السبت، 26 صَفر 1446هـ| 2024/08/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 3 تعليقات
البخيتي... يهرف بما لا يعرف!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

البخيتي... يهرف بما لا يعرف!!

 

في مقالة لعلي البخيتي صاحب العقلية الفوضوية؛ الذي يهاجم مرات الرئيس المخلوع صالح ويربط به كل الحروب في اليمن، ومنها حروب صعدة، ومرة يمتدح حزبه حزب المؤتمر الشعبي العام، ومرات يهاجم الحوثيين ومرات أخرى يمتدحهم ومرات تطفح كتاباته بالكفر البواح ويتمسك بخرافات ماركس وبعلمانيته التي يراها المخرج من الأزمات، ولا بد- حسب تصوره - من فصل الدين عن الدولة والمجتمع، ومرة تظهر عليه المشاعر الإسلامية ويتمسح بالزيدية ثم سرعان ما يتحلل منها،...

 

وفي الأخير أظهر أنه وحده الذي فهم الإسلام وأن هناك إسلام القرآن وإسلام التراث (الإسلام الداعشي)!! وأن تنظيم الدولة يطبق الإسلام الصحيح وفقا لنهج الفتوحات الإسلامية، وأن مؤسسه هو الصحابي سعد بن معاذ وليس أبو بكر البغدادي؛ فقد بدأت الداعشية حسب كتب التراث من غزوة بني قريظة!! وأن في داخل كل مسلم مؤمن بكتب التراث إرهابياً كامناً ينتظر التمكين. وأن كل المذاهب الإسلامية وكل حركات الإسلام السياسي داعشية بنسب متفاوتة، فقط تنتظر التمكين. وأن المدارس والجامعات تدرس الإسلام الداعشي. والإخوان المسلمون والحوثيون نماذج من الداعشية وأن الإسلام هو المشكلة وليس المسلمين. وأن غزوة بني قريظة في السنة الخامسة للهجرة كانت هي المدخل للإسلام الداعشي كما يراه البخيتي، وأن الحكم الذي أصدره سعد بن معاذ سارت على منواله كل الفتوحات الإسلامية وكذلك المليشيات السنية والشيعية هذه الأيام.

يقول البخيتي في مقالته تلك:

 

(هناك روايات - أشكك في صحتها - نسبت تصرفات للرسول الكريم محمد e تشابه تصرفات "داعش"، لا أتحدث عن روايات أو أحاديث ضعيفة أو موضوعة، أتحدث عن أحاديث صحيحة ومتواترة ومجمع عليها بين كل المذاهب الإسلامية سنية وشيعية بدون استثناء، ومنها قصة غزوة بني قريظة، التي قادها رسول الله في السنة الخامسة للهجرة، على يهود بني قريظة في المدينة المنورة، وانتهت باستسلام بني قريظة بشرط التحكيم، فحكم عليهم سعد بن معاذ الذي طلب بنو قريظة من رسول الله أن يحكمه فيهم، لأنه كان حليفاً لهم في الجاهلية، فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي الذراري وتقسيم أموالهم وأراضيهم على المسلمين.

 

وتم تنفيذ الحكم في يهود بني قريظة، فأعدم الرجال منهم الذين وصلوا إلى سن القتال، سواء اشتركوا في جريمة الغدر - التي كانت سبباً في شن الحرب عليهم - أو لم يشتركوا، ثم تم سبي النساء والأطفال وقسموا كغنائم على المسلمين المشاركين في تلك المعركة.

 

تخيلوا معي مجموعة من الأسرى قالوا لمن أسرهم نحن نُحكمك فيما صدر عنا من خطأ، ونقبل بحكمك، وبدلاً من أن يعفوَ عنهم، أو يعاقبهم بعقاب شديد في أموالهم أو يصادر أراضيهم حكم عليهم بالإعدام، من شارك منهم في خيانة العهد أو لم يشارك، حتى النساء والأطفال تم سبيهم واسترقاقهم، وتحويلهم إلى عبيد بعد أن كانوا أحراراً، واستبيحت النساء جنسياً بحجة ملك اليمين، مع أنه لا ذنب للنساء والأطفال بما فعله الرجال، وهذا الحكم مناقض للقرآن الكريم: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾، لكن هذا المبدأ الداعشي الذي اعتمده الرسول - بحسب تلك الروايات - تم تعميمه في كل الفتوحات الإسلامية بعد ذلك، وتم سبي نساء كل البلدات التي تم فتحها بعد رفض حُكامها أو أعيانها أو مشايخ القبائل الإيمان برسالة محمد أو دفع الجزية.

 

تخيلوا معي هذا المشهد: مجموعة من البشر يُحكَم على كل رجالهم الأسرى بعد استسلامهم بالإعدام، وليس هذا فحسب، فبعد تنفيذ حكم الإعدام وفي لحظة بكاء وعويل ونواح نسائهم وأطفالهم عليهم يتم تقسيمهم على المسلمين، ومن المعروف أن السبية من النساء تصبح ملك يمين ويجوز نكاحها كالزوجة، والطفل يصبح عبداً مملوكاً.

 

نفس الكلام ينطبق على الكثير من أفعال داعش، حيث إن هناك أساساً شرعياً للكثير منها في كتب الفقه والحديث، ومنها على سبيل المثال لا الحصر حد الردة، حيث أجمعت المذاهب على أن المرتد يتم إعدامه، ولكل مذهب تعريفه الخاص للمرتد، وموجبات الارتداد، وهذا الحكم تحديداً هو بوابة الإرهاب الواسعة التي عبرت منه كل المجموعات المتطرفة، وتذرعت به في كل ممارساتها داخل البلدان الإسلامية، حيث تدرجت في التكفير والاتهام بالردة، فكفرت الحُكام ثم الجيش والأمن ثم المذاهب الأخرى ثم المجتمع الذي لا يؤمن بأفكارهم، وهكذا تم تبرير العمليات الانتحارية وتفخيخ الأسواق والمساجد بالمصلين وغيرها من الجرائم الإرهابية.

 

وبالتالي فكل حركات الإسلام السياسي شيعية كانت أو سنية التي تؤمن بتلك الروايات والأحاديث النبوية المتعلقة بالتعامل مع الأسرى وحد الردة هي داعشية في فكرها بقدر ما تؤمن به من تلك الروايات، وكونها لم تطبق تلك الأحكام لا يعفيها ذلك من أن فكرها داعشي، لأنها لم تتبرأ من تلك النصوص، وبعضها ينتظر التمكين فقط لتظهر داعشيته). انتهى

 

نقول لصاحب القلب الرحيم على اليهود من بني قريظة الذين نقضوا العهد ليس في وقت السلم وليس في وقت حرب لا تصل عقوبتهم إلى هذا الحد، وإنما هم قد نقضوا العهد في أحلك الظروف التي يمر بها المسلمون وفي فترة كان المسلمون أحوج إلى الوفاء بهذا العهد، فنقض العهد في تلك الحالة التي يمر بها المسلمون هي خيانة كبرى وجريمة عظمى، فهو أسوأ غدر وأقبح خيانة، وهو ضرب للمسلمين في الخاصرة وهم في فترة حرجة للغاية، كيف لا وقد تجمعت الأحزاب عليهم وهم في حصار خانق صوره القرآن أروع تصوير، قال الله تعالى: ﴿إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا﴾ [الأحزاب: 10-11]

وهنا فاحت رائحة خيانة بني قريظة وتجردوا من كل القيم الإنسانية ونقضوا العهد، في إصرار يبين مدى دناءتهم وكانوا يدركون أن عقوبتهم هي القتل إذا انتصر المسلمون، وقد أرسل إليهم الرسول e سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وعبد الله بن رواحة وغيرهم ليتأكدوا من نقضهم للعهد وأمرهم أن يكتموا ذلك حتى لا يفت ذلك في عضد المسلمين.

 

وكان زعيم بني النضير حيي بن أخطب وهو الذي حرض الأحزاب وأقنع بني قريظة على نقض العهد وقد ترددوا في البداية لخوفهم من العاقبة وهي القتل، لكنه كان قد وعدهم أنهم إذا نقضوا العهد فسيبقى معهم ومصيره من مصيرهم، وقد وفى بذلك، وحين قدم للقتل خاطب الرسول والناس بقوله (والله ما لمت نفسي في معاداتك ولكن من يغالب الله يغلب، أيها الناس: لا بأس بأمر الله، كتاب وقدر وملحمة كتبها الله على بني إسرائيل)... وهو يقر بعقوبة الإسلام العادلة بينما البخيتي يصفها بالظلم، أليس هذا أمراً عجيباً؟!!

 

ودليل غدرهم الشنيع للمسلمين أنهم كانوا قد جمعوا لإبادة المسلمين من السلاح 1500 سيف و2000 رمح و300 درع و50 ترساً وجحفه حصل عليها المسلمون بعد فتح ديارهم وكانوا بين 600 و700 مقاتل، وقد نجا من أسلم منهم، فلو كانت دولة نقضت العهد مع أمريكا أو روسيا لكان الحكم هو الإبادة.

 

ولم يطبق المسلمون هذا الحكم من بعد في كل الفتوحات كما يقول البخيتي صاحب الأمانة العلمية!!!

 

فهذا فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة النبوية، قال الرسول e لأهل مكة يوم الفتح «ما ترون أني فاعل بكم؟» قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». وهذه صورة من صور العفو لن تجد مثلها في التاريخ رغم أن أهل مكة أخرجوا المسلمين من ديارهم وأخذوا أموالهم وقاتلوهم في بدر وأحد ونقضوا صلح الحديبية ولكن هذا لا يرقى إلى خيانة بني قريظة الذين لم يستحقوا العفو أو العقوبة في الأموال فقط بل إن حكم سعد بن معاذ فيهم هو حكم الله العادل من فوق سبعة أرقعة، وقد أقر بعدله شيطان اليهود حيي بن أخطب.. وهذا الحكم كان علاجا ناجعاً لهم؛ فاليهود دائما هم أهل غدر، وهو سجية من سجاياهم التي لا تفارقهم. وهذا مثال من تاريخ غدرهم الأسود عندما طردهم النصارى من الأندلس (إسبانيا) كانت دولة الخلافة العثمانية هي الملاذ الآمن لهم فآوتهم وأكرمتهم وأنفقت عليهم وعاملتهم كما تعامل المسلمين ولكن هل حفظوا هذا الجميل؟ لا وألف لا لأن الغدر سجيتهم؛ فقد كانوا رأس حربة بريطانيا في هدم الخلافة العثمانية، إذاً فحكم سعد بن معاذ في بني قريظة عادل وليس داعشيا يا بخيتي!!

 

وهذا مثال آخر يفند شطحات البخيتي... عند فتح بلاد الأفغان دخل أحد القادة المسلمين مدينة سمرقند ولم يعرض على أهلها الخيارات الإسلامية المعروفة، وهي الإسلام أو الجزية أو الحرب، وقد استولى عليها كاملة فشكى أهل المدينة القائد إلى الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله فأمره القائد أن يخرج من المدينة ففعل. فماذا كانت النتيجة؟ لقد أسلم أهل تلك المدينة جميعا، فلم يكن الخليفة (داعشيا) ولا القائد الذي أخطأ في البداية، وهو بشر، (داعشيا)!!

 

وهذا المعتصم عندما لبى نداء المرأة التي لطمها رومي فقالت وا معتصماه ففتح عمورية (في تركيا) وأحضر الرومي والمرأة وقال الطميه كما لطمك، ولكنها عفت عنه، فلم تكن (داعشيةً) ولم يكن المعتصم (داعشيا).

 

وهذا السلطان محمد الفاتح عندما فتح القسطنطينية عفا عن أهلها فعاشوا إلى جانب المسلمين ولم يكن (داعشيا)!

 

لقد بهرتنا بقلبك الرحيم على اليهود يا بخيتي! ولكن لماذا لم يكن رحيما على المسلمين؟ لماذا لم يتألم يوما على المجازر التي يرتكبها المجرم بشار بالكيماوي والبراميل المتفجرة وسائر الأسلحة في أهل الشام، والتي ثلاث فقط منها تفوق عدد المقاتلين من بني قريظة؟! ولماذا لم يتألم قلبك الرحيم عندما حاصر النظام السوري المجرم بضوء أخضر من الأمم المتحدة مدينة مضايا حتى مات بعضهم جوعا؟ لماذا لم يتألم قلبك الرحيم لوحشية روسيا التي قتلت صواريخها المتطوره الآلاف من الأبرياء في المدارس والمساجد والأسواق وأجبرت عشرين ألفا في حلب على مغادرة منازلهم في يوم واحد نزحوا جميعا إلى الحدود التركية؟

 

لماذا لم تتألم لوحشية أمريكا التي قتلت ملايين المسلمين في العراق وفي أفغانستان وغيرها وهم لم ينقضوا عهداً كما فعل بنو قريظة؟!

 

لقد كان بنو قريظة جميعا رجالا ونساء مدركين للمصير الذي ينتظرهم بعد نقض العهد، فلماذا لم يعارض ذلك أحد منهم؟ أليس هذا دليلا على إصرارهم جميعا على نقض العهد وأنهم جميعا مشتركون في هذه الجريمة البشعة، ولذلك فإن عقوبتهم كانت عادلة؟

 

أما (الإرهاب) فإن أمريكا هي التي صنعته ليكون ذريعة لقتل المسلمين وتدمير مقدراتهم... فقتلها للمسلمين في كل البلاد ولّد لديهم الانتقام، وهذا أمر طبيعي عند البشر؛ فالإرهاب صناعة أمريكية وليست داعشية تراثية!!

 

أما الإسلام فليس هو الذي سبب الإرهاب أو غيره ولا المسلمون، بل إنه النظام العلماني المستورد من الدول الغربية الاستعمارية الكافرة الذي يحكم المسلمين والذي يكون الصراع فيه على السلطة أمراً طبيعياً (سلطة ومعارضة)، وهذا يجعل الحرب مستعرة بينهم لا تتوقف، وما يحدث في اليمن وليبيا وغيرهما من صراع إنجلو أمريكي هو خير دليل على أن الإرهاب هو من إفرازات النظام العلماني، وإن الدول الغربية هي التي تديره والمتصارعون هم الذين ينفذونه والضحية هم المسلمون. بل إن الإسلام حرم تحريما قطعيا كما جاء ذلك في كتب التراث لتفند شطحات البخيتي، قال رسول الله e «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» رواه مسلم

 

فلو التزم المتصارعون بهذا الحديت لما وجد (داعشي) مطلقا. أليس الغرب هو من يصنع الإرهاب لتفتيت المسلمين لمنع عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي فيها عز المسلمين ووحدتهم ونهضتهم...، وليس كل حركة سياسية داعشية؟

 

فحزب التحرير الذي يسعى لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بالصراع الفكري والكفاح السياسي وليس بالعنف ليس (داعشياً)، فالعنف مخالف لطريقة الرسول e في إقامة الدولة الإسلامية، ولذا فهو لا يقوم بالأعمال المادية ويحرم القتال بين المسلمين التزاما بالدليل الشرعي وليس بالهوى، فمن أظلم ممن اتخذ إلهه هواه والخلافة الراشدة التي يسعى حزب التحرير لإقامتها هي دولة لجميع المسلمين وهي دولة رعاية وليست دولة جباية، دولة تحكم بالإسلام وتحمله رسالة نور وهدى إلى العالم كله بالدعوة والجهاد؛ لتخرج الناس من ظلم الرأسمالية إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا، إلى سعة الدنيا والآخرة.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شايف الشرادي – اليمن

 

3 تعليقات

  • Khadija
    Khadija الجمعة، 15 تموز/يوليو 2016م 09:26 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الخميس، 14 تموز/يوليو 2016م 21:31 تعليق

    بارك الله فيكم

  • إبتهال
    إبتهال الخميس، 14 تموز/يوليو 2016م 20:26 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع