الثلاثاء، 07 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/10م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الأمن يكون بإقامة دولة الأمان (الخلافة)

 

أوقفت شرطة الخرطوم تشكيلاً إجرامياً مكوناً من 8 متهمين تخصصوا في ارتكاب جرائم نهب وسلب وسرقات عبر الصعق الكهربائي. وضبطت بحوزة الجناة عصا كهربائية بطاقة 8 واط تسبب الوفاة للشخص المصعوق. وأقر الجناة باستخدامها ضد الضحايا بغرض نهب ممتلكاتهم وأموالهم وأضافوا أنهم يقومون بشرائها من متجر بأم درمان.

 

واعتبر خبراء أن ظهور مثل هذه الأنماط من الجرائم يعتبر سلوكاً متطوراً في الجريمة من شأنه


أن يمثل تهديداً أمنياً في ظل المرحلة الحالية لافتاً إلى تفشي جرائم النهب، ولفت إلى خطورة هذا النوع باعتبار أن الصعقة الكهربائية ستسبب وفيات لعدد من الأشخاص جراء التعرض لقوة الصعقة الكهربائية، زائداً شلالات الدماء التي أُريقت من جراء الحروب القبلية في هذا البلد.

 

مثل هذه الأخبار من السطو والسرقات والقتل تحدث يومياً عشرات المرات في شكل سرقات ليلية وسطو مسلح على المتاجر والصيدليات وخطف للحقائب والموبايلات بالموتسكلات، فهذه الجرائم انتشرت انتشاراً واسعاً جدا فأصبح غير مستغرب عند الناس حدوث مثل هذه الجرائم، وأعزي مثل هذه الجرائم ابتداء إلى الظروف الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها أهل السودان من غلاء طَحَن الناس طحناً، فلجأ ضعاف النفوس إلى ممارسة مثل هذه الجرائم في غياب تام من الدولة والتي من أوجب واجباتها رعاية شؤون الناس وتوفير الأمن لأهل البلد، ولكن في ظل غياب الإسلام عن الحكم أصبحت الدولة سببا رئيسيا لانتشار مثل هذه الجرائم فبدل أن تحفظ الأمن أصبحت سببا رئيسيا لانعدامه!

 

فالظاهر للعيان، والذي لا يحتاج إلى دليل ولا برهان، أن الدولة غير قادرة على توفير الأمن والأمان لرعاياها، كما أن حياة الإنسان ليست هي الأساس لديها، ودمه وماله يهون عليها، فالدولة مشغولة بعدِّ القتلى والجرحى دون اتخاذ خطوات جادة لوقف مثل هذه الجرائم والرسول الكريم ﷺ يقول: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَتْلُ مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا» سنن النسائي.

 

إن الإسلام أوجب الرعاية على الدولة، فهي مسؤولة عن رعاياها، يقول النبي ﷺ: «فالإِمَامُ الذي على الناس رَاعٍ وَهو مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه. فيجب على الدولة أن توفر الحاجات الأساسية لكل فرد، وهي: المأكل والملبس والمسكن، بالعدل والإنصاف، من غير تفريق بين مسلم وغير مسلم؛ فللكل حق الرعاية والعناية، وكذلك واجب على الدولة توفير الحاجات الأساسية للجماعة وهي: الأمن والصحة والتعليم، فالأمن على رأس الأولويات، يقول النبي ﷺ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا» صححه النسائي. فتوفير الأمن من أهم واجبات الحاكم في الإسلام، ورحم الله القائل:

 

وإذا اؤتمنت على الأمانة فارْعَها *** إن الكريم على الأمانة راعِ

 

وها هو رسول الله ﷺ يضرب أروع الأمثال في حفظ الحاكم لأمن رعاياه، جاء في صحيح البخاري: «ولَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ لَيْلَةً، فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ وَقَدْ اسْتَبْرَأَ الخَبَرَ (أي تبيَّنه)، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» ثُمَّ قَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْراً» أَوْ قَالَ: «إِنَّهُ لَبَحْرٌ»، مما يدلُّ على حرص الراعي على أمن رعيته. ولكن بعد أن هُدمت دولة الإسلام - دولة الخلافة - أصبحت الأمة بلا أمن ولا أمان، بل أصبح المسلمون كالأيتام على موائد اللئام، وما أرخص الإنسان في بلادنا اليوم! فلا قيمة لنا في ظل أنظمة وضعية، وقوانين بلا هُوِّية ولا مرجعية، ولا خير في ديمقراطية هالكة متهالكة، لا تنبع من عقيدتنا، ولا تحفظ لنا كرامتنا ودماءنا!

 

إن سر قوة هذه الأمة، ومكمن عزّها، ومنبع مجدها، هو في دينها وعقيدتها، ومدى التزامها بمبدئها، ولن يعود الأمن والاستقرار والألفة بين الناس ما لم نعد إلى ديننا، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾، فإذا امتثل المسلمون لشرع الله، وطبقوا أحكامه، وأقاموا دولته دولة الخلافة، ضمنوا الأمن التام في أموالهم وأعراضهم ودمائهم.

 

ونحن في حزب التحرير ندعوكم لِتَغُذُّوا السير معنا لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، واعلموا أن الله امتنَّ على المؤمنين بالأمن في مظنَّة الخوف لمّا انقادوا لحكم الله ورسوله، حيث قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع