفلاس دليل على نجاح خطط الغرب الكافر الحاقد. فهنا حق لنا أن نسأل: ما غايتكم يا اْبواق الغرب الكافر من هذا النقل الخبيث؟

أما بلاد الرشيد، ومهد الخلافة العباسية، فقد أصبحت مرتعًا لكل مقتنص للفرص، وحاقد، ومتآمر على هذه الأمة الكريمة. ها هي القنوات الإعلامية تنقل لنا أخبار الفلوجة، التي أُغرقت بالدماء، حيث يشد الرحال إليها كل حاقد وعميل وجاهل وسفيه، من أجل التفنن في قتل إخوتهم في الدين والعقيدة، والإعلام شاهد زور على أفعالهم الدنيئة.

الغريب في الأمر أن القنوات الإعلامية تتسابق في نقل الأخبار القاسية والمذلة، فهل هو الصدق في نقل الخبر، ودفع الناس إلى التحرك؟ كلا، إن أهداف هذه القنوات الخبيثة لا يخفى على أحد، وهو توثيق سياسات أسيادها العملاء والغرب الكافر، وإيصال الأمة إلى حالة القبول بالأمر الواقع، والرضا به، وعدم السعي إلى التغيير والتبديل. خاب ظنهم، وطاش سهمهم، فالأمة تعي، والمخلصون يعون خططهم وأهدافهم، والسحر سوف ينقلب على الساحر بإذن الله في القريب، وأهدافهم الدنيئة مكشوفة ولا تخفى على أحد، وما يحوكونه أوهن من خيوط العنكبوت، وتدميرهم سيكون في تدبيرهم، والعاقبة دائمًا وأبدًا للمتقين، ولو كره الكافرون وأعوانهم.

فالله نسأل أن يغير حالنا، ويبدل به خير حال، وخير دار، دار الإسلام.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا