الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الكلمة الختامية

كيف تقام الخلافة؟

 

 

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

للإجابة على سؤال كيف تقوم الخلافة؟ علينا أن ندرك أولا أن الخلافة هي دولة، وأي دولة تقوم على ثلاثة عناصر: وهي المشروع والإرادة والسلطان.

 

المشروع: أما المشروع فلا بد له أن يكون على منهاج النبوة حتى تكون خلافة على منهاج النبوة. فحديث رسول الله عن عودة الخلافة يتكلم عن خلافة على منهاج النبوة وليس خلافة كالتي كانت من بعد عهد الخلفاء الراشدين، إذ ختم الحديث بقوله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

الإرادة: أما الإرادة فيعبر عنها الرأي العام لأنها هي التي توجد الاستقرار في الدولة. فالشعب الذي لا يريد نظام الحكم أو لا يريد الخلافة سيوجد عدم الاستقرار ويخلخل الحكم. لذلك الرأي العام عنصر أساسي في إقامة الخلافة.

 

السلطان: فمن غير السلطان لا تقوم الخلافة وتبقى مشروعا إسلاميا يحلم به المسلمون مسطرا في الكتب، ومن يدعو له يزج بهم في السجون كما هو الحال اليوم.

 

أما من يقيم الخلافة فهم أيضا ثلاث جهات، على عاتقهم هذا الفرض، وهم: الحزب المبدئي والأمة المقتنعة بالخلافة كنظام حكم وأهل القوة والمنعة.

 

الحزب المبدئي: فحزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، وقد قدم مشروعه منذ تأسيسه في خمسينات القرن الماضي، وشرح فيه خمسة عناصر أساسية للدولة، وهي نظام الحكم والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي وأجهزة الدولة ثم قنن ذلك في مشروع دستور له مقدمة مفصلة مستنبطة من الكتاب والسنة وما دل عليهما، ولا يوجد فيه شيء من خارج الإسلام.

 

الأمة المقتنعة بالخلافة كنظام حكم: وهذا يعبر عنه الرأي العام، فالرأي العام في الأمة الإسلامية اليوم قد تغير منذ أن هدمت الخلافة، فقد اقتربت الأمة من فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية سنة بعد سنة حتى أصبحت الخلافة اليوم رأيا عاما بين المسلمين. فالمسلمون اليوم مقتنعون أن الخلافة الراشدة كما حكم بها الخلفاء الراشدون هي أفضل نظام حكم يمكن أن يطبق، ويعتبرون وحدة الأمة الإسلامية في دولة واحدة هي أهم مصلحة من مصالح المسلمين اليوم، وباتت الخلافة أمرا تتمناه الأمة قاطبة.

 

أهل القوة والمنعة: وذلك بأن يعطوا النصرة للأمة وللحزب لتطبيق المشروع، وهذا أمر شرعي لا بد منه ولا مفر منه في طريق إقامة الخلافة، فالنصرة تعني إعطاء السلطان لمن يحمل مشروع الخلافة. وهذا لا يقوم به إلا من بيدهم السلطان، ولا نعني هنا الحكام، فالحكام عملاء كما نعلم، وإنما الذين يثبتون الحكم للحكام، وهؤلاء هم أهل النصرة.

 

والصعوبات أمام إقامة الخلافة كثيرة وصعبة وأهمها اليوم هو وجود الأفكار غير الإسلامية تحديدا في عقول النخب المفكرة والوسط الإعلامي. فهؤلاء عليهم أن يجاهروا بتبني مشروع الخلافة على أنه أصلح مشروع وذلك لتعميق هذه الفكرة والضغط على أهل النصرة للتحرك وإعطاء النصرة.

 

ولذلك المطلوب اليوم هو:

 

بداية من حملة الدعوة: الاستمرار في أعمال الدعوة والكفاح والسير خلف أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله، كما فعلوا خلال العقود الماضية، إلى أن تعقد له الخلافة حفظه الله تعالى.

 

وأما الأمة الإسلامية: فالمطلوب منها أن تزداد في رفع صوتها في حث أهل النصرة وفي الالتفاف حول حزب التحرير ومشروعه وإعلان طلاقها الكامل مع الحضارة الغربية وتبنيها لعودة الحضارة الإسلامية.

 

وأما أهل النصرة: فعليهم أن يعرفوا أنهم بين خيارين، الخيار الأول إما الخذلان وما يعني ذلك من الموت ميتة جاهلية. والخيار الثاني نصرة مشروع عودة الخلافة على منهاج النبوة والفوز بالدنيا والآخرة.

 

ونكرر بما ختم به أمير حزب التحرير حفظه الله كلمته اليوم وذلك بدعوة أهل القوة والمنعة إلى نصرة مشروع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة.

ونذكرهم!

 

لقد ضحت الأمة الإسلامية أيما تضحيات وقد اتخذت إجراء الحياة أو الموت في سبيل عودة الإسلام في العديد من بلاد المسلمين. والمشاهد في فلسطين والعراق والشام والجزائر ومصر وكشمير وغيرها شاهدة على استعداد الأمة لاتخاذ إجراء الحياة أو الموت في سبيل الإسلام.

 

وحزب التحرير قد قدم مشروعه وقدم التضحيات واتخذ شبابه أيضا إجراء الحياة أو الموت لإيصال المشروع للأمة الإسلامية ولكم يا أهل النصرة. فقد شرد وسجن وعذب وقتل أعداد كبيرة من شباب الحزب في سبيل نشر الدعوة لمشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

وبقي أنتم يا أهل النصرة أن تتخذوا إجراء الحياة أو الموت وأن تنصروا هذا المشروع.

 

وهنا نذكركم بحديث بيعة العقبة الثانية وما جرى بين رسول الله ﷺ والأنصار رضوان الله عليهم إذ قالوا: "بايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر". ومما قاله لهم رسول الله ﷺ: «بَلْ الدَّمَ الدَّمَ وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ، أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ».

 

وها هو أمير حزب التحرير حفظه الله وشباب حزب التحرير والأمة الإسلامية جميعها تقول لكم ما قاله رسول الله ﷺ فيما لو أعطيتم النصرة لإقامة الخلافة، فماذا أنتم منتظرون؟

 

 

المهندس صلاح الدين عضاضة – مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع