- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الدكتورة نسرين نواز لحملة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:
"تغوُّل الصين على تركستان الشرقية لن ينهيه إلا دولة الخلافة الراشدة"
جمادى الأولى 1440هـ - شباط/فبراير 2019م
(مترجمة)
أيها الإخوة والأخوات، إن النظام الصيني الذي لا يرحم يشن حرباً ضد الإسلام في تركستان الشرقية. هدفها هو محو معتقداتهم وهويتهم الإسلامية حتى لا يبقى أي أثر لها، وتجبرهم من خلالها على تبني معتقداتها الملحدة من خلال حملة وحشية من الترهيب والسجن والتلقين والتعذيب وحتى القتل. لعقود من الآن تعرض مسلمو الإيغور في تركستان الشرقية لحملة همجية ضد دينهم من الحكومة الصينية، بما في ذلك فرض حظر على الصوم وارتداء الزي الإسلامي وإطلاق لحاهم. كما منع الأطفال المسلمون الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة من دخول المساجد للاستماع إلى الخطب الإسلامية؛ ومنع الآباء من تسمية أطفالهم المولودين حديثاً بأسماء إسلامية معينة أو تعليم أبنائهم أحكام الإسلام أو المشاركة في الأنشطة الإسلامية. هذا إلى جانب الضغط على المسلمين الإيغور ليتزوجوا من غير المسلمين من سكان الهان الصينيين. حتى إن إلقاء التحية الإسلامية بالسلام واختيار الطعام الحلال قد وصف بأنه تطرف! وبالفعل، فإن كراهية هذا النظام للإسلام تجعله يجبر المسلمين على ترك الدفن حسب الشرع الإسلامي واستبدال التقليد الصيني بحرق الجثة به، الأمر الذي تنشره الدولة بشكل واسع في تركستان الشرقية.
أيها الإخوة والأخوات، هذا هو مدى تعصب النظام الصيني ضد الإسلام الذي أطلق في عام 2016 "أن تصبح من العائلة" - وهو نظام يتنقل فيه الشعب الصيني من الهان غير المسلمين بشكل مؤقت مع العائلات المسلمة في تركستان الشرقية لإجراء عمليات المسح والإبلاغ عن دلائل على أن من يستضيفهم من المسلمين ربما يكون "متطرفاً". مثل هذه الإشارات تشمل رفض الخمور وصلاة الجمعة وصيام رمضان أو حتى التقاط صور بنصوص إسلامية على جدرانها. وفي عام 2017 حشدت السلطات الصينية أكثر من مليون كادر لقضاء أسبوع في منازل الإيغور الإسلامية لهذا الغرض. وفي كانون الثاني/يناير الماضي أعلن المسؤولون الصينيون أن حكومتهم قد أقرت قانوناً لإصدار نسخة صينية من الإسلام... أي لجعل الإسلام يتماشى مع الاشتراكية - أي أيديولوجية تقوم على رفض أي إله! لا حول ولا قوة إلا بالله.
كل هذا أيها الإخوة والأخوات إلى جانب عملية الجولاج الصينية في تركستان الشرقية - التي وصفها الكثيرون بأنها معسكرات اعتقال حديثة - حيث تم احتجاز أكثر من مليون مسلم من الإيغور - رجالاً ونساء - إلى أجل غير مسمى من الحكومة الصينية ببساطة بسبب معتقداتهم الإسلامية. في معسكرات الاعتقال هذه، يُجبر إخواننا وأخواتنا المسلمون الإيغور على التخلي عن دينهم وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير وكذلك التعهد بالولاء للحزب الشيوعي الحاكم الملحد. كثير من المسجونين يتعرضون للتعذيب أو حتى القتل. علاوة على ذلك فقد تم وضع العديد من أطفال هؤلاء المسلمين الذين هم مسجونون أو في المنفى بسبب الاضطهاد، في دور الأيتام حيث يتم تلقينهم بالثقافة الشيوعية لمحو معتقداتهم الإسلامية وجعلهم يتخلون عن دينهم ويقنعونهم بأفكار أعدائهم وأعداء آبائهم المسلمين وعائلاتهم. يهدف النظام الصيني إلى تحويل أجيال المستقبل من الأطفال المسلمين من الإيغور إلى رعايا مخلصين لها يعتنقون الإلحاد، ورؤية بكين هي تدمير السكان الإيغور المسلمين وهويتهم الإسلامية. حسبنا الله ونعم الوكيل!
ومع ذلك، ورغم هذه الحرب الواضحة ضد الإسلام التي شنتها الدولة الصينية في تركستان الشرقية، وحملة التطهير العرقي ضد أهلها الإيغور المسلمين، فقد كان هناك صمت مخجل لكنه غير مفاجئ من أنظمة وحكام العالم الإسلامي لهذه الحملة الوحشية. في الواقع، حتى عندما وصفت الحكومة الصينية الإسلام بـ"مرض عقلي أيديولوجي" و"فيروس في الدماغ"... (أستغفر الله) لم يكن هذا كافياً لإطلاق شرارة من الغضب ولم يوجِد رداً حقيقياً من هذه الحكومات والزعماء المسلمين! لقد اشترت الصين الصمت والخضوع من خلال استثماراتها الضخمة في بلادنا، والوعود الملوثة باتفاقات تقدر بمليارات الدولارات وفرص تجارية من خلال مبادرة الحزام والطريق. لقد أظهر هؤلاء الحكام المخضرمون أصحاب المصالح الذاتية مراراً وتكراراً لهذه الأمة مبدأهم التوجيهي في الحياة - أن المكاسب المالية ستحظى دائماً بالأولوية على معاناة المسلمين وقدسية الإسلام.
في الواقع، عندما سئل رئيس وزراء باكستان عمران خان في مقابلة حول اضطهاد مسلمي الإيغور من الدولة الصينية، أعلن بشكل مهين جهله بالأمر ووصف الصين بأنها "نسمة الهواء النقي" بسبب استثمارها في باكستان، أستغفر الله!. وصف وزراء من العالم الإسلامي، مثل باكستان وإندونيسيا، بحق هذا التطهير العرقي لمسلمي الإيغور بأنه "شأن داخلي" للصين - بحجة أنه ليس له علاقة بهم... على الرغم من أن الله سبحانه يقول: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [سورة الأنفال: 72]
وقد ساعد الحكام المسلمون الآخرون الصين أيضاً باضطهادها لمسلمي الإيغور. ففي الصيف الماضي احتجز النظام المصري عشرات من طلاب الإيغور دون سبب، ورحلوا بعضهم إلى الصين ليواجهوا السجن أو حتى الموت.
أيها الإخوة والأخوات في هذا العالم الذي تسيطر عليه الرأسمالية، حيث المكاسب المالية وبقاء المعاناة الإنسانية... من سيحمي مسلمي تركستان الشرقية؟ في هذا العالم حيث لدينا حكام مسلمون وحكومات وضعوا رقابهم تحت أحذية النظام الصيني... من سيقف ضد هذه الحرب على الإسلام ويدافع عن ديننا؟
أيها الإخوة والأخوات، بالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك شك بأنه في ظل عدم وجود قيادة إسلامية حقيقية للوقوف على قدسية الإسلام وحياة المسلمين، فإن حرب الصين ضد الإسلام في تركستان الشرقية سوف تستمر بلا هوادة. وسوف يستمرون في ممارسة الإرهاب وحرمان وقتل الإيغور المسلمين دون عقاب ودون أن يقف أحد في طريقهم.
الطريقة الوحيدة إذن أيها الإخوة والأخوات لتحرير مسلمي الإيغور في تركستان الشرقية من براثن ووحشية الدولة الصينية هو من خلال تأسيس القيادة الإسلامية الحقيقية - الدرع والحارس للأمة - الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، قال النبي e: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
الخلافة الراشدة هي دولة لن تسمح أبداً للمكاسب المالية بتجاوز التزامها الإسلامي بالدفاع عن الإسلام والمسلمين؛ لن تصمت أبداً بينما يتعرض المسلمون للاضطهاد ويهاجَم ديننا. بل ستظهر العمل بدلاً من الكلمات الفارغة وذلك بالقوة العسكرية والسياسية والاقتصادية لدولة هي حقاً الوصي على الأمة والإسلام وتمثّل مصالحهم بصدق... لأن الصين وأية حكومة أخرى لن تجرؤ على إلحاق الضرر بمسلم واحد أو حتى النطق بكلمة واحدة ضد ديننا.
في ضوء وحشية الصين المستمرة ضد مسلمي تركستان الشرقية، أطلق المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير حملة واسعة النطاق بعنوان "تغوُّل الصين على تركستان الشرقية لن ينهيه إلا دولة الخلافة الراشدة". ندعوكم لدعم هذه الحملة المهمة من خلال مشاركة المواد على نطاق واسع والتي يمكنكم الوصول إليها على موقعنا الإلكتروني وصفحات الفيسبوك الخاصة بنا. ندعو الله أن يعيد هذه الدولة المجيدة قريباً، ومعها إقامة الأمن لأمتنا وتكريم ديننا. آمين.
الدكتورة نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير