الإثنين، 28 صَفر 1446هـ| 2024/09/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ليبيا... إلى أين؟؟؟

 


انعقدت في الجزائر يوم 18 نيسان/أبريل الدورة الثانية بين روسيا والجزائر حول الأمن ومكافحة (الإرهاب) أعلنت خلالها روسيا دعم الجزائر في حل سياسي تفاوضي في ليبيا، وصرحت أنها مستعدة للتعامل مع جميع الفرقاء السياسيين. ومباشرة بعد انعقاد الدورة انتقل عبد القادر مساهل يوم 19 نيسان/أبريل إلى ليبيا لملاقاة عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي. حيث كانت القناة التلفزية الليبية في 17 شباط/فبراير قد كشفت عن قيام الجزائر بطرح مبادرة سياسية جديدة لحل الأزمة الليبية، متمثلة في إنشاء مجلس رئاسي وإعادة برمجة خارطة سياسية ترضي جميع الأطراف.


حال وصول عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية إلى ليبيا شرع في جولة بدءاً ببنغازي ومصراتة ومنطقة فزان حيث التقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ثم قائد الأركان الجنرال خليفة حفتر، وتتمثل المبادرة في اقتراح مجلس رئاسي جديد يضم كلاً من الجنرال خليفة حفتر ورئيس المجلس الاستشاري عبد الرحمن السويحلي فيما يكون رئيس مجلس النواب عقيلة صالح رئيسا للدولة وفائز السراج رئيس المجلس الرئاسي منصب رئاسة الوزراء ويعود منصب قيادة الجيش للعقيد سالم جحا.


وفي يوم الثلاثاء 2 أيار/مايو التقى الجنرال خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في أبو ظبي حيث تم الاتفاق، حسب ما نشرته صحيفة النهار عن موقع صحيفة أخبار ليبيا الآن، حول إقصاء أي تيار أيديولوجي أو حزبي ومحاربة (الإرهاب) خلال وبعد تشكيل الحكومة الجديدة ثم إجراء انتخابات خلال 6 أشهر بعد التوقيع على الاتفاق.


وعلى إثر زيارة عبد القادر مساهل الجنوب الجزائري وأثناء لقاء حفتر والسراج أصدرت قوات حفتر بيانا يوم 7 أيار/مايو تستنكر فيه هذه الزيارة واعتبرته انتهاكا للسيادة الوطنية، وكأنه يزور ولاية من ولايات الجزائر، ونستشف من خلال هذا البيان رفض أمريكا هذه المبادرة والتي سيكون فيها دور شرفي للحنرال خليفة حفتر "عضو المجلس الرئاسي" وهذا ما أكدته صحيفة النهار يوم الثلاثاء 8 أيار/مايو حول كواليس وخفايا لقاء السراج وحفتر بالإمارات حيث شدد خليفة حفتر على أن يكون المجلس الرئاسي هو القائد الأعلى للجيش، وأن يكون المشير خليفة حفتر هو القائد العام للجيش، وتبعه كل المؤسسات العسكرية والمخابراتية إلى جانب خطة عضو المجلس الرئاسي. وهذا ما تمخض عن الاجتماع الوزاري الحادي عشر لدور الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في انتظار تفعيله في الدورة القادمة في ليبيا.


إن المدقق في مجريات الأحداث في السعي لحلحلة الأزمة الليبية بزعمهم يدرك أن الدور الداخلي والإقليمي ما هو إلا أداة لإملاءات القوى الاستعمارية لاقتسام الكعكة الليبية بين بريطانيا وأمريكا بالتحديد، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستقر الأمر على ما أسفر عنه الاجتماع الأخير لأن الهيمنة الكاملة هي طبيعة القوى الاستعمارية، والأيام القليلة القادمة وحدها كفيلة لتكشف وتؤكد بعثرة الأوراق من جديد وإعادة تشكيل حكومة جديدة.


هكذا هي حال بلاد الإسلام ما دامت ممزقة ومشتتة وتفتقد للكفاءات المخلصة التي تعيد لها مجدها وعزها في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة المرتقبة قريبا بإذن الله مصداقا لقوله e: «...ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


سالم أبو عبيدة – تونس

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع