السبت، 30 ربيع الثاني 1446هـ| 2024/11/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

فلسطين بين طريقة التغيير الشرعية والحلول الجزئية

 

 

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على رسول الله الذي بلغ الأمانة وأقام الحجة، وتركنا من بعده على المحجة البيضاء. فخير الهدي هو كتاب الله وسنة رسوله، ولا يُعبد الله بغير ما يريد ولا يُتقرب إليه إلا كيف شرع.

 

وقد قال الله سبحانه في كتابه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.

 

ففلسطين وبلاد الشام عموماً هي أرض مباركة بنص القرآن الكريم. وقد ذكرت في القرآن وتمت الإشارة إليها في سياق عشرات الآيات، منها ما يشير لبركتها وقدسيتها ومنها ما يرتبط بقصص أنبياء كرام كسيدنا عيسى عليه السلام، أو ذكر أنها أرض المحشر، أو ما يشير أن المسلمين سيرثونها، كما روي عن ابن عباس، وورد في تفاسير للشوكاني وابن رازي وخلافهم. وحين يجعل القرآن الأرض مباركة ويورثها للمسلمين، فهي إذاً قضية أمة القرآن، ولا يجوز الحديث عنها بغير سياق، فلا نتحدث عن قضية فلسطين لأنها أرض عربية، أو ننافح عنها بانتسابنا للكنعانيين مثلاً. ولا يجوز الدفاع عنها لأنها أرض عربية، فهذا منطق ذو عوج يخالف أصل العقيدة التي هي لكل البشر، وتساوي بين العربي والتركي والأفغاني حين يجتمعون تحت لواء التوحيد.

 

والناظر للطروحات التي تتعلق بالأرض المباركة فلسطين يجد فيها تضليلاً كبيراً للنشء، ومحاولات حثيثة لصرف الشباب المخلص المتوقد للجهاد والتحرير عن البوصلة الصحيحة التي تؤدي بشكل قاطع للتحرير الشامل لهذه البلاد. وإذا غضضنا الطرف عن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وكيان يهود الغاصب، والتطبيع الذي تمارسه أنظمة الضرار في بلاد المسلمين سرا وعلانية، فهناك جهود ضخمة وأعمال للأسف يقوم بها من حمل القضية على عاتقه، لا نقول تؤخر النصر بل هي تخالف الشرع وتعرقل المشروع الحقيقي للتحرير وتضاف لجهود الظالمين في حربهم على أهل الأرض المباركة.

 

فالإعلام الذي يغذي الفكر الوطني والقومي، وينافح عن النزعة الوطنية وينفخ في هذا البوق ليل نهار يحمل وزر كل شاب خرج بروحه لأجل الأرض ونسي أن الأرض عقيدة لا حدوداً رسمها الاستعمار.

 

والسياسيون الذي يحذرون من حرب دينية بحجة الخوف على الناس ومستقبلهم، هم في الحقيقة يخدمون الاحتلال الذي يعمل منذ سنوات على تحويل الصراع من صراع عقدي إلى صراع "إسرائيلي-فلسطيني"، فيضمن تحييد الملايين من جيوش وشعوب المسلمين الذين يتوقون لسجدة في رحاب المسجد الأقصى.

 

والناشطون الذين تحملوا تضييق الاحتلال وملاحقات الظالمين، وأوصلوا اسم فلسطين للعالم، وتُحسب لهم الساعات الطوال في نضالهم لأجل فلسطين سواء على الإنترنت أو حين سافروا للخارج وتحدثوا في ندوات ومؤتمرات صحفية وإذاعات عن فلسطين، لكنهم للأسف حملوا بداخلهم فلسطين مشوهة ومقزمة، فلسطين على مقاس الذين احتلوها أول مرة وسلخوها من خارطة دولة الخلافة، فلسطين سايكس بيكو، بحدود مجتزأة عن امتدادها الطبيعي بلاد الشام وحاضنتها الأصيلة الأمة الإسلامية، فلما حملوها في داخلهم مشوهة مقيدة برؤية الغرب لفلسطين، كانت حلولهم وأطروحاتهم هي أيضا مشوهة للأسف ولا ترتقي لأن تجابه عظمة هذه القضية وعظمة الحل الجذري الذي في الحقيقة لا يقنع أي مسلم يرجع لعقيدته بسواه؛ تحرير شامل لكل أرض فلسطين يعيدها للأمة جزءا من بلاد الشام ومن دولة الإسلام.

 

فلكل هؤلاء: إن الله سبحانه يُعبد كما يريد، والإسلام فكرة وطريقة لازمة لها، والله قال: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾، لا كما تهوى. فمن أراد تحرير فلسطين لأنها فلسطين فكيف تصنع بالشيشان أو بورما أو كشمير، أليست هذه أراضيَ إسلامية تُفدى وتسيل لها الدماء؟! إن الأرض هي لله، وتحريرها واجب ليُقام فيها شرع الله، فلا سبيل بغير دين الله للوفاء لهذه القضية وغيرها من قضايا المسلمين.

 

فكل طرح غير تحرير كامل البلاد هو تكريس للاحتلال، وكل نداء يوجه لغير الأمة بكافة قواها وأطيافها هو نداء مدسوس بعلم صاحبه أو جهله. فلا مرجعية لنا سوى قرآن ربنا سبحانه وسنة نبينا ﷺ، ولا نصر إلا من عند الله، لا من الأمم المتحدة، ولا من جامعة الدول العربية، ولا من أمريكا ولا روسيا ولا الصين. بل للأمة وحدها بعلمائها وسياسييها والمخلصين فيها من ضباط وقادة في الجيوش وناشطين ومؤثرين من العشائر وغيرهم، لهم وحدهم نتوجه ونحمّلهم المسؤولية التي كلفهم بها الله تعالى؛ أن يعملوا بكل طاقاتهم لإنقاذ مسرى رسول الله من المغضوب عليهم.

 

﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

 

#أقيموا_الخلافة             #كيف_تقام_الخلافة                  #بالخلافة_يحصل_التغيير_الحقيقي

 

#ReturnTheKhilafah        #KhilafahBringsRealChange

 

#YenidenHilafet     #HakikiDeğişimHilafetle

 

 

 

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع