الجمعة، 25 صَفر 1446هـ| 2024/08/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
أفتجعلون المسلمين كالمجرمين، ما لكم كيف تحكمون!

بسم الله الرحمن الرحيم

أفتجعلون المسلمين كالمجرمين، ما لكم كيف تحكمون!

 

في لقائِهِ بالرئيس السوفياتي الأسبق "‫‏ستالين" في طهران إبان الحرب العالمية الثانية، صرحَ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "‫‏وينستون تشرشل" بقوله: إنَّ ‫‏الحقيقةَ ثمينةٌ لدرجةِ أنه لا بُد من حمايتِها غالبًا بحرسٍ من‫ الأكاذيب... وقد صدق الرجلُ وهو كذوب، حيثُ إنهُ ينطقُ بلسانِ حالِ الدولِ الاستعماريةِ كلِّها، ولا غرابةَ في سلوكِ هذه الدولِ السياسيِّ المـُغطَّى بالأكاذيبِ تضليلًا للشعوبِ لتمريرِ المخططاتِ والمؤامرات، فتاريخُ دعاةِ التحررِ غاصٌّ بالحوادثِ السياسيةِ التي كانت تُبطنُ أمورًا خفيَت لا أقولُ على الدهماءِ من الناسِ وحسب، بل خفيَت على كثيرينَ ممن يتناولون الأحداثَ السياسيةَ يوميًا في صحفِهِم وعبرَ إذاعاتِهِم وعلى فضائياتِهِم... وإذا كان ما ظهرَ منها كفيلاً بصرفِ أنظارِ الشعوبِ عن حقيقةِ تشرشل الثمينة؛ فإنَّ ما خفِيَ أعمقُ تأثيرًا وأكثرُ تضليلًا".

 

 لم يتردد بوتين من القول عن كيري: "إنه يكذب، ويعرف أنه يكذب" في 2014 إبان ما روجته أمريكا عن نيتها ضرب النظام السوري آنذاك لاستخدامه الكيماوي ضد الشعب السوري. فالنظام الدولي كله قائم على الكذب والتضليل، وسياستهم قائمة على نشر الأباطيل.

 

وإن الحقيقة التي يحاول ساسة العالم إخفاءها وتُوظَّف في سبيل ذلك وسائل الإعلام الضخمة، لطمسها وتشويهها وإخفاء حقيقتها عن الأمة، كمحاولة حجب نور الشمس بالغربال، حقيقةٌ ثمينة جداً تكلف أعداء الله إنفاق أموالهم عليها. وما الإحصائيات التي تنتشر بشكل متزايد حول الرغبة العارمة التي تجتاح الأمة لتُحكم بالإسلام وبالتحديد عبر نظام الخلافة، وانطلاق الحناجر صادحة بذلك في طول بلاد المسلمين وعرضها ليدلل على مدى الأكاذيب التي تفتعلها هذه الحكومات الغربية لطمس حقيقة توجه الأمة ومشروعها النهضوي!

 

وفي هذا السياق كتب فيكين شيتيريان في جريدة الحياة مقالاً، نشر على موقعها على شبكة الإنترنت، يوم الثلاثاء بتاريخ 31 أيار بعنوان "عودة العثمانيين: السلطان الأخير نموذجاً للعدالة والتنمية"، حاك فيه الكاتب حبكةً بناها على أساس أن حزب العدالة والتنمية هو الوريث الجديد للعثمانيين القدامى، ثم ختم بالطعن في مواقف الخليفة عبد الحميد الثاني رحمه الله، والذي اعتبره ممثل آل عثمان، ليكون حل عقدته تساؤلاً يشكك فيه في صحة الحنين إلى آل عثمان، وانتساب العدالة والتنمية إليهم.

 

يبدو أن كاتب المقال لا يجانب نهج الإعلام التركي الحاضر الذي ابتدأ مقالته بالحديث عنه وعن إبراز حزب العدالة والتنمية على أنهم العثمانيون الجدد.. مستشهداً بمواقف للحزب يتم تفسيرها حسب هوى الكاتب لتوافق مراده من نفخ أردوغان وحزبه كبطل "إسلامي" تلتف الأمة حوله في تطلعاتها للنهضة من جديد..

 

أجل أقول تطلعُ الأمة للنهضة والانعتاق من بوتقة الاستعمار الفكري والتبعية السياسية، والتي يفسرها الكاتب على أنها حنين لماضٍ قديم وشوق لتاريخ العثمانيين، ناسياً ومتجاهلاً أن العثمانيين هم حقبة من عهدٍ مشرق لدولة الخلافة التي حكمت العالم 13 قرناً بالعدل، وعاش المسلمون في ظلها كما في ظل الخلافة العثمانية في كرامة وأمن وعزة لا نراها في مواقف حكام تركيا الجدد!

 

السلطان عبد الحميد الذي وقف كترس حقيقي لحماية الأرض المباركة فلسطين من الاحتلال اليهودي ووقف سداً منيعاً أمام بريطانيا التي حاولت المساس بفلسطين واقتصاصها من الخلافة لتعطيها ليهود.. وكلماته المشهورة لا تزال مسجلةً حروفاً من ذهب في التاريخ المشرق حيث قال: "إن فلسطين ليست ملك يميني.. وإذا سقطت دولة الخلافة يوماً فسيأخذ يهود فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في جسدي أهون علي من أن أرى فلسطين بترت من دولة الخلافة".

 

وقد رأينا جميعاً كيف بيعت فلسطين بلا ثمن لأرذل الخلق بعد خيانات حكامنا الرويبضات، ولا يشك عاقل في أن السلطة الفلسطينية إنما هي الخائن الأكبر الذي وقع صفقة البيع باسم أهل فلسطين زوراً وبهتاناً... فعن أي رمزية للقضية وأي رمز يمثل عباس ليستضيفه أردوغان؟؟ وهل مواقف الحكام الحقيقيين تتمثل في استضافة رئيس "دويلة" تحت حراب الاحتلال؟؟

أتقيسون الثرى بالثريا.. شتان شتان!!

 

من وسائل الإعلام الحديث في تضليل الجماهير ما يُسمى بشيطنة الآخرين عبر ارتباطات غير منطقية.. وبهذا يطعن الكاتب في مواقف الخليفة عبد الحميد بعبارات استدعاها من رأيه الشخصي، وغذتها عدائيته لدولة الخلافة، بعيداً عن حقائق التاريخ، وموضوعية النقل المتوجبة بحقه، مستغلاً جهل العامة بوقائع التاريخ وحقائقه! ثم يتساءل: "إذا كانت الإمبراطورية العثمانية التي نحلم بها هي نموذج فاشل عن عبد الحميد، أيعقل أن نكون على صواب؟". فهل هذا طالب حق؟

 

إن هدم دولة الخلافة قد تم بعد تآمر بريطانيا ومن معها من عصبة الأمم، وخيانة حكام العرب والترك... والصورة البطولية التي رُسمت وتم زرعها في أذهان الناس حين ذاك بعد معارك وهمية انتصر فيها مصطفى كمال لعنه الله، ليكون البطل التركي القومي، تتكرر الآن مع حكام تركيا الجدد: حروب وهمية وانتصارات مخطط لها وجعجعات لا تنتج طحناً تدغدغ مشاعر الناس بالكلام العاطفي... وعلى أرض الواقع: لا انتصار للإسلام بل تنازلات تتلوها تنازلات... بل فضائح على رؤوس الأشهاد يتعامى عنها من انخدع بالكلام المعسول...

والمسلسلات التركية التي صدِّرت للعالم العربي - والتي تحدثتم عنها كبطولة تُذكر لصالح العدالة والتنمية - تقف شاهدة على الخزي الذي يتسربلهم بما تمتلئ فيه جنباتها من مشاهد الخلاعة والمجون والفساد... وما تروج له من معاصٍ ومنكرات... تناقض الواقع المشرف الذي كانت عليها حاضرة دولة الخلافة العثمانية: تركيا حالياً!!

 

فبمَ تبشرون؟؟؟

 

كفاكم نعيقاً وتضليلاً لأمة بدأت تنفض عنها الأغلال وتكسر حواجز الصمت لتعيد تاريخاً آن أوانه حاضراً، ومستقبلاً بشَّر به خير المرسلين إذ قال: «بشر هذه الأمة بالرفعة والسنا والتمكين».

 

فانحازوا لفسطاط المؤمنين، وإياكم والانزلاق لفسطاط المنافقين...

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

 

وسائط

1 تعليق

  • Khadija
    Khadija الأربعاء، 01 حزيران/يونيو 2016م 16:51 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع