الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 4 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

"من سيوقف الإبادة الجماعية ضد مسلمي الروهينجا؟"

 

خطاب د. نسرين نواز، مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

(ألقي أمام سفارة بنغلاديش في لندن في 9 أيلول/سبتمبر 2017)

 

(مترجم)

 

 

 

 

الإخوة والأخوات الأعزاء،

 


كما تعلمون، فإن مسلمي الروهينجا في ولاية راخين في ميانمار يواجهون حاليا حملة إبادة جماعية وحشية من جانب نظام ميانمار المجرم الذي قام بذلك تحت غطاء زائف وهو (مكافحة الإرهاب). إن المحنة المروعة التي يعاني منها إخواننا وأخواتنا من الروهينجا لا يمكن وصفها. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، شارك جنود ميانمار وسكان بوذيون مسلحون في موجة قتل لا ترحم ضد مسلمي الروهينجا - حيث أطلقوا النار عشوائيا على الرجال والنساء والأطفال وأحرقوا المنازل والقرى وقتلوا المدنيين الأبرياء بالسيوف والمناجل حتى الموت - كل ذلك فقط لأنهم يقولون "لا إله إلا الله"!.


لقد قتل مئات من إخواننا وأخواتنا وأطفالهم. وقد تم نشر الفيديوهات البشعة على وسائل التواصل الإلكتروني والتي تظهر النساء والأطفال الذين يقتلون بدم بارد من قبل هؤلاء الجزارين البوذيين، كما أنهم أحرقوا المساجد والمدارس. وهرب ما لا يقل عن 270 ألفاً من مسلمي الروهينجا من ميانمار إلى بنغلاديش في محاولة للهروب من الموت (أي ما يمثل تقريبا ثلث مسلمي الروهينجا الذين يعيشون في ميانمار)، 80٪ منهم من النساء والأطفال وفقا لليونيسيف، وعشرات الآلاف تركوا منازلهم وقد تقطعت بهم السبل دون طعام أو مأوى. كما غرق العشرات من النساء والأطفال الروهينجا أثناء محاولتهم الفرار إلى بنغلاديش عبر القوارب. وقد أرسل أحد أفراد حرس الحدود البنغالي صورا إلى (سي إن إن) تظهر أطفالا صغارا قتلوا وألقي بهم على ضفاف نهر ناف. ولا حول ولا قوة إلا بالله!


وقد قامت قوات الأمن في ميانمار بإطلاق قذائف الهاون واستخدام المدافع الرشاشة ضد المدنيين الهاربين أثناء محاولتهم عبور الحدود إلى بنغلاديش سعياً للحصول على الأمان، وقد وردت مؤخراً تقارير عن قيام جيش ميانمار بوضع ألغام أرضية جديدة على طول الحدود مع بنغلاديش لصد اللاجئين من الروهينجا مما أدى إلى إصابة بعض أطفال الروهينجا بجراح خطيرة. حسبنا الله ونعم الوكيل!


إن التقارير التي تحدثت عن ميانمار وما حصل من المذابح التي ارتكبها الإرهابيون البوذيون ضد إخوتنا وأخواتنا من الروهينجا المسلمين مروعة بالفعل. حيث تقطع رؤوس الأطفال المسلمين، ويذبح الآخرون أو يلقون في البحيرات، بمن فيهم طفل عمره 6 أشهر، كما يتم جمع الرجال المسلمين ووضعهم في كوخ من الخيزران ومن ثم إضرام النار فيه ويحرقون حتى الموت.


إن كل هذا يمثل أحدث المجازر التي واجهها مسلمو الروهينجا خلال عقود من الاضطهاد في ميانمار، حيث تعرضت أخواتنا للاغتصاب الجماعي وشاهدن أطفالهن يذبحون أمام أعينهن. فقد تعرضوا لعقود من العيش في الفصل العنصري في ظروف سيئة من الفقر المدقع والحرمان من الحقوق الأساسية في التعليم والرعاية الصحية والعمل، كما أجبروا على الزواج الوحشي وقوانين الحمل للحد من أعدادهم وحرمانهم من الحصول على الجنسية من قبل النظام الوحشي في ميانمار، مما جعلهم عديمي الجنسية في الأرض التي عاشوا فيها لأجيال.


لذلك أطلب منكم أيها الإخوة والأخوات، هل ستوقف منظمة الصحة العالمية هذه الإبادة الجماعية ضد مسلمي الروهينجا؟ أي دولة في العالم ستتدخل اليوم لإنهاء سيل الدم هذا؟ أي دولة في العالم اليوم لديها شعور أخلاقي للوقوف في وجه نظام ميانمار والدفاع عن مسلمي الروهينجا، ووضع حياة الإنسان فوق أي مصالح سياسية أو اقتصادية؟ أي دولة في العالم تمثل حقاً مصالح المسلمين ويمكنها أن تبعث الخوف في قلوب أنظمة ميانمار العسكرية والجزارين البوذيين كي لا يجرؤوا على الإضرار برجل واحد أو امرأة أو طفل من الروهينجا المسلمين؟


إننا نعلم أنه لا توجد مثل هذه الدولة، ولا نظام من هذا القبيل، ولا هيئة دولية في العالم اليوم ستفعل ذلك لأننا شهدنا المذابح بحق المسلمين في سوريا... والعالم لم يفعل شيئاً، ومذابح المسلمين في أفريقيا الوسطى... ولم يفعل العالم شيئاً؛ والقتل الجماعي للمسلمين في كشمير والصومال وأفغانستان وأماكن أخرى... ومع ذلك لم يفعل العالم شيئاً!


أيها الإخوة والأخوات، اليوم، كل حكومة في العالم ترى هذه المذابح، وتسمع صراخ النساء والأطفال الأبرياء، وتشاهد الظلم البشع ومستويات من القمع لا توصف... ولكنهم يحوّلون نظرهم بعيداً، ويغسلون أيديهم من أي واجب لحماية حياة الأبرياء... والسبب في ذلك حسب رأيهم ووفقا لأيديولوجية الرأسمالية اللاإنسانية؛ هو أن حماية هؤلاء الأشخاص لا يعود عليهم بمكاسب سياسية أو اقتصادية. إلا أنهم يدعون أن الديمقراطية متحضرة في حين يعتبرون الشريعة الإسلامية بربرية لأنها تلزم الدولة بحماية الإنسانية من مثل هذه الفظائع وتقمع الظالمين! سبحان الله!


إن أونغ سان سو كي التي تعتبر الزعيم الفعلي لميانمار، والفتاة "الذهبية" للديمقراطية؛ قد أنكرت هذا الحمام الدموي وحملة الوحشية من التطهير العرقي للمسلمين من قبل جيشها... وحقيقة أن ذلك يمثل تجارة بالنسبة للحكومات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم في علاقتها مع نظام ميانمار القاتل... وذلك يفضح مرة أخرى الوجه الحقيقي للنظام الديمقراطي الذي وضعه البشر حيث يتم تجاهل القمع وذبح الأبرياء عند تحقيق المصالح.


أيها الإخوة والأخوات، وماذا عن استجابة الأنظمة والحكام في العالم الإسلامي لهذه الإبادة الجماعية ضد المسلمين... كيف كانت؟ حسنًا، أكانت مرضية؟! إن نظام حسينة في بنغلاديش، بدلاً من الترحيب بالمسلمين المضطهدين على شواطئه وتوفير ملاذ لهم، أمرت حراس الحدود بدفعهم بعيدا عن حدودها... مما جعلهم يغرقون في قواربهم المتهالكة أو يعودون إلى ميادين القتل في ميانمار، أو في بعض الحالات تستقبلهم لكنها وضعتهم في مخيمات قاسية تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية، كما رفضت الاعتراف بهم كلاجئين.


وتجدر الإشارة إلى أن الآلاف من مسلمي الروهينجا تقطعت بهم السبل حالياً في المنطقة غير المأهولة بالسكان بين ميانمار وبنغلاديش. وفي وقت سابق من هذا العام، اقترح نظام حسينة نقل جميع اللاجئين من الروهينجا إلى جزيرة منخفضة في خليج البنغال، حيث تفيض الفيضانات بشكل منتظم، وهذه الجزيرة وصفتها الجماعات الحقوقية بأنها "غير صالحة للسكن". سبحان الله! لكن خدعة حسينة قد كانت أكبر من ذلك، لأن حكومتها اقترحت عملية عسكرية مشتركة مع نظام ميانمار المجرم للمساعدة في ما يسمى بعملية "مكافحة الإرهاب"، حملة الإبادة الجماعية ضد الروهينجا. لا حول ولا قوة إلا بالله!


كما أن النظام الباكستاني الخائن لا يتردد في تعزيز قوة جيش ميانمار المجرم والاستفادة من ذبح إخوانه وأخواته المسلمين. وقد وقعت الباكستان في عام 2015 عقداً لتوريد 16 طائرة حربية من طراز (جف-17) إلى جيش ميانمار، على الرغم من عمليات القتل الجماعية التي ارتكبت ضد الروهينجا في عام 2012. ومن المقرر أن تستخدم أولى هذه الطائرات في القوات الجوية الميانمارية هذا العام.
وماذا عن أنظمة المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر والأردن؟ حسناً، كانوا يفضلون إطلاق العنان لقوتهم العسكرية لقتل وتجويع أطفال اليمن بناء على طلب من أسيادهم الغربيين بدلاً من استخدام جيوشهم لإنقاذ الأطفال المسلمين في ميانمار!


وماذا عن تركيا؟ تركيا التي لديها سابع أكبر جيش في العالم وثاني أكبر دولة في منظمة حلف شمال الأطلسي... ماذا كان الرد من قيادتها على هذه الأزمة؟ حسناً، لقد اختار أردوغان ببساطة أن يشارك في الدبلوماسية الخفيفة مع زعيمة ميانمار (سو كي)، بما في ذلك التماس إذنها لتقديم المساعدات إلى الروهينجا المتضررين من العنف. سبحان الله! زعيم البلاد التي كانت في السابق مقراً لدولة الخلافة العظيمة، القوة العظمى العالمية التي من شأنها أن تجعل أعداء الإسلام يرتعدون خوفاً... شعر بالحاجة إلى الحصول على إذن من نظام يقتل المسلمين لتقديم المساعدات إلى أولئك الذين يفرون من القتل من قبل هذا النظام؟! سبحان الله... إن ذلك يدل على مستوى الإذلال الذي وصل إليه القادة المسلمون اليوم!


وفي الوقت نفسه دعا وزير خارجية تركيا بنغلاديش إلى فتح أبوابها للروهينجا الفارين من العنف مشيراً إلى أن تركيا ستدفع كل النفقات المترتبة على احتياجاتهم... في محاولة للعب دور البطل بطريقة ساخرة في هذه المأساة. حسناً نحن نقول لأردوغان ونظامه... لم لا تحوّل جيشك من العبودية للحكومات الغربية ومصالحها في حلف الناتو، إلى هدفه ومساره الصحيح... للدفاع عن دم المسلمين في ميانمار وأنحاء العالم، للقتال ضد أولئك الذين يضطهدون المؤمنين، لإنقاذ المسلمين من القتلة... ودفع جميع النفقات لذلك؟؟؟!! وقد قال أردوغان: "أولئك الذين يغمضون أعينهم عن هذه الإبادة الجماعية التي تندرج تحت غطاء الديمقراطية هم مشتركون فيها". حسنا، نقول: نعم أردوغان، هذا صحيح؛ مما يجعلك وجميع الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي مشتركين في هذه الجريمة البشعة... إنكم جلستم جميعاً مكتوفي الأيدي في حين يمكنكم وضع حد لحمام الدم هذا بتسيير جيوشكم!


إن الفرق كبير بين هذه الأنظمة الخسيسة وبين أبناء وبنات هذه الأمة الشرفاء الذين نزلوا إلى الشوارع في بلادهم للتظاهر من جميع أنحاء العالم، (من إندونيسيا إلى باكستان وبنغلاديش إلى ماليزيا... وغيرها، بما في ذلك هنا في بريطانيا حيث سيكون هناك اليوم مظاهرة أمام سفارة بنغلاديش في لندن سيحضرها المسلمون من جميع أنحاء المملكة المتحدة)... خرجوا للتعبير عن دعمهم لإخوانهم وأخواتهم من الروهينجا المسلمين ومطالبة الحكومات في العالم الإسلامي بإنهاء علاقاتها مع نظام ميانمار المجرم ووقف سفك الدماء. هذه الأنظمة الفاسدة لا تستحق أن تحكم هذه الأمة المشرّفة لثانية واحدة، فالأمة بحاجة إلى اقتلاعها؛ لأن هذه الأمة تستحق قيادة تعكس حبها لدينها ولإخوتها وأخواتها من المسلمين.


أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لا يوجد اليوم أي دولة من شأنها أن توقف حمام الدم هذا ضد إخواننا وأخواتنا من الروهينجا المسلمين... لذلك فالأمر متروك إلينا نحن أمة رسول الله e لإنهاء هذه الإبادة الجماعية. للقيام بذلك... لا يكفي أن نشعر بالألم ونذرف الدموع عندما نرى ما يحدث لإخواننا وأخواتنا، أو أن نعبر مجرد تعبير عن الغضب، أو فقط الدعاء لهم. يجب علينا أن نربط الشعور بالألم والغضب مع الحل الذي بيّنه لنا ديننا والذي من شأنه أن ينهي كابوسهم!


وهذا الحل هو العمل من أجل إقامة دولة تمتاز بالوازع الأخلاقي للوقوف ضد مثل هذه الجرائم البشعة ضد الإنسانية؛ الدولة التي تمثل حقاً مصالح المسلمين ودينهم. الدولة التي يلتزم حاكمها بأن يكون الوصي على هذه الأمة ودمائها؛ الدولة التي سيقوم جيشها بدوره الحقيقي كمدافع عن المسلمين؛ والدولة التي يوفر نظامها الإسلامي للمؤمنين المضطهدين الملاذ والحياة الكريمة وحقوق الإسلام الكاملة لمن يحملون تابعيتها بغض النظر عن مكان وجودهم.


أيها الإخوة والأخوات، هذه الدولة هي الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تطبق نظام الله سبحانه وتعالى، فرسول الله e قال: «وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَىْ بِهِ».


لذلك نطلب منكم أيها الإخوة والأخوات الأعزاء أن تبذلوا أقصى جهودكم في حمل هذه الدعوة لإقامة دولة الخلافة النبيلة حتى نتمكن من وضع حد لقتل أبناء أمتنا في ميانمار وفي العالم، ولنعيد المجد إلى المسلمين ودينهم. لذلك ندعوكم إلى العمل مع حزب التحرير لإقامة هذه الدولة المجيدة التي لن تستريح حتى تقضي على كل نظام قمعي وتحقق العدل في هذا العالم.


وللضباط المسلمين الصادقين في جيوش العالم الإسلامي، ندعوكم للرد على صرخات استغاثة إخوانكم وأخواتكم وأطفالكم من الروهينجا المسلمين الذين يتوسلون إليكم للدفاع عنهم. خلاصهم يكمن في أيديكم. لا تتبعوا مسار حكامكم الذين سيدخلهم إلى جهنم لأنهم خانوا المسلمين ودينهم. أعطوا النصرة فوراً للقيادة الشجاعة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة التي ستعبئكم على الفور للدفاع عن دماء أمتكم، مما يجعل منكم أبطالاً عظماء لهذا الدين مثل صلاح الدين الأيوبي ومحمد بن القاسم... وتتحقق لكم الرفعة في الحياة الدنيا والأجر العظيم في الآخرة.


يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٲنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّ۬ا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [النساء: 75]

 

 

د. نسرين نواز

 

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

 

 

 

4 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 20 أيلول/سبتمبر 2017م 12:00 تعليق

    بارك الله جهودكم الطيبة

  • نسائم الخﻻفة
    نسائم الخﻻفة الأربعاء، 13 أيلول/سبتمبر 2017م 18:41 تعليق

    #أراكان المسلمة تستنصر #الأمة الإسلامية وجيوشها
    #أنهوا_أزمة_الروهنجيا
    #EndRohingyaCrisis

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 13 أيلول/سبتمبر 2017م 15:22 تعليق

    #أنهوا_أزمة_الروهنجيا
    #EndRohingyaCrisi

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 13 أيلول/سبتمبر 2017م 12:49 تعليق

    جزاك الله خيرا كثيرا أختي الفاضلة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع