- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة إلى نفيد بوت وإلى الشهود وإلى مضطهديه
(مترجم)
اختطفت وكالات النظام الباكستاني الأخ نفيد بوت، الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان، والذي يبلغ من العمر الآن 52 عاماً، وذلك في 11 أيار/مايو 2012 من شوارع لاهور أمام أطفاله أثناء إعادتهم من المدرسة. ولم يُر أو يُسمع عنه منذ ذلك الحين ولم يُتهم بارتكاب أي جريمة ولم يمثل أمام أي محكمة. لقد اختفى ببساطة وظل كذلك حتى السنة العاشرة من اختطافه.
أكتب هذه الرسالة المفتوحة أولاً باسم الله العظيم سبحانه وتعالى ومدركاً أن الله سبحانه وتعالى، الحق والأعلى الذي يستحق كلّ الحمد والشكر، وهو في الحقيقة المقدّر لكل الأمور وبحكمته المطلقة يعلم الأسباب وكيف تجري الأمور.
نفيد بوت رجل متعلم وذكي، كان طالب هندسة متميزاً من لاهور حصل على منحة دراسية للدراسة في مؤسسة تعليمية رفيعة في الخارج، حيث بدأ بعد ذلك مسيرة مهنية ناجحة في صناعة تكنولوجيا الشركات الاستثمارية. ولكن في هذا الوقت تقريباً، صادف نفيد بوت العمل العالمي لإعادة الخلافة، نظام الحكم في الإسلام الذي من خلاله يتم تطبيق جميع أحكام الله، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو القضائية أو الداخلية أو الخارجية. يتم تطبيق السياسة، وما إلى ذلك، فيما يتعلق بتنظيم المجتمع، وبالتالي تحقيق أمر الله سبحانه وتعالى في القرآن: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ﴾.
كان هذا هو إخلاص نفيد بوت للإسلام وتوقه لرؤية الظلم والظلام - اللذين يأتيان بشكل طبيعي عندما يتم الحكم بغير ما أمر الله به - بعيداً عن الأمة الإسلامية داخل باكستان وخارجها، حتى إنه ترك حياته المهنية المزدهرة في الخارج وعاد إلى باكستان للعمل على إقامة نظام الخلافة من خلال نشاط سياسي سلمي وغير مادّي وبالتزام تام بسنة النبي محمد ﷺ، الذي أسس بنفسه دولة إسلامية في المدينة المنورة بعد ثلاثة عشر عاماً من الحياة السياسية السلمية وبعد الكفاح والصراع الفكري في مكة.
آمل وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يصل الخطاب الوارد في هذه الرسالة إلى الأخ نفيد بوت، لأن نظام الاضطهاد يفصله عن عائلته وأصدقائه وإخوانه من النشطاء السياسيين الإسلاميين الذين يقدّرونه كثيراً. وأتمنى أن يتم نقل هذه الرسالة إلى الأمام حتى تصل إلى نفيد بوت نفسه.
أخي نفيد، نحن نرى فيك إنساناً عزيزاً علينا ونفتقد وجودك بيننا، ولا سيما سعيك في سبيل الله سبحانه وتعالى والحكمة التي نقلتها إلينا جميعاً في هذا المسعى العظيم. نحن نعلم أنك لم تر عائلتك، لقد مرّ ما يقرب من عشر سنوات من حياتك محتجزاً في زنزانة أبعد من أن نفهمها. أنت لم تحضن أطفالك، لم يروا ابتسامتك ولم يشعروا باحتضانك المحب الذي يتوق كل طفل لرؤيته والشعور به. هذه السنوات لا يمكن لأحد أن يعوضها. لا يمكن لأي شخص إرجاع الوقت إلى الوراء أو استبدال ما فقدته أنت وعائلتك. إنك تختبر ما واجهه أمثال النبي العظيم يوسف عليه السلام عندما سُجن بتهم باطلة. سيكون ثوابك إن شاء الله في الدنيا والآخرة.
وإلى مضطهديه - أولئك الذين اختطفوه، والذين عذبوه بلا شك، والذين ما زالوا يحبسونه بعيداً عن أهله دون هوادة، والذين يقفون ضد تنفيذ أوامر الله - استمروا في جريمتكم المتمثلة في احتجاز السجين نفيد بوت طالما يمكنكم تحمل وضع أيديكم العارية في لهيب جهنم المشتعل. اعلموا أن هذا ما ستواجهونه في الآخرة بسبب جرائمكم، ولكن أكثر وأشدّ قسوة. وإن كنتم لا تخافون الآخرة ولا عذاب الله فاعلموا أن دولة الخلافة القادمة ستقبض عليكم وتحاسبكم على جرائمكم. لذا اغتنموا هذه الفرصة للإفراج عنه الآن.
وإلى الشهود الذين عرفوا نفيد أو أولئك الذين يعرفون سجنه ومع ذلك يظلون صامتين حيال هذا الظلم ولا يتكلمون بكلمة الحق لفضح ذلك: اعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل لكم هذا الاختبار لتحديد الجانب الذي ستتبعونه؛ الحق أو الباطل، لأنه لا يوجد حل وسط في الإسلام. أولئك الذين يرون الظلم ولا يفعلون شيئاً لمواجهته، عندما تكون لديهم الوسائل لفعل ذلك، سيجدون حتماً بين يدي الله هم أنفسهم وفي نفس المكان مثل الظالمين أنفسهم ويتعرضون للعقوبة نفسها.
الرسالة الأخيرة إلى نفيد بوت: نتوق لمقابلتك، نحن ببساطة ندعو ونهدف إلى خلع الباب الذي يسجنك؛ لأننا نسعى ليل نهار لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة بأسرع ما يمكن التي ستطبّق حكم الله سبحانه وتعالى في عملية تحرير الشعب الباكستاني من القمع الهائل الذي يتعرض له.
وإن شاء الله، نتمنى رؤيتك مرةً أخرى ليس فقط كناشط سياسي، ولكن هذه المرة كقائد مشرف وجدير للأمة الإسلامية في منصب مسؤول (عمدة) أو وزير (حاكم) لولاية الهند، أو ربما في يوم من الأيام الخليفة نفسه. نحن نهدف إلى هذا لأننا كمسلمين نضع ثقتنا في الله ونؤمن بوعده بالنصر وإعطاء القيادة لمن عندهم إيمان حقيقي ويعملون بإخلاص، تماماً كما أعطاها لمن قبلنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد آصف