السبت، 26 صَفر 1446هـ| 2024/08/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات
صدقت يا أزهري: إسلامنا عظيم لا ظلم فيه ولن يجدده حكام خونة وعلماء عملاء وإنما تجدده الخلافة على منهاج النبوة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صدقت يا أزهري: إسلامنا عظيم لا ظلم فيه

 

ولن يجدده حكام خونة وعلماء عملاء وإنما تجدده الخلافة على منهاج النبوة

 

 

تناقلت كل وسائل الإعلام خطبة عيد الفطر من مسجد محمد كريم في الإسكندرية والتي حضرها الرئيس المصري في 2016/7/6م، تحدث فيها الأزهري مطولا عن معاني الجمال في الإسلام وكيف أن الشرع جمل الإنسان في كل شيء، وكأني به يرد على دعوات السيسي المتكررة لثورة على النصوص الدينية وإيجاد فهم جديد لها يتفق مع الحداثة ولا يقلق الغرب ولا يصطدم مع أفكاره ويرضى به أبوهم الذي في البيت الأبيض، بدعوى التجديد والإصلاح وتحقيق التوازن بين العمل والاتباع والتفكر والتدبر وإعمال العقل، وكأني به يجيبه على تساؤلاته التي طرحها صراحة في احتفال ليلة القدر: "هل نحن أعلم الأمم؟! هل نحن أتقن الأمم؟! هل نحن أكثر الأمم صبرا؟! هل نحن أكثر الأمم عملا؟! هل نحن أكثر الأمم اختراعا؟! هل نحن أكثر الأمم سماحة؟! هل نحن أكثر الأمم احتراما للمرأة؟!".

 

وكأني به يجيبها كلها دفعة واحدة بحديثه عن جمال الإسلام وعن الصبر الجميل والهجر الجميل والسراح الجميل، وبعيدا عن بعض جمل التعريض فكأني به أراد أن يقول إن ديننا الذي لم يدع في حياتنا صغيرة ولا كبيرة إلا وبينها وكان له رأي فيها حتى كيفية اختيار المأكل والمشرب والملبس والطيب وحتى دخول الخلاء، فكيف بأمور السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة وعلاقات الدول، والتي وضع لها أحكاما وقوانين تكفل العدل بحقيقته التي ترضي الله ورسوله وتحقق الحسن والجمال وهي أحكام شرعية ملزمة للراعي والرعية.

 

أيها المسلمون عامة وأهل الكنانة خاصة، إن حقيقة الصراع بيننا وبين الغرب والتي أخبرنا بها الله عز وجل بالوحي المنزل ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ وهو عينه ما تنطق به أفواههم ويقوم على تنفيذه بحذافيره عملاؤهم من الحكام النواطير مصداقا لقول الحق ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ فهم لن يقبلوا منكم إلا أن تفرغوا الإسلام من كل ما فيه من أحكام وأن تدخلوا خلفهم جحر الضب فتتخلوا عن إسلامكم وتفصلوه عن حياتكم ولا يصير نمطا لعيشكم ويبقى محصورا في العبادات والشعائر الفردية، وتصبح العلمانية هي دينكم وإلهكم الذي ينظم شئون حياتكم وتكون حرياتها الأربع هي مقدساتكم، ولن يقبلوا منكم أقل من هذا الذي يفصل بينكم وبين القوة التي تمكنكم من سيادة الدنيا وقيادتها نحو النجاة من الرأسمالية ووحشيتها وفشلها في التعامل مع مشكلات الناس وسد جوعتهم ورعاية شئونهم، تلك القوة التي لم تملكها أمريكا بسطوتها وآلتها العسكرية فبقيت العنصرية والطائفية جزءا منها لا يتجزأ، وما زال اضطهاد السود رغم وجود أوباما الأسود في البيت الأبيض، فما زال الرجل الأبيض الأمريكي يقتل الأسود من بني جلدته، بينما يتعاطف المسلم في أوروبا مع أخيه في سوريا والصومال ومالي، هذه القوة التي ملكها المسلمون فصهرتهم في بوتقة واحدة وجعلتهم نسيجا واحدا؛ أمة واحدة من دون الناس لا فرق فيها بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، فملكوا الدنيا أكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان؛ أناروا الدنيا فيها بعدل الله ورحمته وبسطوا سلطان الإسلام إلى ما شاء الله، بينما كانت أوروبا تعيش في عصورها المظلمة في القرون الوسطى.

 

يا أهل الكنانة، هكذا كانت أمتكم وكنتم، وكانت الكنانة حصنا ودرعا لها ونبراسا للعلم في دولتها ولم تر الكنانة بؤسا إلا يوم حكمها من باعوا نفوسهم للغرب الكافر وكانوا عونا له على الكنانة والأمة، ففصلوها عن باقي جسد الأمة فانهار الجسد وسهل عليهم تمزيقه وإسقاطه فصرنا إلى ما نحن فيه من شتات، والغرب الآن ومع هذه الثورات يدرك أن الخطر عليه يكمن فيكم وفي تنامي وعيكم وإدراككم لما يصلح حالكم وحال أمتكم معكم، ويعيدكم سادة الدنيا كما كنتم ويقضي على نفوذه ونهبه لثرواتكم وخيراتكم، ويؤذن بخروجكم من قبضة أمريكا وسطوتها وانعتاقكم من تبعيتها، وهذا لن يكون إلا بحمل مبدأ الإسلام ومشروعه واستئناف الحياة الإسلامية من خلال الخلافة على منهاج النبوة، فكان سعيه الدؤوب إلى تبديل دينكم وتجهيلكم به وبما فيه من صلاح لأحوالكم، حتى لا تلحق الكنانة بالشام فيصير وجع الغرب أوجاعا وألمه آلاماً، وتكون طامته حين تلتحم مصر والشام فتعيد أمجاد حطين وتعتصر يهود فلا تبقي منهم باقية وتنهي وجوده وسيادته بالكلية.

 

يا أهل الكنانة، إن دينكم نزل ليسود، وإن صراع الغرب مع أمتكم هو صراع سيادة، صراع على قيادة الدنيا بالمبدأ الذي يحمله الغرب أو الذي يحمله المسلمون، وقد بان للجميع فشل كل مبدأ من صنع البشر وفشلت الرأسمالية في عقر دارها حتى أصبحوا يبحثون عما بعدها وما فوقها وصار العالم كله يتلظى بنارها وينتظر الخلاص، ولا خلاص ولا منقذ للبشرية كلها إلا بالإسلام ونظامه ودولته وأحكامه وتطبيقها في الخلافة على منهاج النبوة التي قد آن أوانها وأوشك بزوغ فجرها بإذن الله، وها هو حزب التحرير يصل ليله بنهاره لإقامتها مصارعا الغرب وأفكاره مذكرا الأمة بدينها وعقيدتها وهويتها، حتى كاد الصراع الآن أن يكون بين الغرب الذي يحمل الرأسمالية ويدعو لها، وبين حزب التحرير الذي يحمل مبدأ الإسلام ويدعو المسلمين لأن يجعلوه واقعا عمليا مطبقا في حياتهم، ولا يحتاج حزب التحرير أكثر من التحامكم به واحتضانكم لفكرته التي تعبر عنكم وعن مشاعركم وعقيدتكم عسى الله أن يهيئ له ولكم أنصارا كأنصار الأمس يبيعون نفوسهم لله لقاء الجنة فيربح بيعهم ويكون النصر على أيديهم، فتقام دولة العز التي تكتب آخر فصول الصراع فتصرع الغرب ومبدأه، فكونوا لها فلا عز لكم بغيرها ولا كرامة بدونها.

 

أما أنتم يا علماء الكنانة، فقد بان جوهر الصراع وتباينت الصفوف وأصبح العالم فسطاطين؛ فسطاط إسلام لا نفاق فيه وفسطاط كفر لا إيمان فيه، وأنتم عقل الأمة ومشعل ينير دربها فلا تخذلوها ولا تشاركوا من يضللها، وكونوا كما كان جدكم العز بن عبد السلام أسوداً لله عز وجل ولا تخشوا البطش والعيلة فلن يكون فراعين زماننا بقوة فرعون الذي أهلكه الله بالغرق وضياع ملكه، ولن يكونوا أغنى من قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض، وحسبكم ما كان من موسى ومن معه إذ يقولون له وقد رأوا البحر أمامهم إنا لمدركون، فكان جوابه لهم كلا إن معي ربي سيهدين، فكونوا كما أراد الله لكم ومنكم ولا تكتموا الحق الذي تحملون، فالعالم لا يسكت تقية، ولا تبيعوا دينكم بعرض من الدنيا قليل فما عند الله خير وأبقى، فقوموا لله أسودا محرضين الأمة وخاصة جيوشها على إزالة عروش الحكام الخونة العملاء، وإزالة حدود سايكس بيكو التي تقسم الأمة وتوحيدها في كيان واحد وتسليم الحكم للمخلصين من أبناء الأمة العاملين لإقامة الخلافة التي تجدد الدين وتظهر ما فيه من جمال وكمال وتمام بتطبيقه فيراه الناس واقعا عمليا يبين كيف كذب ساسة الغرب على شعوبهم حتى لا ينعموا في ظل الإسلام فينقلبوا عليهم، ويدخل الناس في دين الله أفواجا، فكيف سيكون أجركم ومقامكم عند الله حينها وقد كنتم طريقا أَمَّهم ليعرفوا ربهم، إنه مقام لا تساويه الدنيا وما فيها، فاحملوا مع إخوانكم في حزب التحرير هذه الدعوة وحرضوا الناس على احتضانها ولا يرهبنكم ما ترون من بطش هؤلاء الحكام فهم نمور من ورق قريبا تحترق، واعلموا أن الله ناصركم ومعينكم وهو حسبكم ووليكم فعسى أن يجد تحريضكم رجلا رشيدا يعيد فينا سيرة سعد وأسعد وأسيد فيكون النصر منكم وبكم ولكم كرامة وعزّاً في الدنيا والآخرة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

2 تعليقات

  • ام عبدالله
    ام عبدالله السبت، 16 تموز/يوليو 2016م 20:24 تعليق

    بارك الله فيكم

  • Khadija
    Khadija السبت، 16 تموز/يوليو 2016م 17:08 تعليق

    اللهمّ ارحمنا بالخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النبوّة التي تزلزل أركان الطّواغيت وتسعد البشريّة جمعاء.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع