- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جنود باكستان! اختاروا أين تقفون!
يا جنود الجيش الباكستاني! اعلموا أن الإبادة الجماعية ضد مسلمي فلسطين مستمرة بسبب تقاعسكم، وأن الله ﷻ شاهد على وقوف أقوى جيوش المسلمين مكتوفة الأيدي بينما عباده يتعرضون للقتل والذبح والتعذيب والاعتداء والإذلال والتجويع والتشريد... نسألكم: كم طفلاً آخر ستتركونه يموت جوعاً وقنصاً وهدماً؟! وكم رجلاً آخر ستسمحون بتعذيبه وإذلاله؟! وكم امرأة أخرى ستتركون قوات احتلال يهود تعتدي عليها؟! بينما المسلمون في غزة يخرّون من قامتهم من الجوع، ويُقتل العشرات من الأطفال الأبرياء في رفح يومياً بفعل الغارات الجوية، وفي حين يتعرض مئات المدنيين العزّل للتعذيب والإساءة والإذلال، ويهدد كيان يهود أكثر من مليون مسلم نازح في رفح بأفظع المذابح، بغزو بري لا يرحم، تصمّمون أنتم على التخلي عن إخوانكم المسلمين في غزة، في الأرض المباركة فلسطين، أولى القبلتين، الأقصى الشريف!
اعلموا أن تخاذلكم غير محمود العاقبة، قال النبي محمد ﷺ: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ»، وهذا تحذير من التخلي عن مسلم واحد، فكيف بكم وأنتم تتخلون عن أكثر من مليوني مسلم؟! ألا تخشون أن يتخلى الله عنكم وقت حاجتكم؟!
لقد حذّرنا رسول الله ﷺ من تكالب الأعداء علينا، ومن التشبث بالحياة الدنيا، فقال النبي ﷺ في الحديث الذي رواه أحمد عن ثوبان: «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ». فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
لقد قام الكفار بالفعل بتدمير العديد من أراضي المسلمين؛ من سوريا إلى أفغانستان، ومن اليمن إلى العراق، وهم الآن يتحدون للقضاء على مسلمي فلسطين الشرفاء الصامدين، الذين هم بالتأكيد ممن يحبهم الله ﷻ ويحبونه، فالله مع الأتقياء والصابرين والقانتين، مع ذلك، وبسبب حب الدنيا، لا يزال ملايين الجنود المسلمين قاعدين في ثكناتهم! نسألكم يا جنود باكستان: لو هَجم الكافرون على باكستان إلى من ستأوون وتلجأون؟! ألا فاحذروا! أن يذركم الله ويغضب عليكم وقت حاجتكم.
احذروا يا جنود الأمة الإسلامية! فقد ضلّت قبلنا كثير من الأمم على يد قادتها الطغاة، فلا تطيعوا من عصى الله ﷻ، جاء في سنن ابن ماجه ومسند أحمد بسند صحيح أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَلَا تُطِيعُوهُ»، كما حذّر أبو بكر الصديق رضي الله عنه - أول خليفة للمسلمين - من اتباع الحكام العصاة، قائلاً: "أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم"، مع أن أبا بكر رضي الله عنه من خيرة الصحابة! وأنتم تستمرون في طاعة الحكام الطغاة الذين يخدمون الغرب ويتحدّون أوامر الله ﷻ، ولا يمكنهم أبداً بلوغ درجات الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
تذكروا قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْل﴾، وتحذيره أيضاً ﷻ: ﴿إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
يا جنود باكستان! لقد أكرم الله باكستان بجيش يعدّ أقوى جيوش بلاد المسلمين، وبالقوة النووية الوحيدة فيه، مع ذلك تتوانون عن خدمة ربكم ﷻ، بينما يقاوم الشجعان في فلسطين كيان يهود بصواريخ وأسلحة بسيطة مصنوعة يدوياً! لقد اختار حكام المسلمين موقفهم، والاصطفاف مع القوى الغربية المتواطئة في الإبادة الجماعية لمسلمي فلسطين، فيقومون بإرسال الأسلحة والمساعدات لكيان يهود، ويسمحون له بمواصلة مجازره والإفلات من العقاب، هؤلاء الحكام مصيرهم محسوم، ومن المؤكد أنهم سيقفون مع الكفرة الظالمين يوم القيامة على شفا نار جهنم، لكن أنتم يا جنود محمد ﷺ، لا يزال بإمكانكم اختيار مواقع أقدامكم يوم القيامة، فإن بقيتم صامتين ومتواطئين على جرائم قادتكم، ستجدون أنفسكم تقفون خلفهم يوم القيامة، ومن أمامكم النار والعذاب!
روى الطبراني في الكبير عن معاذ بن جبل، رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «أَلَا إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، فَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ»، قَالُوا، يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: «كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ».
يمكنكم الآن اختيار طاعة الله ﷻ ورسوله ﷺ، والثبات إلى جانب الحق. ارفضوا قوانين قادتكم وقراراتهم التي تخالف كتاب الله ﷻ! كفّوا عن طاعتهم إذعاناً لتحذير أبي بكر رضي الله عنه، وأزيلوهم عن عروشهم، وعودوا إلى طاعة الله ورسوله بالسير لتحرير فلسطين... لتقفوا يوم القيامة إن شاء الله جنباً إلى جنب مع مسلمي فلسطين الأتقياء والشرفاء.
يا جنود باكستان! إن الله هو خير الماكرين، وقد استودعكم القوة والثروة وجعلكم أقوى جيوش المسلمين لسبب، وإنكم مؤتمنون على هذه القوى، ومؤهلون للاستجابة لنداء المضطهدين، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾، فتقدموا بعزم وثقة، وأطيحوا بقيادتكم الخائنة، راغبين إلى الله، وحرّروا المستضعفين في فلسطين، بهذا فقط تكون نجاتكم في الدنيا والآخرة، فالموت والحياة والرزق والبركة ونعيم الآخرة بيد الله وحده.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس مصعب – ولاية باكستان