الثلاثاء، 07 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/10م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الصراع الإنجلو-أمريكي على اليمن مستمر

ولن ينهيَهُ إلا الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة

 

تصاعدت حدة الأعمال العسكرية في اليمن بين طرفي الصراع بشكل غير مسبوق مع مطلع النصف الثاني من العام 2020م، فلماذا هذا التصعيد وما وراءه؟

 

للإجابة على هذا التساؤل لا بد أن نستعرض الآتي:

 

1-   حشد الحوثي كل القوات الموالية له من جميع الجبهات واتجه بها صوب محافظة مأرب النفطية ليقاتل قتال المستميت، فقد بلغت حصيلة القتلى والجرحى من الحوثيين منذ مطلع آب/أغسطس وحتى 10 تشرين الأول/أكتوبر 2020م حسب تقرير لوزارة الدفاع التابعة لهادي 1900 فرد وذلك للسيطرة على مأرب.

 

ومن جانب آخر كشف مصدر عسكري فيما يسمى بالجيش الوطني عن تحولات وصفها بالخطيرة في سير المعركة مع قوات الحوثي بمحافظة مأرب، وأضاف المصدر أن قوات الحوثي تتقدم بشكل سريع باتجاه مدينة مأرب وحقول صافر في ظل مساندة محدودة من طيران التحالف، وقال محذراً بأن سقوط مأرب بيد الحوثيين سيكلف التحالف الكثير وسيتم الكشف عن كل الأوراق على مستوى وسائل الإعلام المحلية والخارجية. (التغيير نت 2020/9/8م).

 

2-   أما السعودية فقد اتخذت قرارات عدة؛ منها ما هو في قيادة التحالف، ومنها تعيينات في محافظة عدن عن طريق هادي، وقد تزامنت هذه القرارات مع محاولة الحوثيين السيطرة على محافظة مأرب.

 

فتغيرات قيادة التحالف كانت كالتالي:

 

-     صدر قرار بإحالة الأمير فهد بن تركي قائد القوات المشتركة للتحالف للتقاعد والتحقيق بشبهة الفساد المالي، والحقيقة هي أنه من الجناح التابع للإنجليز في العائلة المالكة، وكذلك ابنه الأمير عبد العزيز أقيل هو الآخر عن منصبه وأحيل للتحقيق مع والده. وعلق محمد علي الحوثي على هذه القرارات في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر": "جید عزل تركي.. إن كان ذلك القرار من أجل إیقاف الحرب" 2020/8/31م.

 

-     تعيين مطلق الأزيمع قائداً لقوات التحالف المشترك، وبهذا عاد التحالف العسكري بين السعودية والإمارات، بعد نحو عام من الجمود إثر إعلان سحب أبو ظبي قواتها من العاصمة المؤقتة عدن، حيث عقد مطلق الأزيمع، اجتماعاً مع قائد القوات البرية الإماراتية صالح العامري كُرس لمناقشة "سير العمليات العسكرية بدعم الجيش الوطني اليمني"، وفقا لوكالة "واس" الرسمية، وكما يبدو فإن الهدف من هذا التغيير هو احتواء الأعمال التي تقوم بها الإمارات.

 

-     إحياء تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين عملاء الإنجليز؛ الانتقالي وهادي، وبناء على هذا الاتفاق تم تعيين محافظ لعدن ومدير أمن، وقد حصل التلكؤ في استلام أحمد الحامدي لمهامه مديرا لأمن عدن وهو محسوب على هادي حيث رفض الانتقالي تغيير المدير السابق شلال شائع، وقال السفير السعودي لليمن آل جابر في منشور بصفحته على مواقع التواصل "إنه ناقش مع محمد الحامدي المعين بقرار جمهوري أصدره هادي بموجب اتفاق الرياض مديرا لأمن عدن لفرض الأمن والاستقرار في عدن". والحقيقة أن إحياء اتفاق الرياض وراءه السعودية لتحقيق هدفين؛ الأول هو إعادة الانتقالي تحت جناح هادي الذي هو بحكم الأسير في مملكة آل سعود وبالتالي ضرب عملاء الإنجليز، وفي المقابل تقوية المجلس الأعلى للحراك الثوري بقيادة حسن باعوم عميل أمريكا وجعله هو الممثل الوحيد لأهل الجنوب بعدما سحب المجلس الانتقالي الموالي للإنجليز البساط من تحت قدميه، والهدف الآخر هو إشغال عملاء الإنجليز فيما بينهم وصرفهم عن المعارك في مأرب.

 

3-   إن هذه الأعمال المتصاعدة التي يقوم بها عملاء أمريكا في اليمن ليست من أجل أهل اليمن كما يزعمون، بل جاءت هذه التصعيدات قُبَيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فترامب يريد أن ينهي فترة رئاسته الأولى بإنجاز وذلك بتوسيع نفوذ أمريكا في اليمن وبالذات في المناطق الحيوية ومنها محافظة مأرب بعدما نجح في وقف تقدم عملاء الإنجليز في محافظة الحديدة الساحلية شريان الحياة للحوثيين عن طريق اتفاق السويد.

 

أما الطرف الآخر بريطانيا فقد حركت سفيرها لليمن مايكل آرون ليعيد ترتيب أوراقها في مواجهة عملاء أمريكا لوقف اجتياحهم لمأرب، ولكن بدأت كعادتها في سياستها بالمسايرة والمكر، ويمكن أن نحصر أعمالها بنقاط عدة:

 

1-   تحريك البريطاني مارتن غريفيث مندوب الأمم المتحدة لليمن والسعي من أجل إيقاف الحرب، وقد ناقش المجتمعون في الاجتماع الوزاري حول اليمن والذي عقد افتراضيا على هامش أعمال الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ناقش الإحاطات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن والحاجة الملحة إلى وقف التصعيد العسكري وإحراز تقدم سياسي في اليمن، مؤكدين دعمهم الكامل للمبعوث الخاص، مارتن غريفيث.

2-    ناشدت بريطانيا عبر سفيرها جماعةَ الحوثيين بوقف هجومها على محافظة مأرب، وحمّل آرون جماعة الحوثي مسؤولية استمرار الحرب في اليمن التي تسببت في مقتل الآلاف من اليمنيين دون مبرر. إلا أن هذه المناشدة جاءت لتكشف المستور وتؤكد حقيقة الصراع في اليمن وذلك من خلال الرد على هذه المناشدة، حيث قال القيادي في جماعة الحوثيين محمد البخيتي في تغريدة على "تويتر"، مقتبساً تغريدة للسفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون "السلام يعني وقف الحرب بشكل شامل ودائم ولكن الشيطان الذي يتحدث باسم السلام يرفض ذلك ويصر على استمرار العدوان والحصار على اليمن". وأشار إلى أن من وصفه بـ"الشيطان"، "يطلب وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في الجبهة التي بدأ يخسر فيها لكي يتسنى له إعادة ترتيب صفوفه". (المهرة بوست 2020/8/30م)، وذلك في إشارة إلى المعارك الدائرة في محافظة مأرب شمال شرق اليمن.

 

3-   تخفيف الضغط عن مأرب وذلك بتحريك بقية الجبهات ومنها جبهة الحديدة بقيادة طارق صالح ليزيد من الضغط على الحوثيين، وتم ذلك عبر تواصل السفير مايكل آرون عبر اتصال إلكتروني أجراه بمحافظ مأرب سلطان العرادة قال فيه: "يجب على الحوثيين أن يوقفوا هجومهم غير الإنساني على مأرب الآن"، مشدداً على ضرورة التعامل بجدية مع مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث. (المهرة بوست 2020/8/25م). وقد أعقب هذا التواصل توقيع قبائل مراد كبرى قبائل مأرب واليمن الأحد 13 أيلول/سبتمبر "وثيقة شرف" (أهدرت فيها دم كل من عمل على تسهيل دخول مليشيا الحوثي لمديرياتها ومناطقها في محافظة مأرب)، وبهذا التعهد القبلي قطعت الطريق أمام اختراقات السعودية لما يسمى بالجيش الوطني، وفتح الجبهات الأخرى.

 

والخلاصة: يحاول الحوثيون ومن ورائهم أمريكا عن طريق السعودية وإيران أخذ محافظة مأرب النفطية للوصول إلى منابع النفط، وتستميت ما تسمى بالشرعية (حزب الإصلاح ومؤتمر الخارج) في الدفاع عن محافظة مأرب ومن ورائهم بريطانيا.

 

وهكذا سيظل أهل اليمن يكتوون بنار الصراع الإنجلو - أمريكي في بلادهم، فإلى متى تبقى بلاد المسلمين ساحة صراع للدول الكافرة المستعمرة؟! إلى متى يستمر الصراع بين بريطانيا وأمريكا على النفوذ في اليمن؟! إلى متى يتصارعان بأدوات محلية وإقليمية؟! إلى متى يبقى أهل الإيمان والحكمة يراقبون الصراع الجاري كأن البلاد ليست بلادهم؟!! ألا يتحركون بحق وينتفضون بصدق؟!! ألا يعملون مع العاملين لإقامة دولة الإسلام الخلافة الراشدة ومن ثم يحق الحق ويزهق الباطل، وتنزوي تلك الدول الكافرة المستعمرة إلى عقر دارها إن بقي لها حينئذ عقر دار؟!

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الاستاذ : سليمان المهاجري – ولاية اليمن

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع