الجمعة، 25 صَفر 1446هـ| 2024/08/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 4 تعليقات
نحن خير أمة أخرجت للناس رغم أنف السيسي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نحن خير أمة أخرجت للناس رغم أنف السيسي

 

 

خرج السيسي يوم 2016/6/29 على أهل مصر والأمة الإسلامية بخطاب يطعن فيه في دينها الحنيف؛ فبدل أن يهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة ليلة القدر ذهب يطعن في دين الإسلام ويطعن في القرآن بوجه قبيح. فبعد أن انتهى من قراءة النص المكتوب له وقد قرأ فيه قبل نهايته قول الله تعالى ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ دون أن يكمل الآية ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ التفت للحضور ولشيخ الأزهر طارحا سؤالا يجول بخاطره يشكك به في كون الأمة هي خير أمة قائلا: "هل نحن فعلا أعلم الأمم؟ هل نحن أتقى الأمم؟ هل نحن أكثر الأمم صبرا؟" يلمز ويغمز بقول الله تعالى أننا خير أمة، ولكي يؤكد حقده على الإسلام وأحكامه نفى أن تكون تلك الخصال خاصة بأهل مصر بل هي منتشرة في الخمسين دولة إسلامية حسب زعمه، رابطا ذلك باتباع الأمة لكلام الله، منكِرا أشد الإنكار على اتباع الأمة لنصوص القرآن، وذلك بقوله إن "من قبلنا من علماء الحديث وجدوا ستمائة ألف حديث مكذوب فتصدوا لهم" قائلا: "لم لا نتصدى نحن أيضا ونقول دا ينفع ودا ما ينفعش". لقد بلغ هذا الرجل من الوقاحة مبلغا مستعينا بالشيطان والغرب الكافر، وتلك العمائم المنتشرة بين يديه لا ينكرون عليه منكرا ولا يأمرونه بمعروف!! لقد خرج السيسي في نفس الاحتفال منذ عامين في عام 2014 بنفس الكلام إلا أنه كان أقل قبحا وأكثر تسترا خلف العبارات، واليوم بعد أن تيقن عن طريق قبضته الأمنية أن الأصوات قد خرست خرج علينا لسان حاله يقول (أنه ربنا الأعلى وأنه لا يرينا إلا ما يرى وما يهدينا إلا سبيل الرشاد)، ويا ليت تلك العمائم خرج من بينها رجل مؤمن كمؤمن آل فرعون يقول للجميع ربي الله ويرد عليه افتراءه ويثبت له ولمن خلفه أننا خير أمة أخرجت للناس، ويحذره ومن معه من عذاب الله وغضبه.

 

نعم، إننا خير أمة أخرجت للناس؛ نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. ولو آمنت يا سيسي ومن خلفك من أهل الكتاب لكان خيرا لكم. نحن من أخرج الناس من عبادة العباد لعبادة رب العباد، ونحن من حكمنا الناس بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبسنة رسوله ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى؛ فعم الرخاء والأمن وانتشر العدل بين الناس، ولم نكره أحدا على دخول ديننا، بل لقد دخلوا طواعية في دين الله لما شاهدوا بأعينهم خيرية تلك الأمة، ونحن من رفعنا عن الأمم طغاتها بدماء قادتنا وجنودنا، ونحن من منع وأد البنات، ونحن من نحافظ على الحقوق فنقطع كل يد تمتد على حقوق الآخرين، ونحن من نعزر كل ناهب ومغتصب، ونحن من منع الرذيلة بين الناس وحافظنا على الأعراض والأنساب من الاختلاط فجلدنا ورجمنا بأمر من الله، ونحن من حملنا الدين للناس بالدعوة والجهاد وراء خلفائنا نعطي كلا منهم بيعته، ونحن من احترمنا حقوق المرأة الشرعية وجعلنا لها صوتا مسموعا فقال لها خليفتنا: "أصابت امرأة وأخطأ عمر"، ونحن من جعل نبينا لأهل الكتاب ذمة نعطيهم حقوقهم ولا نظلم منهم أحدا، ولو قهرناهم ما بقي في ديار الإسلام يهودي ولا نصراني... هل عرفت من نحن، نحن حقا خير أمة أخرجت للناس، وإن ما يمارس على الأمة من قهر وبطش وقتل وحرب فكرية لن يمنعها من صحوتها ولن يفت في عضدها، وستعود لها هيبتها عن قريب؛ فتقطع كل لسان يتعدى على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ بالغمز واللمز.

 

لقد كان أحرى بالسيسي في هذه المناسبة وفي آخر خطابه، بدل أن يتهم الأمة بالإرهاب، أن يوجه خطابه للغرب الكافر الذي يصب على المسلمين حممه ليل نهار في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وفي بورما وفي باكستان، في إرهاب لم تشهد البشرية مثله. كان أحرى به أن يسيّر جيش الكنانة الذي يحوي خير جنود الأرض كي يدافع عن الأقصى الأسير، لا أن يتحالف مع إخوة القردة والخنازير على المسجد الأقصى وعلى المسلمين في سيناء، يقتل فيهم ويخرب بيوتهم ويخرجهم منها، مروّجاً لجرمه باتهامهم زورا وبهتانا أنهم إرهابيون! كان أحرى به أن يرسل الجيش للدفاع عن مسلمي الروهينجا الذين يُحرقون في نار البوذيين، بل لم يجرؤ أن يتهم البوذيين بالإرهاب، وما زال يتهم الأمة بالإرهاب! كان أحرى به أن يرسل جيشه للدفاع عن الرجال والنساء والولدان الذين يقتلون على يد بشار فبلغوا أكثر من نصف مليون شهيد، هل اتهم بشار بالإرهاب؟ هل اتهم أمريكا وروسيا بالإرهاب وطائراتهم تحصد النساء والأطفال في سوريا؟ لا بل خنع لهم ومد يده بعد أن لوثها بدماء المسلمين في رابعة والنهضة كي يغسلوها له بدماء المسلمين في ليبيا وسوريا، داعما حفتر وبشار، متهما الأمة بالإرهاب ونصوص دينها بالجمود، داعيا لتحريفها، وأنى له وقد تكفل الله بحفظها.

 

يا أهل الكنانة! لا تكونوا كقوم فرعون استخفهم فأطاعوه، ولكن كونوا كمؤمن آل فرعون تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر كي يكشف الله عنا هذا البلاء الذي نحن فيه، ويذهب عنا حكم الكفر وسطوة الغرب وعملائهم ويمكن لنا ديننا ويستخلفنا في الأرض، أو ليسلطن الله علينا بذنوبنا من لا يخافه ولا يرحمنا مثل هذا الرجل، عسى ربنا أن يهلكه ويستخلفنا في الأرض. ويا أمة الإسلام لا تبقوا على الأرض من حكام الضرار ديّارا؛ إنهم إن يبقوا يضلوكم ويسعون في الأرض خرابا ودمارا، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وقال سبحانه: ﴿قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد المعين

 

 

وسائط

4 تعليقات

  • أيمن أبو قصي
    أيمن أبو قصي الجمعة، 01 تموز/يوليو 2016م 22:47 تعليق

    حسبنا الله في السيس ونسأل الله أن يخلصنا منه

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الجمعة، 01 تموز/يوليو 2016م 20:59 تعليق

    جزاكم الله خيرا

  • Khadija
    Khadija الجمعة، 01 تموز/يوليو 2016م 18:39 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 01 تموز/يوليو 2016م 16:12 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع