- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
الوصاية الاستعمارية لترسيخ الثقافة الغربية!
لقد تعمد الغرب الكافر وسعى جاهدا ماضيا وحاضرا، لتدمير الأسرة والمجتمع والأمة الإسلامية بأكملها، وقد اتخذ من المرأة قضية واعتمدها في نشر حضارته ومفاهيمه خاصة في البلاد الإسلامية، وقد ركز على عناوين مهمة وخطيرة تمهد لتحقيق نصره على أحكام الإسلام مثل تجديد الدين، وتطوير الخطاب الديني، وتعديل الأحكام الشرعية لتتوافق حسب زعمهم مع العصرنة والحداثة، مصوبين سهامهم السامة نحو المرأة المسلمة ودورها الأصلي وعفتها لتيقنهم من أهمية دورها في حياة الأسرة والمجتمع. وتبعا لذلك فقد تبنت الأمم المتحدة هذا الأمر كله وعقدت اتفاقيات عدة وإعلانات دولية نأخذ منها على سبيل المثال: الإعلان الخاص بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" عام 1979، هذه الاتفاقية المشؤومة التي لا تقل شؤما عن وعد بلفور، فقد نصت المادة الثانية من هذه الاتفاقية على "إبطال القوانين والأعراف دون استثناء لتلك التي تقوم على أساس ديني واستبدال قوانين دولية بها"، وكذالك عقدت سلسلة من المؤتمرات الدولية من أجل تكريس الاتفاقيات والعمل على تنفيذها وتحقيقها، فكان المؤتمر الأول عام 1975، وقد سمي بعام المرأة الدولي والذي عقد في مكسيكو سيتي داعيا إلى المساواة والتنمية والسلم... دعوتهم الماكرة هذه إلى المساواة بين المرأة والرجل إنما هي دعوة مغرضة تريد إخراج المرأة المسلمة من خدرها الحصين ومخدعها الشريف "البيت" بهذه الحجة لتكون كالمرأة الغربية سلعة تجارية رخيصة ينتفعون بها في العمل والجنس!
كذلك مؤتمر نيروبي عام 1985 ومؤتمر السكان والتنمية الذي عقد في القاهرة عام 1994 والذي دعا في تقريره إلى إمكانية الحصول على خدمات الصحة الجنسية والتناسلية بما في ذلك تحديد النسل، ثم مؤتمر بيكين عام 1995 ومؤتمر هولندا عام 1999، حيث أباحوا الشذوذ والإجهاض الآمن وممارسة الزنا تحت مسمى الحرية الجنسية للمراهقين والمراهقات!
إن أمريكا راعية الفساد والإفساد قننت وباركت هذا الشذوذ الرأسمالي العلماني وأطلقت على العالم قاذوراتها الفكرية المريضة المتمثلة في حقوق الشواذ، كما أن منظمة الأمم المتحدة هي التي تشرف على الثقافة العالمية للمرأة من خلال الفرع التابع لها منظمة اليونسكو والتي يتمتع أغلب أعضائها بالانتماء الفكري لكيان يهود، وهذه الثقافة هي التي تروج لحرية المرأة المزعومة، وهذه الكتيبة الثقافية هي التي تمول الحركة النسوية في العالم والتي من أولوياتها ضرب الثقافة الإسلامية وخاصة في جزئها المتعلق بنظام علاقة الرجل بالمرأة في الميراث وفي الزواج وفي أحكام العدة والطلاق والنفقة وغيرها...
فلو نظرنا إلى حال المرأة في الغرب الذي يتغنى بمكاسب المرأة ويصدر لنا الاتفاقيات والقوانين العلمانية لرأينا الحالة المزرية التي وصلت لها المرأة في نظامهم العلماني الديمقراطي! وهذه بعض الإحصائيات المذهلة التي ذكرها معهد المرأة في إسبانيا في تقريره السنوي الذي قام به فريق متخصص برصد أحوال المرأة في العالم الغربي؛ ففي عام 1990 قدمت 120 ألف امرأة بلاغات بالاعتداء الجسدي والضرب المبرح من الرجال، كما أن هناك بلاغا يوميا عن قتل امرأة بأبشع الطرق على يد الرجل الذي تعيش معه سواء أكان رجلا أم عشيقا في أمريكا، وفي عام 1980 وقعت مليون و553000 حالة إجهاض في أمريكا نفسها، وفي عام 1984 ثمانية ملايين امرأة يعشن وحدهن مع أطفالهن دون أي مساعدة مالية، وفي عام 1997 اغتصاب امرأة كل ثلاث ثوان، و74% من العجائز الفقيرات يعشن وحيدات دون أي معين، ومن عام 1980 إلى عام 1990 كان في أمريكا ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء "الزنا" وقد بلغ دخل مؤسسات الدعارة وأجهزتها الإعلامية 25 مليار دولار سنة 1990... ويشار إلى أن هذا التقرير السنوي المسمى بـ"قاموس المرأة" صدر عن معهد الدراسات الدولية حول المرأة ومقره مدريد في إسبانيا وهو معهد عالمي معترف به...
هذا ما آلت إليه حال المجتمع الغربي في جحيم عقيدة الكفر عقيدة لا إله إلا الإنسان! عقيدة الفواحش وانتهاك الحرمات، وهذا ما آلت إليه حال المرأة الغربية، وهذا ما يريدون تسويقه للمرأة المسلمة بغية إفسادها ومن ثم إفساد الأسرة والمجتمع بأكمله!! هذه هي النظم الرأسمالية العلمانية العفنة التي تحاربنا وتحارب أحكام ديننا العظيم الذي يحفظ أرواح الناس ويعطي كل ذي حق حقه وخاصة المرأة، حيث يصون عرضها وكرامتها ويرفع قدرها سواء أكانت أما أم بنتا أم أختا أم زوجة أم عمة أم خالة...
فالإسلام هو النظام الوحيد الذي أقر تشريعا اقتصاديا يضمن للمرأة الحياة الطبيعية في مكانها الطبيعي في البيت لتربية الأجيال دون أن يمنعها من الخروج لمزاولة أعمالها ودون أن يدفعها دفعا كما في الأنظمة الديمقراطية إلى ممارسة الرذيلة لتحصيل قوت يومها! وجب علينا اليوم كمسلمات أن نتمسك بالأحكام التنظيمية الإسلامية التي تنظم وجودنا في الحياة العامة وتحفظنا كالدرة المصونة داخل المجتمع، وأن نحارب أي دعوة علمانية بثوب إسلامي وأي مقررات دولية تعبث في جميع شؤون حياتنا، وعلينا نبذ هذه المعالجات السقيمة التي تقدمها المنظمات الأممية ومنها الأمم المتحدة والتي تدعي حمل شعلة التحرير لها في بلادنا، وهي التي كان أصل إنشائها القضاء على دولة المسلمين وخدمة مصالح الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا... ولا خلاص من هذه الوصاية الاستعمارية إلا في دولة الخلافة الراشدة التي صانت الأعراض وحافظت على عفاف المجتمع وطهره، هي الدولة التي بناها محمد e وهي الدولة التي استظل المسلمون في ظلها 13 قرنا ينعمون بالعز والعفاف والطهر... فإذا أردنا ذلك فعلينا أن نصل الليل بالنهار من أجل استئناف الحياة الإسلامية ولذلك فليعمل العاملون.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ذكرى بن رحومة
وسائط
1 تعليق
-
بوركت يمناك وبوركت جهودك الطيبة أختنا ذكرى